عبد اللاوي: كُتاب أدب الطفل أطفال كبار يمتلكون الخيال

أكدت في حوارها مع «الجريدة•» أن كتابة الشعر الغنائي للصغار مهمة صعبة

نشر في 22-05-2024
آخر تحديث 21-05-2024 | 18:45
الشاعرة الجزائرية، آسيا عبداللاوي
الشاعرة الجزائرية، آسيا عبداللاوي
بكلمات بسيطة عذبة، تهيمن الشاعرة الجزائرية، آسيا عبداللاوي، على وجدان الأطفال، حيث تخصصت في كتابة الأغاني الموجهة إلى الناشئة باللغة العربية الفصحى، وقدمت عشرات الأعمال الغنائية التي يحفظها الأطفال، عبر مسيرتها الأدبية التي توجت أخيراً بفوزها بجائزة عبدالحميد شومان، في دورتها الـ17، في مجال الشعر، للفئة العمرية 9-12، عن مجموعتها «همس الكائنات». وأكدت عبداللاوي، خلال حوارها مع «الجريدة» حول كتابة أغاني الأطفال، ومسيرتها وأعمالها، ورؤيتها لمجال الطفولة، أن كُتاب أدب الطفل أطفال كبار يمتلكون الخيال، وفيما يلي تفاصيل الحوار.

• كيف كانت البدايات التي شكلت رصيدك الثقافي؟

- كل كاتب هو قارئ شغوف، ناقد ومفكر ومتأمل، لسنوات عدة من حياتي أعتقدت أنني قارئة جيدة فحسب إلى أن دخلت عالم الكتابة الغنائية، وصعدت تدريجياً حتى دخلت مرحلة الاحترافية، من هنا انطلقت إلى إتقاني الشعر، واخترت عالم الطفل لأتخصص فيه.

• كيف بدأت قصتك مع الشعر الغنائي الموجه للأطفال؟

- منذ طفولتي كنت أحفظ أي أغنية أسمعها سواء شارات، كرتون، مسلسلات، أغنيات، قصائد بالكتاب المدرسي، كان هذا رصيدا كافيا لأنطلق، وفي البداية كانت محاولاتي بسيطة، كتبتها على ألحان أدندنها بمفردي، بعدها بدأت بعرض أعمالي على فنانين، وشيئا فشيئا استطعت صناعة اسم في عالم كتابة الأغاني لأتخصص بكتابة أغاني الأطفال منذ عام 2017، وأكتب عشرات الأعمال الغنائية الناجحة للأطفال باللغة الفصيحة.

أطفال العرب يحبون الأغنيات أكثر من القصص والروايات

• هل المكان الذي نشأت فيه لعب دوراً في تشكيلك الوجداني وتوجهك الأدبي؟

- أسكن بمدينة وادي سوف جنوب شرق الجزائر، وهي مدينة صحراوية تتمتع ببساطتها وهدوئها، ومدينتي رغم قسوة مناخها لكنها تتمتع بروحانية عالية، ساهمت في تشكيل شخصيتي وملامح كتاباتي البسيطة والعميقة.



• برأيك لماذا لم يستطع الكثير من كتاب أدب الأطفال الوصول إلى عالمه؟

- لتكتب للطفل عليك أن تعرف الطفل، كتاب أدب الطفل الحقيقيون هم أطفال كبار، هكذا يحلو لي تسميتهم، يكون كاتب أدب الطفل على قدر كبير من البساطة والرقة حتى يكون قريباً من الطفل، قادراً على الكتابة له ببساطة أسلوبه وطرافة خياله ورشاقة عباراته دون تملق ولا تصنع.

• هل ثمة مشكلات يواجهها أديب الأطفال في الجزائر؟

- حال كاتب أدب الطفل بالجزائر ليس مختلفا عن حاله في وطننا العربي، هو في دوامة بين صعوبة النشر من جهة، وصعوبة التفرغ للكتابة من جهة أخرى، بسبب الأوضاع الاجتماعية التي تتطلب سعيه لتحصيل حياة كريمة ومستقرة.

