تخوض ألمانيا مواجهة مصيرية أمام منافستها كوستاريكا، اليوم، في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة، لحسم بطاقة العبور إلى الدور ال 16 في مونديال قطر 2022.
ورغم الوصول إلى الجولة الثالثة الأخيرة، عجز أي منتخب عن حسم تأهله عن هذه المجموعة، كما أن المنتخبات الأربعة ما زالت تملك الأمل بالحصول على بطاقتيها، وكل ذلك يعود سببه إلى الفوز الذي حققته كوستاريكا على اليابان 1-صفر في الجولة الثانية.
فبعدما كانت مهددة بانتهاء مشوارها عند الدور الأول للمرة الثانية توالياً وقبل الوصول حتى إلى الجولة الختامية، عادت ألمانيا لتبقي على آمالها، بإنقاذها نقطة التعادل أمام إسبانيا (1-1)، الأحد الماضي، على ملعب البيت، والذي تعود إليه اليوم لمواجهة كوستاريكا في ثاني لقاء بين المنتخبين في النهائيات، بعد الأول عام 2006 حين فازت «دي مانشافت» على أرضه 4-2 في الدور الأول أيضاً.
لكن الفوز الذي حققته كوستاريكا على اليابان جعل من المواجهة مع إسبانيا غير حاسمة لألمانيا، لأن آمالها بقيت معلَّقة حتى الجولة الأخيرة حين تلتقي المنتخب الأميركي الشمالي، حتى لو كانت خسرت الأحد، وهذا ما لم يحصل.
«أرجوكم تغلبوا على اليابان»
وناشد مدافع ألمانيا أنتونيو روديغر زميله في ريال مدريد داني كارفاغال في المنطقة المختلطة بعد المباراة، قائلاً: «تغلبوا على اليابان، أرجوكم!».
وتحتاج إلمانيا إلى أن تفوز إسبانيا على اليابان في اللقاء الثاني بالمجموعة، وأن يتغلب رجال المدرب هانزي فليك على كوستاريكا، من أجل أن تكون بطاقتا المجموعة من نصيب العملاقين الأوروبيين الفائزين معاً بخمسة ألقاب عالمية. كما أن فوزها تزامناً مع تعادل أو فوز اليابان يفرض اللجوء إلى فارق الأهداف، ثم باقي المعايير.
كان فليك متفائلاً بعد التعادل المتأخر مع إسبانيا، قائلاً: «إذا واصلنا على هذا المنوال، واستجمعنا المزيد من الثقة، فالكثير من الأشياء قد تصبح ممكنة».
وسيكون على ألمانيا أولاً التركيز على كوستاريكا، التي ستقاتل بشراسة، من أجل إسقاط أبطال العالم أربع مرات وخطف بطاقة التأهل إلى ثًمن النهائي للمرة الثالثة في ست مشاركات.
«سنذهب إلى الموت معاً»
وبعد صدمة التنازل عن اللقب العالمي قبل أربعة أعوام والخروج من الدور الأول للمرة الثانية فقط في تاريخ مشاركاتها، قال المخضرم توماس مولر إنه ورفاقه تعلموا الدرس من 2018 وعليهم «البقاء متواضعين».
وأوضح نجم بايرن ميونيخ، أنه «عندما ينظر عالم كرة القدم من الخارج إلى ألمانيا في مواجهة كوستاريكا، فيرى فيها أننا المرشحون الأوفر حظاً، وأن الفوز سيكون من نصيبنا. نحن نبقى متواضعين: لدينا نقطة واحدة فقط، وفارق هدف واحد (سلبي)، وليس هناك أي سبب يجعلنا نشعر بالبهجة، سنذهب إلى الموت معاً».
وتابع: «كانت هناك ربما ابتسامة على محيانا (بعد مباراة إسبانيا)، لكن ذلك يعود فقط إلى معرفتنا أنه ما زالت أمامنا فرصة (للتأهل)».
فولكروغ من الظل إلى النور
بعدما كانت ألمانيا مهددة بانتهاء مشوارها عند الدور الأول للمرة الثانية تواليا، خرج نيكلاس فولكروغ من الظل ليبقي على آمالها بفضل هدفه في مرمى إسبانيا.
