لأنهم يعشقون الكويت
لأنني مواطن كويتي، وشاء قدري أن أمتهن الإعلام بفروعه المتعددة منذ عقود من الزمن، فقد أتاح لي ذلك الترحالَ إلى العديد من بلدان العالم، بحيث تكونت لديَّ حصيلة لا بأس بها من العلاقات الإنسانية.
ولأن الكويت كانت السبَّاقة في مضمار التطور الحضاري، فقد أخذت مكان السبق في مكانتها التطورية لما حققته من نجاحات في المجالات: السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والاجتماعية، والثقافية، والرياضية، والفنية... إلخ، خلال عقود من القرن الماضي.
***وكثيراً ما كانت تُوجَّه لي الأسئلة عن الأحداث الساخنة التي كانت تعتري الساحة الكويتية في السنوات الماضية، حيث كانت الحياة الديموقراطية ساحة لتعدد وجهات النظر، وكنت أجتهد قدر المُستطاع لأكون موضوعياً في إجاباتي.
***سيل من الأسئلة تلقيته في الأيام الماضية، ومن شرائح مختلفة، فيهم المسؤول الكبير، والإعلامي، والمثقف، والفنان، والعديد ممن يعشقون الكويت، ويذكرون باعتزاز تجربتها الرائدة، وكانت معظم أسئلتهم تتمحور حول السؤال التالي: ما الذي يجري في الكويت؟!
***كنت قبل أن أجتهد بأي إجابة، أذكر ديفيد كاميرون، الذي كان رئيساً لوزراء بريطانيا - وهو وزير خارجيتها الحالي - يوم أن وقف في أعرق برلمان ديموقراطي، وقال: «عندما يصل التدمير إلى وطني، فلا تحدثني عن الديموقراطية».
***نعم، إن مشاريع التدمير التي كان سيتعرض لها وطن النهار، من أُناس لم يكونوا بمستوى شرف مسؤولية بناء وطن، كان لابد من التصدي لها، للعمل على إصلاح ما دمروه، وجعل الدولة تدخل في ورشة عمل يصب إنتاجها في مصلحة الوطن والمواطن لأربع سنوات، لتزيل الفساد، ولتؤسس لحياة كويتية خالية من الشوائب التي سعى إليها أصحاب نظرية تصفية الحسابات القائمة على الانتهازية التي تستغل الديموقراطية لتحقيق مآربها على حساب الكويت العزيزة.