• ما سمات أدب الأطفال؟

- أدب الطفل ببساطة هو كل نتاج أدبي يتلاءم مع مستوى الطفل النفسي والمعرفي، ويراعي نضجه الفني واللغوي والجمالي، لنكتب للطفل لابد أن ننطلق من أسئلة محورية تحدد سماته، لمن أكتب؟ وبها نحدد الفئة العمرية، ماذا أكتب؟ وبها يتحدد الموضوع أو الفكرة، ما الرؤية والأهداف، كيف أكتب؟ لاختيار القالب الفني للكتابة، والأطفال العرب يحبون الأغنيات أكثر من القصص والروايات.

مهمتنا في ظل الصراعات والحروب خلق عالم آمن وجميل للطفل

• صدر مؤخراً كتابك الجديد «من سرق الفكرة؟» علام يشمل من قضايا؟

- في «من سرق الفكرة؟»، أعالج موضوع النجاح والفشل من خلال شخصيتي الذبابة والصقر، الذبابة التي كانت تحاول أن تعلو فيرجعها تيار الهواء إلى الأسفل، لم تتقبل رؤية الصقر محلقاً عالياً فراحت تدبر له المكائد، وظلت تراقبه إلى أن انتهت في بطن الضفدع الذي كان يراقبها بدوره عند البركة، إذا القصة تلخص صفات الناجحين والفاشلين بالمقابل.

• هل نستطيع القول إن أديب الأطفال نجح في الوصول إلى تنمية مدارك الطفل من خلال ما يقدمه له؟

- هذا يحتاج إلى دراسة وإحصائيات حتى نعرف بدقة مدى تأثير ما نكتب، كما أن الكتاب مختلفون، وما يتركه أحدهم من أثر لدى الطفل قد لا يتركه آخر.

• ما النصيحة التي تقدمينها للأسرة العربية كي تساهم في تشجيع الأطفال على القراءة؟

- ربط الطفل منذ سن مبكرة بالكتاب الورقي الجاذب والمختار بعناية، وعدم السماح له باستعمال الأجهزة الإلكترونية إطلاقاً في سن 3 سنوات فما أقل، على أن يقنن الوقت المستغرق في استخدام هذه الأجهزة لما فوق هذا السن، مع مراقبة ومتابعة اختيار البرامج والتطبيقات.



• لكن كيف يمكن النهوض بثقافة الطفل العربي في ظل هيمنة وسائل الألعاب الإلكترونية؟

- النهوض بثقافة الطفل يحتاج إلى تضافر جهود من كتاب وناشرين وحكومات واعلام ومن الأسرة نفسها، تتشكل ثقافة الطفل بتواصله الفعال لما حوله، ظهور الأجهزة الإلكترونية يحدث انقطاعا في هذا التواصل. وثقافة الطفل ليست مجرد كتاب، هي كل ما يستقبله الطفل عبر الحواس، حين نوفر البدائل من مسرح طفل، وكتب ذات جودة فنية عالية، ومكتبات وأندية ثقافية وأنشطة مختلفة تساهم بربط الطفل بمجتمعه، حينها نكون قد ساهمنا بنهضة ثقافة الطفل.

الكاتب الجزائري يواجه تحديات النشر والتفرغ للكتابة

• في ظل الصراعات والحروب... ما التحديات التي تواجه أدب الأطفال في العالم العربي؟

- مهمتنا في ظل هذه الأحداث، نحن كتاب أدب الطفل، خلق عالم آمن وجميل يستطيع الطفل فيه أن يجد الراحة والمتعة والتعلم.

• الكتابة للأطفال تتطلب مهارات وأدوات سردية تفوق ما يحتاج إليه الكاتب في كتاباته للكبار فما رأيك؟

أعتقد أنها تحتاج إلى طبائع نفسية وخبرات أكثر من كونها أدوات ومهارات.

• ما مشروعك الشاغل الآن؟

- أؤمن بقوة الشعر المغنى في التأثير، لدي مشروع غنائي أصبو من خلاله لخلق بيئة تعليمية وفنية ممتعة للأطفال أرجو أن ترى النور قريباً.

back to top