شينجيانغ أرض رائعة
في 28 الجاري، سيقوم الوفد الثقافي والفني الصيني المكون من 60 فناناً بزيارة خاصة إلى الكويت، وسيستضيف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي العرض الموسيقي الملحمي بعنوان «شينجيانغ أرض رائعة»، كما سيقام معرض التصوير الفوتوغرافي بعنوان «شينجيانغ تحت عدسة الكاميرا»، ومعرض الهدايا التذكارية بعنوان «التراث الثقافي غير المادي من شينجيانغ»، وغيرها من الأنشطة.
يقول الصينيون دائماً «لا يعرف أحد مدى اتساع الصين وجمالها إلا بعد زيارته شينجيانغ». تقع منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في شمال غرب الصين، وفي وسط قارة أوراسيا، وتبلغ مساحتها أكثر من 1.66 مليون كيلومتر مربع، وهي أكبر مقاطعة في الصين من حيث المساحة. تتمتع شينجيانغ بأراضٍ واسعة، حيث تشكل الجبال والبحيرات والمراعي والصحاري معًا منظرًا طبيعيًا جميلة، وتعيش فيها القوميات المتعددة، حيث تشكل جاذبية إنسانية فريدة. كانت شينجيانغ محطة مهمة على طريق الحرير القديم، وبوابة انفتاح الحضارة الصينية على اتجاه الغرب، وأرضا مهمة لتبادل الحضارات بين الشرق والغرب.
في شينجيانغ الاستقرار والوحدة بين المواطنين. فهي تعد موطنا لأكثر من 25 مليون نسمة من القوميات المتعددة، وواحدة من المناطق الإدارية على مستوى المقاطعة التي تتكون من أكثر عدد من القوميات في الصين، ومع أن الناس في شينجيانغ لديهم لغات وعادات مختلفة، إلا أن الاستقرار والوئام والتقدم المشترك تشكّل نغمة رئيسية لشينجيانغ، حيث تتمتع جميع القوميات بمكانة متساوية بغضّ النظر عن عدد السكان، أو طول التاريخ، أو مستوى التنمية، أو الاختلافات في العادات والتقاليد، حيث يعيش الناس من جميع القوميات معًا، ويدرسون معًا، ويعملون معًا، وتتبادل وتتكامل عادات الحياة الاجتماعية والثقافية من جميع القوميات، بما فيها اللغات والأطعمة والموسيقى والهندسة المعمارية، مما خلق بشكل مشترك مشهدًا جميلاً للوحدة الوطنية في العصر الجديد.
في شينجيانغ انسجام وحرية المعتقدات الدينية. إن احترام وحماية حرية المعتقد الديني هو سياسة أساسية تلتزم بها الحكومة الصينية منذ فترة طويلة. يوجد في شينجيانغ العديد من الديانات، بما في ذلك الإسلام والبوذية والمسيحية والكاثوليكية والطاوية والمسيحية الأرثوذكسية، وتتولى الجماعات الدينية والمواطنون أنفسهم رعاية أنشطتهم الدينية العادية ويحميها القانون، كما قامت شينجيانغ بترجمة ونشر الكلاسيكيات الدينية، مثل القرآن الكريم وجواهر صحيح البخاري بأربع لغات، بما في ذلك الأويغورية والكازاخستانية، مما يوفر الراحة للمؤمنين المتدينيين من جميع المجموعات العرقية للحصول على المعرفة الدينية، وتنظم حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم أنشطة الحج كل عام، وذلك منذ عام 1996، مع الأخذ بعين الاعتبار إلغاء ذلك بسبب وباء كوفيد-19 حينها، وتقوم بترتيب الطائرات المستأجرة سنوياً، وتقديم خدمات عالية الجودة في الدخول والخروج والعلاج الطبي والطعام لضمان الأداء السلس لفريضة الحج للمسلمين المحليين المؤهلين من جميع القوميات في شينجيانغ.
