كشف مصدر شارك في الاجتماع الذي عقد في طهران أمس، وجمع قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي مع قادة وممثلي «محور المقاومة»، أن اللقاء عُقد بطلب من قادة الفصائل والأحزاب الموالية لإيران من لبنان وفلسطين واليمن والعراق، للاستفسار عن سياسة طهران المقبلة، والتأكد من استمرار الدعم الذي تقدمه لهم بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في حادث تحطم مروحيتهما.

وشارك في الاجتماع سلامي وكبار قادة «الحرس»، إلى جانب نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي في جماعة أنصار الله الحوثية محمد عبدالسلام، وغيرهم.

Ad

وحسب المصدر، فقد جدد سلامي خلال الاجتماع التأكيد على أن سياسة إيران بالنسبة إلى «محور المقاومة» غير مرتبطة بشخص الرئيس الذي يقود الحكومة، وبالتالي فإنها لن تتغير مع تبدل الرئيس أو وزير الخارجية أو حتى الحكومة بأسرها.

وقال المصدر إن البحث تطرق كذلك إلى الخليفة المحتمل للمرشد علي خامنئي بعد وفاة رئيسي، وقد أشار سلامي إلى أن رئيسي لم يكن سوى أحد المرشحين المحتملين للمنصب، وأنه منذ بداية الثورة كان أي مرشح معلن لتولي منصب الولي الفقيه يواجه بالمشاكل بسبب الصراعات الداخلية بين الأجنحة السياسية، الأمر الذي دفع بالنظام إلى إخفاء المرشحين وإبقاء واحد أو اثنين تحت الأضواء فقط.

وأكد قائد الحرس الثوري أن مجلس خبراء القيادة لديه لائحة من خمسة أشخاص لديهم الكفاءات اللازمة لخلافة خامنئي، وأن موضوع تشكيل لجنة قيادة تتولى صلاحيات المرشد بدل أن يقوم بذلك شخص واحد، أيضاً فكرة مطروحة.

ورداً على تساؤلات حول موقف مجتبى خامنئي نجل المرشد في معركة خلافة والده، قال سلامي إن مجتبى يتمتع بكل الشروط والكفاءات اللازمة لتولي المنصب، لكن والده رفض شخصياً هذا الأمر بشكل قاطع في اجتماعات خاصة متعددة مع شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية، وقد طلب من الجميع عدم إثارة هذا الأمر معه مجدداً كون قراره نهائياً، بسبب قناعته بأن الثورة التي قضت على النظام الملكي يجب ألا تتحول إلى الحكم الوراثي، وأن مخاطر هذا الأمر تتجاوز بكثير أي إيجابيات محتملة.

كما أشار قائد الحرس إلى أن المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية ستستمر بعد غياب رئيسي وعبداللهيان، لأن قرار الدخول فيها لم يكن قرارهما بل قرار النظام، مضيفاً أنه مادامت هذه المفاوضات ستستمر فإن الجانبين يجب أن يتجنبا التصعيد، وأن ذلك غير مرتبط بالأوضاع في قطاع غزة حيث يجب أن يستمر مبدأ الجبهات المساندة حتى انتهاء الحرب هناك.

وطمأن سلامي الحاضرين إلى أن ميزانية «جبهة المقاومة» تقع خارج إطار الميزانية الحكومية الإيرانية، وعليه فإن إيران سوف تستمر بدعم حلفائها مادياً ومعنوياً ومدهم بالسلاح.

وبحسب المصدر، شدد سلامي كذلك على إحدى أولويات خامنئي، وهي ضرورة تصعيد المواجهة في الضفة الغربية وإيجاد طرق لإرسال المساعدات العسكرية إلى الفلسطينيين هناك.