لبنان: «حزب الله» يكسب نقطة بجعل كرامي الأقوى سنياً
ميقاتي أول مسؤول لبناني يزور السعودية منذ 2018
فشل البرلمان اللبناني للمرة الثامنة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ما حملته الجلسة الأخيرة، هو تراجع عدد الأصوات التي نالها المرشح ميشال معوض، إذ خسر 6 أصوات فيما كان رهانه على زيادة المصوتين له. قد يكون ذلك مؤشراً إلى بدء القوى الداعمة لمعوض البحث عن مرشح آخر أو لفتح أبواب النقاش وسط مساع يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية للتفاهم على شخصية أخرى، في حين يشعر «حزب الله» بمزيد من الارتياح طالما أن معوض لم يعد لديه «الثلث المعطل».
ولا يعني ذلك أن الحزب بات بإمكانه انتخاب الرئيس الذي يختاره بدون توافق، ولذلك يتردد في إعلان دعمه لسليمان فرنجية ويفضل ترك إدارة العملية السياسية مع القوى الأخرى لبري. وكلما طال أمد الفراغ وضعفت خيارات خصومه، يزداد رهان الحزب على تعب الجميع فيما هو الأكثر قدرة على الصبر والصمود بانتظار توفر ظروف إقليمية مؤاتية له أو قادرة على إنتاج تسوية.
ولا يبدو واردا حتى الآن إقدام أي طرف مسيحي سواء القوات اللبنانية أو التيار الوطني الحرّ على خطوة باتجاه ترشيح شخصية مقبولة من شأنها تحريك المياه الراكدة. ولا بد من التوقف عند تصويت النائب الجديد فيصل كرامي بورقة كتب عليها «التوافق»، في خطوة تبعث رسالة مزدوجة، بأنه يتمايز عن «حزب الله» ولم يلتزم بالورقة البيضاء، وفي المقابل أنه حريص على التوافق الذي ينتج رئيساً، وبذلك أيضاً يبقى على انسجام مع الحزب الذي يدعو إلى هذا التوافق.
ويعتبر «حزب الله» الذي يسعى منذ مدة الى تحقيق خروقات في البيئة السنية، أن دخول كرامي إلى البرلمان بعد البت بطعون انتخابية قبل أيام يعني أن الحزب استعاد زعامة مدينة طرابلس برمزيتها السنية، وهو سيعمل على تجيير أصوات 8 نواب سنة «يمون عليهم»، لمصلحة كرامي، الأمر الذي سيجعل من الأخير الأقوى سنياً في ظل تشرذم النواب والقوى السياسية السنّية. قد يكون لهذا الاختراق السني تداعيات في وقت مقبل وأبرزها امتلاك الحزب للمزيد من الأوراق التي سيكون قادراً على التفاوض من خلالها سواء في انتخاب رئيس للجمهورية أو في عملية تشكيل حكومة جديدة والحصص التي ستتوزع فيها.
سنياً أيضاً كانت بارزة الدعوة الرسمية التي تلقاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من السفير السعودي في لبنان وليد البخاري لزيارة المملكة والمشاركة في القمة العربية ـ الصينية التي تستضيفها المملكة. وستكون زيارة ميقاتي هذه الزيارة الرسمية الأولى له إلى المملكة منذ توليه رئاسة الحكومة، وهي الزيارة الرسمية الأولى لمسؤول لبناني إلى السعودية منذ عام 2018.