بهدفين في ثلاث مباريات بألوان «دي مانشافت»، بعد أول في لقاء ودي استعدادي للنهائيات أمام عمان (1 - صفر)، بدا فولكروغ كأنه اللاعب الذي بإمكانه منح فريق المدرب هانزي فليك المهاجم الهداف الذي يبحث عنه الألمان كخلف لأفضل هداف في تاريخ كأس العالم ميروسلاف كلوزه.
وقاب قوسين أو أدنى من عامه الثلاثين، المهاجم الذي لعب مباريات في الدرجة الثانية أكثر من الدرجة الأولى (135 مقابل 112)، أخذ بعداً جديداً تماماً منذ بداية الموسم مع فريقه فيردر بريمن العائد مجدداً الى «بوندسليغا»، إذ سجل 5 أهداف في المراحل الخمس الأولى، ووصل الى الهدف العاشر قبل التوقف، في المركز الثاني على لائحة الهدافين خلف الهداف الفرنسي للايبزيغ كريستوفر نكونكو الغائب عن هذا المونديال بداعي الإصابة.
بدايته النارية للموسم، لم تكن كافية لاقناع فليك بضمه الى تشكيلة المنتخب لمباريات دوري الأمم الأوروبية في سبتمبر، لكن هذا لم يعنِ أن المدرب أخرجه تماماً من حساباته، بل على العكس.
ثم جاءت الإصابة التي تعرض لها تيمو فيرنر أوائل الشهر الحالي، لتفتح الباب أمامه كي يخوض أهم تحد كروي في مسيرة عكرتها ثلاث إصابات خطيرة، إحداها تمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليسرى في بداية موسم 2019-2020.
بعيداً عن الإصابات، كان مسار المهاجم القوي البنية (1.88 م و78 كغم) تحت الرادار ومن دون ضوضاء باستثناء بعض الخلافات مع ناديه تمت تسويتها سريعاً.
ساني أهم أسلحة الألمان
دخل من مقاعد الاحتياط أمام إسبانيا، وكاد يسجل، لكنه شكَّل الخطر الهجومي الأكبر، ليصبح كل شيء واضحاً، إنه المهاجم لوروا ساني، الذي سيكون أساسياً لألمانيا في سعي أبطال العالم أربع مرات لضمان التأهل، بمواجهة كوستاريكا، إلى الدور ال 16 من كأس العالم 2022.
أصيب ساني في الركبة اليمنى قبل انطلاق المونديال القطري، وغاب على اثرها عن المباراة الكابوس ضد اليابان (خسر دي مانشافت 1-2). بعد عودته إلى تشكيلة بلاده في الدقائق الأخيرة من المباراة ضد منتخب إسبانيا أثار الذعر في دفاع الإسبان، قبل أن تنتهي المباراة بتعادل إيجابي (1-1)، وبالتالي ستكون عودته الحقيقية اليوم.
ولتعزيز خطه الهجومي، استعاد المنتخب الألماني ساني في الوقت المناسب. كان دخوله في الدقيقة 70 ضد إسبانيا، في نفس الوقت مع فولكروغ، نقطة تحول لبطل العالم 2014.
أول أسبوعين له في قطر هما ملخص عن بدايته للموسم مع بايرن ميونيخ، بعد تألقه في الدوري (خمسة أهداف، وتمريرتان حاسمتان)، وفي دوري أبطال أوروبا (هدف واحد في المباريات الثلاث الأولى) حتى منتصف أكتوبر، قبل أن يصاب في فخذه الأيسر، ليبتعد ثلاثة أسابيع قبل انطلاق نهائيات كأس العالم.
فرابارات أول امرأة تحكم في المونديال
تدير الفرنسية ستيفاني فرابارات مباراة كوستاريكا وألمانيا تحكيمياً اليوم في الجولة الثالثة، وستصبح أول امرأة في التاريخ تقود مباراة بكأس العالم لكرة القدم للرجال. وكانت فرابارات عملت كحكم رابع في مباريات المكسيك وبولندا والبرتغال وغانا، وستساعدها في المباراة البرازيلية نيوزا باك والمكسيكية كارين دياز مدينة كحكمتي راية، وسيكون الهندوري سعيد مارتينيز الحكم الرابع.