في شينجيانغ الازدهار الاقتصادي المستمر، فمنذ طرح مبادرة «الحزام والطريق»، ظلت حكومتها تبذل جهودا كبيرة لتقود ريادة الانفتاح في المناطق الداخلية الحدودية، وتواصل قوتها الاقتصادية في النمو إلى مستويات جديدة. وباعتبارها منطقة جوهرية لمرور قطارات الشحن بين الصين وأوروبا ومنطقة جوهرية للحزام الاقتصادي لطريق الحرير، فقد تجاوزت عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا التي تمرّ عبر موانئ شينجيانغ حتى الآن 70 ألف قطار. وتزدهر السياحة في شينجيانغ، حيث استقبلت المنطقة أكثر من 265 مليون سائح محلي وأجنبي لتسجل رقما قياسيا عام 2023، ويمثل إنتاج القطن في شينجيانغ أكثر من 90 بالمئة من إنتاج القطن في الصين، وقد تمكنت من تحقيق الميكنة والرقمنة والذكاء في الإنتاج، حيث تم استخدام نحو 7000 آلة لجني القطن عام 2023، ليصل معدل القطف الآلي إلى 85 بالمئة، كما تعمل شينجيانغ بقوة على تطوير الطاقة النظيفة، وتصل القدرة المركبة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح والكهروضوئية وغيرها من الطاقة المتجددة إلى أكثر من 64 مليون كيلوواط، ففي عام 2023، بلغ إجمالي الناتج المحلي لشينجيانغ 1.9 تريليون يوان، بزيادة سنوية 6.8 بالمئة، ويصنّف معدل نموها في معظم المؤشرات الاقتصادية من بين أعلى المعدلات في الصين.
ترجع كل هذه الإنجازات الرائعة إلى بيئة تنموية آمنة ومستقرة. كانت شينجيانغ قد عانت من الإرهاب والتطرف الديني، حيث وقعت فيها آلاف الحوادث الإرهابية العنيفة، بعد ذلك، تبنت سلسلة من تدابير مكافحة الإرهاب والتطرف، بما في ذلك إنشاء مراكز التعليم والتدريب المهني وفقا للقانون. وقد أدت هذه التدابير إلى تحسين الوضع الأمني المحلي بشكل كبير، وحماية حقوق الإنسان للأشخاص من جميع المجموعات القومية بشكل فعال، ولم يقع أي حادث إرهابي في شينجيانغ لمدة 7 سنوات متتالية، وشهد الوضع الاجتماعي تحسّناً ملحوظاً، حيث يعيش الشعب ويعمل في سلام وطمأنينة، ويتمتع الناس من جميع المجموعات القومية بإحساس متزايد بالكسب والسعادة والأمن، وتلتصق ببعضها البعض مثل بذور الرمان. إلا أن بعض الدول تقوم بتلفيق ونشر الأكاذيب والشائعات حول شينجيانغ، وتوجيه اتهامات لا أساس لها بما يطلقون عليه «العمل القسري» و»الإبادة الجماعية» في شينجيانغ، وتبذل كل الوسائل المتاحة لتشويه صورة الصين، لعرقلتها في التنمية المستقرة في شينجيانغ، وتقويض العلاقات الودية بين الصين والدول العربية والإسلامية. وفي عام 2023، زار أكثر من 390 وفداً أجنبياً وأكثر من 4300 شخص شينجيانغ، واعتقدوا أن ما رأوه بأعينهم في شينجيانغ كان مخالفاً تماماً لتقارير وسائل الإعلام الغربية، ولم يكن هناك شيء اسمه «العمل القسري» أو «الإبادة الجماعية» أو «معسكرات الاعتقال» في شينجيانغ، كما أعربوا عن تقديرهم للنتائج التي تحققت من جهود مكافحة الإرهاب والتطرف فيها.
إن شينجيانغ أرض رائعة، ويسرني أن أدعو الأصدقاء بصدق لمشاهدة العرض المسرحي «شينجيانغ أرض رائعة»، الذي سوف يقام في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، للاستمتاع بالغناء والرقص البهيج لأبناء جميع المجموعات القومية في شينجيانغ، ولرؤية المظهر الجديد لها في العصر الجديد، . كما أرحب بالجميع لزيارتها وإلقاء نظرة عليها، حيث ستشاهدون بأمّ عيونكم شينجيانغ الجميلة المزدهرة والمتناغمة والسلمية والمتطورة.
* السفير الصيني تشانغ جيانوي لدى البلاد