نرحب بقوة بمشروع قانون المرور الجديد، ونتمنى أن تكون إدارات وزارة الداخلية ومنتسبوها قادرين على تطبيقه ووضع مواده قيد التطبيق، لأن هذا هو المهم وهو الأساس. التطبيق وتفعيل القانون هو الأهم... فنحن مع الأسف لدينا قوانين كثيرة وكافية... لكن كلنا يعلم أنه لا أثر لها ولا فعل على أرض الواقع. ونتمنى أن يكون العهد الجديد مختلفاً في نظرته ودعمه للقوانين وفي تطبيقها، وأن تكون كلمة صاحب السمو موضع تطبيق واحترام «إن احترام رجال الأمن هو احترام لنظام الحكم». ونقصد هنا مسؤولي الداخلية أنفسهم لا المواطن العادي، فليس من اللائق أن يتعب ويشقى رجل الأمن، بل ربما يخاطر بحياته، لتحرير مخالفة أو لتوقيع غرامة ليأتي بعدها المسؤول عنه لإسقاطها أو شطبها، وربما «تطييب» خاطر المخالف بتعنيف رجل الأمن نفسه، لأنه خالف «المتنفذ»، وهذا بالمناسبة حدث ويحدث.

مع هذا يبقى القول إن عقوبة السجن الواردة كثيراً في القانون مبالغ فيها كثيراً، بل ربما ليست حضارية أو لائقة بنظام يحترم ويقدر مواطنيه، خصوصاً سجن من يتجاوز السرعة، فالكثير من السواق في لحظة معينة ينسى نفسه أو «تثقل» قدمه فيتجاوز السرعة لبضع ثوان بدون قصد أو نية. مثل هذا السائق من الظلم مساواته بمن يتجاوز الإشارة متعمداً أو يقود برعونة وإزعاج للآخرين. يجب أن يكون السجن في رأينا لمن يتعمد ويواصل ارتكاب المخالفات... فهذا يجب أن يردع، ونحن مع أي طريقة أو وسيلة لتحقيق هذا الردع، لكن وضع إنسان مسؤول ومواطن صالح في السجن لأنه نسي نفسه لحظة، أمر يبدو لنا غير حضاري وغير منطقي. قوانين وأنظمة المرور هي أول ما يحتك ويتداخل معه المواطن منذ أن يبدأ يومه، وهي أكثر ما يتعامل ويتفاعل معه المواطن ربما طوال يومه، فبعض الكويتيين بسبب رخص البنزين يقضي في سيارته وقتاً أكثر من غرفة نومه، لهذا فإن قانون المرور يجب أن يفعّل لأن من يستهتر به أو يتجاوزه... فإنه يتعود ويُبرمَج - حتى بدون إرادته - على تجاوز بقية الأنظمة والقوانين.

Ad

تطبيق القانون يتطلب جهوداً أكبر وحضوراً أكثر لرجال الأمن، أي أنهم سيجبرون على العمل ساعات أطول وحضوراً أقوى من حضورهم «الخجل» الحالي. وأقول «حضور خجل» لأنه كذلك، فبالكاد نرى اليوم دورية شرطة أو رجل أمن في الشارع، على عكس الستينيات والسبعينيات عندما كانوا يتوازون وحركة السير، ويكادون يكونون في كل مكان، وبالطبع فإن دفع رجال الشرطة إلى العمل وزجّهم في الشوارع يتطلب مكافآت ورواتب تتناسب وصعوبة ومشقة العمل، فليس من المعقول أن يتلقى من يجلس تحت التكييف، «يقرا جرايد، ويشرب شاي»، أجراً مساوياً مع من يصطلي بالسموم والغبار، وربما يعرض حياته للخطر أيضاً.