يواجه المنتخبان الكرواتي والبلجيكي، وصيف وثالث النسخة الأخيرة تواليا، خطر الخروج من الدور الأول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بقطر، في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة.
وتلتقي بلجيكا مع كرواتيا في قمة ساخنة على استاد أحمد بن علي، فيما يلعب المغرب مع كندا على استاد الثمامة.
وباتت المنافسة على البطاقتين المؤهلتين لثمن النهائي ثلاثية بين كرواتيا وبلجيكا والمغرب، الذي خلط أوراق المجموعة بفرضه التعادل على رفاق لوكا مودريتش صفر-صفر في الجولة الأولى، وفوزه على الشياطين الحمر 2-صفر في الثانية.
ويتربع منتخب كرواتيا على قمة المجموعة بفارق هدف عن أسود الأطلسي، فيما يأتي منتخب بلجيكا في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، بعد خسارته المدوية أمام المغرب، في ظل ضغوط متزايدة على مدربه الإسباني روبرتو مارتينيز ولاعبيه.
البقاء والخروج
أي شيء بخلاف الفوز على كرواتيا اليوم قد يؤدي إلى عودة المصنف ثانيا عالميا (بلجيكا) إلى دياره بعد دور المجموعات، وفي حال تعادله سيتأهل إذا خسر المغرب، وكان فارق الأهداف بينهما لمصلحته.
وظل مارتينيز مرتبطا إلى حد كبير باللاعبين ذوي الخبرة الذين وصلوا إلى ربع النهائي على الأقل في كل من البطولات الأربع الكبرى الماضية.
وفشل المنتخب البلجيكي في تشكيل أي تهديد حقيقي على مرمى كندا (1-صفر) والمغرب، وبدا تأثره كبيرا بغياب الهداف التاريخي روميلو لوكاكو بسبب الإصابة، ولم يكن إشراكه مجديا في الثواني الأخيرة ضد أسود الأطلس.
وأبلى الجيل الذهبي لبلجيكا البلاء الحسن في السنوات الست الماضية توجها بمركز ثالث في كأس العالم 2018 بروسيا.
عشرة لاعبين من بين 14 لاعبا كانوا في نصف النهائي أمام فرنسا قبل أربعة أعوام، سبعة بينهم لعبوا ضد المغرب هم في الثلاثينيات من عمرهم: تيبو كورتوا، يان فيرتونغن، توبي ألدرفيرلد، توما مونييه، أكسل فيتسل، دي بروين والقائد إيدن هازار.
اختفى أسلوب اللعب الهجومي للشياطين الحمر بعد تأهله للنهائيات دون هزيمة.
وعلى غرار المغرب، تملك كرواتيا مصيرها بين يديها بحال فوزها أو تعادلها وكذلك خسارتها، شرط خسارة المغرب والاحتكام إلى فارق الأهداف بينهما.
وفضلا عن بطاقة التأهل، يضع المنتخب الكرواتي، بقيادة نجمه لوكا مودريتش، نصب عينه الصدارة لتفادي المواجهة الساخنة في الدور ثمن النهائي ضد الأرمادا الإسبانية المرشحة لصدارة المجموعة الخامسة.
وسيكون فارق الأهداف هو الحاسم بين كرواتيا والمغرب في حال فوزهما او تعادلهما، في حين تملك بلجيكا فرصة انتزاع الصدارة في حال فوزها وتعثر المغرب. جميع الرهانات مفتوحة.
داليتش: مباراة محورية وحاسمة
شدد المدير الفني للمنتخب الكرواتي لكرة القدم، زلاتكو داليتش، على صعوبة المواجهة المرتقبة أمام المنتخب البلجيكي اليوم ضمن منافسات كأس العالم 2022 المقامة حاليا في قطر.
وكان المنتخب الكرواتي، وصيف بطل كأس العالم 2018، قد استهل مشواره في مونديال 2022 بالتعادل السلبي مع المنتخب المغربي، ثم فاز على المنتخب الكندي 4- 1 في الجولة الثانية، ويحتاج إلى الفوز أو التعادل في مباراة اليوم لحسم التأهل إلى الدور الثاني، بغضّ النظر عن نتيجة المباراة الأخرى بين المغرب وكندا.
