خطة «التعليم العالي» للبعثات الخارجية تربك الطلبة
بعضهم حصلوا على موافقات جامعات للدراسة فيها لكنهم صُدموا بحذف تخصصاتهم
• طلبة يتساءلون عن مصيرهم... ودعوات إلى إعلان الخطة مبكراً لتفادي الإرباك
في وقت حدد أغلب الطلبة الخريجين من الثانوية العامة توجهاتهم ومساراتهم الدراسية المستقبلية، وعمد قسم كبير منهم إلى مراسلة جامعات خارجية معتمدة لحجز مقاعد لديها في تخصصات معيّنة يرغب بها الطلبة، جاءت خطة القبول للبعثات الخارجية التابعة لوزارة التعليم العالي للعام الدراسي 2024/ 2025، التي تم الإعلان عنها قبل أيام لتشكل صدمة لقسم كبير من أولئك الطلبة، لاسيما أن الخطة خلت من عدد غير قليل من التخصصات التي يرغب بها الطلبة، علما بأن هناك أعداداً كبيرة من الطلبة حصلوا على قبول مبدئي للدراسة في بعض التخصصات، ولكن في ظل خطة القبول الجديدة أصبح قبولهم من دون جدوى.
وفيما تتسع دائرة الاستثناءات من البعثات الخارجية، ومنها على سبيل المثال تخصص إدارة الأعمال، كشف مصدر مطلع في وزارة التعليم العالي لـ «الجريدة»، أن «أبرز الأسباب وراء عدم طرح هذا التخصص في خطة البعثات الجديدة يعود الى أن هناك تنسيقاً مسبقاً بين ديوان الخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي لطرح التخصصات التي يحتاجها سوق العمل خلال الأعوام الـ 5 المقبلة، لتخفيض أعداد القبول به، والاكتفاء بقبول الطلبة في جامعة الكويت والجامعات الخاصة، فضلا عن توجيه الطلبة بالقبول في التخصصات النادرة، مثل التخصصات الطبية والذكاء الاصطناعي وغيرها».
طلبة ينادون بضرورة التوازن في خطة القبول وعدم إلغاء تخصصات كثيرة من البعثات الخارجية وحصرها بالداخل
في المقابل، ذكر بعض الطلبة وأولياء أمورهم لـ «الجريدة» أنه لا مانع من أن تحدد الجهات الحكومية خطة بعثاتها الطلابية، ولكن المطلوب أن يكون ذلك بشكل مبكر، وقبل أن يحدد الطلبة خياراتهم بدراسة بعض التخصصات ويحصلون على موافقات مبدئية من جامعات بالخارج على تخصصهم، لتصدمهم الوزارة بحذف تخصصهم من الخطة، مع الإشارة مثلا الى أن الحصول على قبول في تخصص إدارة الأعمال، وكذلك التخصصات الأخرى، لمختلف الجامعات المعتمدة يعد من الأمور الصعبة، ويحتاج إلى وقت وإجراءات رسمية حتى يتسنى للطلبة الحصول على القبول به، موضحين أنه «كان من المفترض أيضا ألا تخلو خطة القبول من هذا التخصص المهم، والذي يمثّل حاجة لدى جميع القطاعات الحكومية والخاصة، نظرا للمجالات الواسعة التي يحتاج إليها سوق العمل».
ولفت الخريجون إلى أنه «كان يفترض أن تكون هناك موازنة في القبول بتخصص إدارة الأعمال بين البعثات الداخلية والخارجية، وليس إلغاء هذا التخصص بشكل نهائي من خطة البعثات الخارجية»، مضيفين أنه «ليس جميع الطلبة من خريجي الثانوية العامة من القسم العلمي، بل هناك خريجون من القسم الأدبي، ولا يستطيعون دراسة التخصصات الطبية»!
وتساءلوا: «ما مصيرنا بعد إعلان خطة القبول الجديدة دون طرح تخصص إدارة الأعمال؟!»، على الرغم من أن آمالنا وطموحاتنا في القبول بهذا التخصص، لافتين إلى أن «الدراسة في الخارج مكلفة، ولا نستطيع تحمّل تكاليف الدراسة على نفقتنا الخاصة، وكان الأجدر بوزارة التعليم العالي إعادة النظر والسماح للطلبة الراغبين في دارسة تخصص إدارة الاعمال بتسجيلهم في خطة البعثات الخارجية خلال الأيام المقبلة».
وأضاف الطلبة أن «الغريب في الأمر أن هناك تخصصات مصيرها في سوق العمل نفس مصير تخصصات إدارة الأعمال، مثل تخصص التسويق، فلماذا لم تُلغَ من خطة البعثات الجديدة؟»، مشيرين إلى أنهم لا يرغبون في دراسة تخصصات لا تناسب ميولهم الدراسية.