أكد السفير التونسي لدى البلاد محمد البودالي أن التعاون الأمني بين بلاده والكويت «مستمر وعريق وقديم تضبطه أطر ثنائية وعربية»، كاشفا عن وجود مشروع اتفاقية لتعزيز التعاون الأمني في مراحلها الأخيرة من الإعداد، وسيتم التوقيع عليه خلال زيارة وفد كويتي لتونس أو خلال اجتماعات اللجنة المشتركة في دورتها الرابعة التي تعقد في تونس قريبا.

وقال السفير التونسي، خلال استضافته مجموعة من الإعلاميين في منزله، إن «هناك أكثر من 30 مشروع اتفاقية جاهزة للتوقيع حتى الآن، ونتطلع إلى عقد اللجنة المشتركة قبل نهاية هذا العام»، كاشفاً عن وجود أكثر من 60 اتفاقية بين البلدين في مختلف المجالات، وأشار إلى وجود قواسم مشتركة في العلاقات الثنائية وتوافق كبير في الرؤى بخصوص مجمل المسائل المطروحة بين البلدين الشقيقين.

Ad

ولفت إلى أن هناك «بعض الصعوبات المطروحة، لكنها ليست خاصة بتونس، بل تهم المنطقة كلها، ومنها ملف الهجرة غير الشرعية، وموقفنا من هذا الملف يهم كل أوروبا وكل دول المنطقة»، مضيفا: «نتمسك دائما بالسيادة الوطنية والقرار الوطني، ونلتزم بالشرعية الدولية والاحتكام للقانون الدولي والمؤسسات الدولية، وندافع عن القضايا الأساسية بنفس الثبات والقناعة والموقف المبدئي»، ودلل ذلك بالموقف الكويتي والتونسي تجاه القضية الفلسطينية.

العمالة التونسية

وأشاد البودالي باللقاء المثمر الذي جمعه أخيرا مع مدير الهيئة العامة للقوى العاملة مرزوق العتيبي، حيث استعرض الجانبان فرص تعزيز التعاون في مجال العمالة التونسية، والتأكيد على مساهمة الكوادر التونسية على امتداد عقود من الزمن في المجهود التنموي بالكويت، مبينا أن عدد الجالية التونسية العاملة في الكويت يبلغ نحو 4 آلاف، وهناك رغبة في تعزيز هذا الوجود بما يستجيب لطلبات الكويت واحتياجاتها.

وأوضح أن العمالة التونسية مدربة، ومندمجة مع المجتمع الكويتي، وتحظى بكل احترام وتقدير، «وإذا كانت هناك إشكاليات تتم معالجتها بسرعة شديدة، واتفقنا على التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال العمالة بما يستجيب لخصوصيات الكويت وطلباتها»، متابعا: «السلطات والقيادة الكويتية منفتحون على التعاون في المجالات كافة، ومستعدون لجلب الخبرات التونسية، لكن التركيز كان تحديداً في مجال الصحة والعدل والتعليم والتكنولوجيا».

فرص الاستثمار

وتحدث البودالي عن فرص الاستثمار في بلاده، مشيرا إلى أن «الكويت من أوائل الدول التي استثمرت في تونس منذ السبعينيات، والاستثمار الكويتي ساهم بدرجة كبيرة في دفع عجلة التنمية بتونس».

وفيما طمأن المستثمرين الكويتيين الراغبين في الاستثمار ببلاده، لفت إلى أن بلاده استعادت بريقها في المجال الاستثماري والسياحي، وانطلقت في إصلاحات كبيرة في جميع المجالات، خصوصا في المجال الاستثماري الذي يهم الكثير من رجال الأعمال.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين دون المستوى المطلوب ودون الإمكانات الموجودة رغم الفرص المتعددة، كاشفا عن وجود مناقشات وتواصل بين الخطوط الجوية التونسية و«الكويتية» لتيسر رحلات طيران مباشرة.

20 طالباً كويتياً يدرسون في تونس

كشف السفير البودالي عن وجود 20 طالباً كويتياً يتوجهون سنوياً إلى تونس للدراسة في إطار المنح الدراسية، ولفت إلى أن هناك إقبالا كبيرا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، ورغبة من الجانبين في تعزيز التعاون بالمجال الثقافي والتبادل السياحي.