وقال داليتش، خلال المؤتمر الصحافي أمس: «هذه مباراة محورية وحاسمة للتأهل إلى الدور المقبل، سنواجه ثاني أفضل منتخب في العالم (في تصنيف فيفا)، هو فريق رائع ولم نختر مواجهته، ونتوقع مباراة صعبة للغاية».
وأضاف: «سنصارع خصما قويا، يجب ألا ننخدع بأي كبوة لمنتخب بلجيكا، إنها مباراة مهمة له أيضا، فهو سيصارع على التأهل للدور المقبل».
وتابع: «نسعى لتحقيق الفوز، لن نلعب من أجل الحصول على نقطة واحدة، رغم أنها تكفينا للتأهل، لأن مثل هذه الحسابات تأتي ومعها أمور سلبية مصاحبة لها».
وحول ما إذا كان يعتزم إجراء تغييرات على الفريق مقارنة بالتشكيلة التي خاض بها مباراة كندا، قال داليتش: «قدمنا أفضل ما لدينا في مواجهة كندا، التشكيلة الأساسية مع التبديلات التي أجريناها كانت جيدة، وقد بذل اللاعبون كل ما بوسعهم، الآن سنرى ما هي احتياجاتنا للمباراة، ليس لدينا أي أسباب تجبرنا على إحداث تغييرات، وإنما سنقوم بالتحليلات اللازمة ونتخذ قرارنا النهائي».
من جانبه، قال لاعب خط الوسط ماتيو كوفاسيتش خلال المؤتمر: «المنتخب البلجيكي فريق من الطراز الأول، ويمتلك لاعبين من طراز فريد، لقد أظهروا قدراتهم بالفعل».
وأضاف: «ستكون مباراة صعبة، فهذه بطولة كأس العالم، ونحن جميعا نعرف طبيعة كأس العالم، ويجب علينا التعامل مع المباراة بالشكل المطلوب».
مارتينيز: لدينا فرصة للتأهل
اعتبر الإسباني روبرتو مارتينيز، مدرب منتخب بلجيكا لكرة القدم، أنهم منحوا أنفسهم «فرصة ثانية» بعدما لعبوا مباراتين دون «مستواهم» المعهود في بداية مونديال قطر 2022، وما زال لديهم الفرصة للتأهل لدور ال16.
وفي مؤتمر صحافي أمس عشية مواجهة كرواتيا في آخر جولات دور المجموعات قال مارتينيز: «لقد خسرنا مباراة في كأس العالم، ويجب أن تكون العواقب سلبية».
واستطرد: «لكنني أمارس هذه المهنة منذ 17 عاما، وأعرف بالضبط ما يحدث في غرفة تغيير الملابس. هناك لحظات تجعلنا أقوى. لقد منحنا أنفسنا فرصة ثانية لأنه ليس من الطبيعي أنه على الرغم من عدم اللعب بمستوانا المعهود في أول مباراتين بكأس العالم، ما زلت لدينا الفرصة في التأهل».
وأكد «نحن ننظر للمباراة القادمة أمام كرواتيا على أنها فرصة للاستمتاع»، متابعا: «لم يتغير شيء بالنسبة لنا. لم نكن سعداء بأدائنا رغم أننا فزنا بالمباراة الأولى، وفي الثانية خسرنا ولم نكن راضين. كان علينا أن نتصرف كما ينبغي عليك أن تفعل في عالم النخبة، أي بمسؤولية من أجل تحسين الأمور».
وأردف مارتينيز: «لقد رأينا العاصفة الدائرة في الخارج، وربما منحنا لتلك الضوضاء الخارجية قبل البطولة اهتماما أكثر من اللازم. إضافة إلى ذلك، في بلجيكا يستغلون هذا الوضع لنشر أخبار كاذبة. يبدو أن هناك رغبة في العثور على السلبيات بدلا من الاستمتاع بأفضل جيل أنجبته بلجيكا على الإطلاق. ربما كان هذا درسا، نحن هنا للقتال من أجل ما نريد».
وأثنى على مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش، مشيرا إلى أنه «شخص أشاركه الكثير من القيم... لقد نجح في تحسين الفريق بشكل كبير».
كاستاني: أثق بفوز بلجيكا
أبدى تيموثي كاستاني ظهير منتخب بلجيكا ثقته بقدرة منتخب بلاده على تخطي منافسه الكرواتي عندما يتواجهان اليوم في الجولة الثالثة من دور المجموعات بكأس العالم 2022.
