جمهور «اليرموك الثقافي» يتجلّى طرباً بأغاني باجيلي
استمتع جمهور مركز اليرموك الثقافي في «دار الآثار الإسلامية»، مساء أمس الأول، بأمسية موسيقية، مع الملحن والمؤلف وعازف الغيتار والعود البلجيكي، كريم باجيلي، حيث جمعت بين الطرب العربي الأصيل بالعزف على العود، وبين النغم الجميل من الموسيقى الغربية بالعزف على الغيتار والدرام (الطبلة)، ورافق باجيلي على خشبة المسرح عازف الغيتار يوري نعنعي (إيطالي من أصل لبناني) وعازف الدرامز فيفيان لادريير (بلجيكي).
ويجمع باجيلي أوصاف العولمة بمعناها الموسيقي، إذ إنه من أب عربي وأم صربية - كرواتية، ووُلد وترعرع في بلجيكا، والذي قدّم ليلة تماهى خلالها العود والطرب الأصيل والجميل مع الإيقاعات الغربية، بحضور جمتهيري كبير وبمشاركة نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا، خالد الياسين.
ولأنّ «الغناء سر الوجود»، كما يقول جبران خليل جبران، فقد شملت الأمسية الموسيقية أغنيتين بصوت باجيلي، الأولى «أهواك» لعبدالحليم حافظ، والتي زادت الجرعة الطربية بالمسرح، لتلامس وجدان عشاق الطرب الأصيل، والثانية «قمر» لباجيلي، حيث تجلّى الجمهور طربا مع هذه الأغنية الشجية.
«الجريدة» التقت باجيلي خلف الكواليس في نهاية حفلته، وسألته عن «الجسر الثقافي» الذي حاول أن يبنيه من خلال تقديم عرضه للمرة الثانية في الكويت، فقال إنه «جسر ثقافي لأنني شخصياً مزيج من الثقافات، فوالدي أردني وأمي صربية - كرواتية، وأنا ولدت ونشأت في بلجيكا، لذا لدي هذه الثقافات الثلاث». وأضاف: «أنا أحب أن أؤلف موسيقى تكون مزيجاً طبيعياً من كل ذلك، ونحن ندرك أن الأمر يعمل بشكل جيد للغاية، وأنه في لحظة معيّنة، ليس هناك من حدود عندما نتحدث عن الفن، وعندما نتحدث عن الموسيقى، وهذه أيضًا رسالة جميلة جداً وفرصة عظيمة، لأنها تتيح لي أيضًا مقابلة الكثير من الأشخاص حول العالم، وأن أكون قادراً على إدراك أن الموسيقى لا تزال لغة مشتركة بين الجميع».
وتابع: «ولهذا السبب، فكوني أؤلف موسيقى غربية وعربية في الوقت نفسه فأنا أخلق جسرا. لماذا؟ لأنه عندما أكون هنا، أستطيع التحدث ولمس مشاعر الكويتيين، لأنني أتحدث إليهم من خلال موسيقاهم وجذورهم، وعندما أكون في بلجيكا، يمكنني من خلال أصولي الغربية، تقديم الموسيقى العربية، فلذلك أعتقد أن هذا هو سبب كونه جسراً ثقافياً».
ورداً على سؤال عن رأيه بالجمهور الكويتي، قال: «لا يزالون مثل آخر مرة جئنا فيها الى هنا قبل 5 سنوات، فالناس ودودون للغاية ومتحمسون وسعداء بسماع الموسيقى، وأعتقد أن الكويتيين شعب يحب الموسيقى والحركة، وهذا ما ظهر خلال الحفل، لأنهم كانوا يصفقون ويتحركون على كراسيهم، وهذا أمر ممتع، وأتمنى أن أعود للمرة الثالثة الى الكويت، لأننا نقضي أوقاتاً رائعة هنا في كل مرة».
بدوره أكد السفير البلجيكي، كريستسان دومز، لـ«الجريدة» أن الهدف من الحفل هو مد الجسور فعلياً بين الموسيقى العربية الأندلسية من جهة، والموسيقى الغربية من جهة أخرى». وقال: «نحن سعداء بفكرة إقامة هذا الحفل، خصوصاً أنه يأتي في سياق احتفالنا بشهر أوروبا، وكذلك لتسليط الضوء على الذكرى الـ 60 للعلاقات الثنائية بين بلجيكا والكويت».
وأوضح أن «مهمة السفير ليست فقط دراسة المشاريع السياسية أو الاقتصادية، بل أيضًا جمع الناس معاً، وأعتقد أن الموسيقى هي وسيلة قوية جدًا لجمع الناس من ثقافات مختلفة معاً، وأحاول أن أستضيف فنانين من فلاندرز، وهي الجزء الشمالي الناطق بالهولندية من بلجيكا، في النصف الثاني من هذا العام».
من ناحيتها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي آن كويستينن لـ «الجريدة»: «أنا أؤمن بشدة بقوة الثقافة والموسيقى على وجه الخصوص، فهو شيء يربط الناس». أضافت: «إنه اتصال من دون كلمات... أنت فقط تستمع، ويمكنك أن تصنع صورك الخاصة وفهمك الخاص، ولهذا السبب، من المهم جدًا أيضًا هنا في الكويت أن نلقي نظرة، ليس فقط على الموسيقى الأوروبية، ولكن أيضًا على المزيج من الألحان العالمية، ونرى كيف يتردد صداها مع الجمهور الكويتي».