أعربت الإدارة الأميركية عن قلقها من تقارير حول تحركات عسكرية روسية في تونس، وقد طلبت توضيحات من الحكومة التونسية، بحسب ما أوردت صحيفة «ريبوبليكا» الإيطالية.
وتحدثت الصحيفة الإيطالية في مقال نشرته 19 الجاري عن الوجود الروسي في ليبيا والجزائر، وأشارت إلى أن طائرات عسكرية روسية شوهدت وهي تهبط في مطار جزيرة «جربة» التونسية القريبة من ليبيا.
واعتبرت أن ذلك قد يكون دليلا على تغير موقف تونس.
ونقلت عن ممثل عن وزارة الخارجية الأميركية قوله: «لا نزال نشعر بالقلق بشأن أنشطة فاغنر، التي تدعمها روسيا في القارة الإفريقية، والتي تؤجج الصراعات وتشجع الهجرة غير النظامية، بما في ذلك إلى تونس».
وبحسب «ريبوبليكا»، يمكن للرئيس التونسي قيس سعيد، رغم جهود رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أن يقرر الانفتاح على روسيا أو إثارة هذه الفرضية من أجل الضغط على الغرب. كما لفتتت الى احتمال ان يناقش سعيد عضوية تونس في تحالف الجنوب العالمي الجديد الذي تسعى روسيا والصين إلى إنشائه.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إيطالي لم تسمه قوله: «بالنسبة لإيطاليا يمثل هذا الوضع مشكلة مباشرة. تونس هي الدولة الأقرب إلى سواحلنا، وهي نقطة انطلاق القوارب إلى صقلية. وتلتزم رئيسة الوزراء ميلوني شخصيا بتجنب هذا الانجراف، حيث زارت تونس أربع مرات وأبرمت اتفاقيات مع الرئيس قيس سعيد، في إطار (خطة ماتي). كما عملت روما أيضا مع صندوق النقد الدولي لتأمين قرض لتونس بقيمة 1.9 مليار دولار، وهي مبادرة لا يزال الصندوق يرفضها بسبب رفض سعيد للإصلاحات المطلوبة، مثل رفع الدعم عن السلع، ولاسيما الوقود».
في المقابل، كذبت السفارة الروسية في ليبيا الأخبار المتداولة عن وجود عناصر فاغنر في ليبيا وتونس.
وقالت السفارة في بيان الاثنين الماضي، إن التقرير الذي يحمل عنوان «كل الأعين على فاغنر» يعتبر إنتاجا آخر لمخابرات الغرب يهدف إلى تشويه صورة روسيا وشركة «فاغنر».
ووصفت التقرير عن «مجموعة فاغنر» التي يعتقد انها استبدلت بالفيلق الروسي بأنه «مفبرك ولا أساس له من الصحة وهو خليط من الحقيقة والكذب يُقدم تحت ذريعة التحقيق المستقل». ونفت قطعيا ما سمتها ادعاءات صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية حول وجود طائرات قتالية روسية في مطار جزيرة جربة التونسية، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتأتي في إطار التوجيهات السياسية التي تتبعها وسائل الإعلام الغربية لتشويه صورة روسيا.