وقال كاستاني، في المؤتمر الصحافي: «لقد كنا بالفعل مجموعة متحدة، ولكن ربما ليس على أكمل وجه. إذا أردنا الذهاب إلى مدى أبعد في كأس العالم، فنحن بحاجة إلى أن نكون متحدين، وأن نكون قادرين على الكفاح من أجل زملائنا في الفريق. ربما لم تكن لدينا تلك العقلية، ولهذا كان اللقاء مثمرا للغاية. كان ضروريا. الآن علينا التحدث على العشب».
وتابع: «كان من المهم جداً أن نعقد هذا الاجتماع، لكنه لم يكن اجتماع أزمة كما تم وصفه في بعض الأماكن. كان من المهم أن نقول ما كنا نفكر فيه. لم تكن هناك إهانات، ولم تخرج الأمور عن السيطرة. نحن نشارك الأفكار لنكون قادرين على التحسن، وقد رأينا ذلك بالفعل في التدريب. الجميع سعداء، كانت فكرة جيدة».
وأوضح: «نحن لسنا في وضع قتالي، لكن تقع على عاتقنا مسؤولية أكبر. نحاول أن نحافظ على تركيزنا ونحمي أنفسنا. نحن نتعرض لضغط كبير. ما يتعين علينا القيام به هو إعادة اكتشاف القيم التي جمعتنا من قبل حينما بدأنا اللعب، وأن نبدأ في الاستمتاع. علينا أن نتشارك الضغط في شيء إيجابي».
وأبدى كاستاني ثقته بفوز بلجيكا على كرواتيا اليوم لتتمكن من التأهل لثمن نهائي المونديال، مضيفا: «إنني مقتنع بأننا سنفوز. أعرف مدى كفاءة الفريق. أعرف ما نحن قادرون عليه. لا يتعين علينا إثبات أي شيء لأي شخص، سنحاول الفوز من أجل أنفسنا ومن أجل بلجيكا».
من ناحية أخرى، أبرز اللاعب البلجيكي أهمية روميلو لوكاكو، الذي لعب الدقائق الأولى له ضد المغرب بعد وصوله إلى المونديال مصابا.
وذكر: «انه جزء أساسي من فريقنا، سواء داخل الملعب أو خارجه. إذا لعب فإنه سيساعد الفريق أكثر لأنه يستطيع تحفيز اللاعبين على أرض الملعب. يمكن أن يكون لوجودك تأثير كبير».
احتمالات التأهل في المجموعة السادسة
كرواتيا (4)، بلجيكا (3)، كندا (صفر)، المغرب (4)
• كرواتيا تتأهل في حال فوزها أو تعادلها. في حال خسارتها، ستتأهل شرط خسارة المغرب والاحتكام إلى فارق الأهداف بينهما.
• المغرب يتأهل في حال فوزه أو تعادله. في حال خسارته، سيتأهل إذا خسرت بلجيكا، وإذا خسرت كرواتيا وكان فارق الأهداف بينهما في مصلحته، وإذا تعادلت بلجيكا وكان فارق الأهداف بينهما في مصلحته.
• بلجيكا ستضمن التأهل في حال فوزها على كرواتيا. ستقصى في حال خسارتها. في حال تعادلها، ستتأهل إذا خسر المغرب وكان فارق الأهداف بينهما في مصلحتها.
• كندا فقدت الأمل في التأهل بعد الجولة الثانية.
• يتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور ثمن النهائي، وفي حال تعادل منتخبين في عدد النقاط، يتم اللجوء إلى:
• فارق الأهداف.
• عدد الأهداف.
• عدد النقاط في المواجهات المباشرة بين المنتخبات المتعادلة.
• فارق الأهداف بين المنتخبات المتعادلة.
• عدد الأهداف بين المنتخبات المتعادلة.
• ترتيب اللعب النظيف (بطاقة صفراء: نقطة، بطاقة صفراء ثانية - حمراء غير مباشرة: 3 نقاط، بطاقة حمراء مباشرة: 4 نقاط، صفراء ثم حمراء مباشرة: 5 نقاط).
في حال استمرار التعادل: سحب القرعة.