لا يزال «حزب الله» اللبناني يترك الكلمة للميدان، فلا خيار أمامه سوى استمرار المواجهة العسكرية التي يخوضها كإسناد لغزة، وهو مستعد لمواصلة القتال مهما طال أمد الحرب. ورغم اعتباره أن زيادة الضغط العسكري على إسرائيل من شأنه أن يزيد الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو ويجبرها على الذهاب إلى مفاوضات جدية لوقف الحرب، فإنه أيضاً يتحسب لاحتمال فشل كل المفاوضات في ظل إصرار نتنياهو على المضي في العمليات العسكرية فترة طويلة.
لا أحد يمتلك أي تصور حول الفترة التي قد تستمر عليها الحرب، لكن الحزب يؤكد أنه أبلغ جميع المعنيين في الداخل والخارج أنه لا جديد سيطرأ على موقفه، وإن استمرت الحرب أشهراً، وسط توقعات باستمرارها إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل.
كل هذه السيناريوهات جرت دراستها في الاجتماع الذي عُقِد في طهران الأسبوع الفائت بين قادة فصائل ما يسمى «محور المقاومة».
وتكشف مصادر قريبة من «حزب الله» أن القرار في طهران واضح بمنح الدعم الكامل للقوى الحليفة في كل المنطقة، وأن الجميع يتحضر للمزيد من التصعيد في حال فشلت محاولات الوصول لتسوية تفضي إلى وقف إطلاق النار.
وتضيف المصادر أنه بعد الاجتماع حصل تواصل وتنسيق بين الحزب وحركة حماس، جرى خلاله التأكيد على ضرورة تلازم مسارات التصعيد والتفاوض، وأن تتشدد «حماس» في مفاوضاتها وترفض تقديم أي تنازل، على قاعدة أنه لم يعد لديها أي خيار بديل عن المواجهة الشاملة أو وقف الحرب، وبالتالي يجب عدم منح إسرائيل هدنة وإطلاق سراح الرهائن تقوم بعدها باستئناف القتال، فورقة الرهائن هي الورقة الأخيرة والأساسية التي تمتلكها «حماس» لتحسين شروطها، ولذلك بعد تجدد الكلام عن استئناف المفاوضات أبلغت «حماس» كل الوسطاء أن موقفها ثابت وهو وقف الحرب وانسحاب الإسرائيليين من قطاع غزة، وتجزئة عملية تسليم الرهائن على فترة زمنية طويلة.
وتعتقد مصادر قريبة من الحزب و«حماس»، أن إسرائيل ستكون محرجة في ملف الرهائن، وستضغط واشنطن عليها بشكل أكبر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
وفي اجتماع طهران أيضاً، جرى بحث كيفية التصعيد العسكري من جبهات المساندة، بالإضافة إلى التنسيق العسكري مع «حماس» حول ضرورة تنويع عملياتها العسكرية في القطاع، وتغيير النقاط الجغرافية التي يتم توجيه فيها الضربات، وذلك للإشارة إلى أن الحركة لا تزال قادرة عسكرياً على التحرك في كل القطاع من شماله إلى جنوبه، وأنها تحافظ على تماسك قوتها العسكرية.
أما فيما يتصل بـ «حزب الله»، فتكشف المصادر أنه لا بد للجميع من التوقف ملياً أمام المفاجآت التي تحدث عنها الأمين العام للحزب حسن نصرالله، والتي يتم تحضيرها ضد الإسرائيليين. وأوضحت المصادر أن المفاجآت ستأتي على مستويين، الأول يتصل بأنواع الأسلحة التي سيستخدمها لاحقاً، بينها صواريخ بعيدة المدى وذات إصابة دقيقة، بالإضافة إلى استخدام صواريخ أرض جو قادرة على تحقيق إصابات والتصدي للطائرات الحربية الإسرائيلية.
وأضافت أن المعطيات تفيد بأن الحزب سيختبر هذا النوع من الصواريخ، وهو في الأساس صاروخ روسي الصنع، وتم إدخال تعديلات إيرانية عليه، وفي حال تم استخدامه ونجح في إصابة طائرة أو إسقاطها فسيشكل مفاجأة كبرى للإسرائيليين ولدول العالم الذين صُدموا من قدرة الحزب سابقاً على إسقاط مسيّرات هرمز الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن المستوى الثاني يتعلق بنوعية العمليات التي يمكن أن تكون على شاكلة نصب كمائن لدوريات إسرائيلية ومحاصرتها بالنار، أو حتى إن اقتضت الحاجة تنفيذ عمليات تسلل إلى مواقع إسرائيلية، أو تنفيذ عمليات أسر للجنود، مؤكدة أن الحزب وضع برنامجاً سيعمل وفقه عندما تقتضي الحاجة، ولن يكون مستعجلاً في تنفيذ ذلك.