يا بنَ البوادي الزُّهْرِ في الأردُنْ

حُييتَ من أصلٍ ومن معدِنْ

كم من حضاراتٍ بها نشأتْ
Ad


بفريدِ طابَعِها هي الأزمَنْ!

يا نهرَ أردنَ فيك ساقيةٌ

تروي لنا ما كان من مَطعَنْ

يرموكُ كانت ههنا قِدَمًا

وبرايةِ الأبطالِ إذ تُعلَنْ

والتُّربةُ الحمراءُ في دمها

حفظتْ بسالةَ مَن هنا أركنْ

أيامُها لسماتها عَلَمٌ

ومروءةُ الأبطالِ في مأمَنْ

والعزمُ في أفعالها شِيَمٌ

والجودُ في أنحائها مَوْطِنْ

والزهرُ في أفيائها عبِقٌ

كشقائقِ النعمانِ والسَّوسنْ

والطيرُ في أجوائها نَغَمٌ

بالفخرِ في أرجائها يلحَنْ

وتلالُها الشمَّاءُ كم مزجتْ

بين القديمِ وحاضرٍ أزيَنْ!

فسياحةُ الآثارِ مُبهِرةٌ

لشواهدِ التاريخِ في المحضَنْ

بتراءُ صاغت معْلَمًا سبِرًا

والنحتُ في جُدرانها مُتقَنْ

كنعانُ والأنباطُ في عجَبٍ

مما جرى بزماننا الأرعَنْ

ولمسرحِ الرومانِ مَدرَجُهُ

يُنبيكَ عن عصرٍ به مُقرَنْ

(عجلونُ) يُشرفُ شامخًا أبدًا

فوق البقاعِ الخُضرِ والمَسكَنْ

و(تبوكُ) تروي بالفخارِ لنا

أحداثَ ماضٍ ههنا أثمنْ

وهنالك الميناءُ يعقبها

والمَنفَذُ البحريُّ والمُحصَنْ

طلَّت (عصا موسى) على جبلٍ

للدينِ رمز صلاحه الأبينْ

صلى الإلهُ على مُعلِّمنا

الأزهرِ المبعوثِ والأيمَنْ

والآلِ والأصحابِ إنهُمُ

أهلُ المعالي الغُرِّ والأحسَنْ