الخطر الأكبر على أمن الوطن واستقراره
في المسلسل الشهير «رأفت الهجان»، ذكر مؤلف المسلسل الكاتب صالح مرسي أمراً مهماً جداً أشار فيه للمجموعة التي كانت حول «رأفت الهجان» في إسرائيل، حيث كان منهم ضباط جيش وتجار وسياسيون، هؤلاء كانوا يدافعون عن سياسة وتصرفات الحكومة الإسرائيلية ويرقصون ويغنون ويطبلون لأي عمل أو قرار تقوم به الحكومة الإسرائيلية، ما عدا «سيرينا أهاروني» كانت هي الوحيدة التي ((تنتقد وتهاجم)) قرارات وتصرفات الحكومة الإسرائيلية، بل إنها كانت في كثير من الأحيان تدافع عن مواقف العرب وتهاجم أفعال وسياسات الحكومة الإسرائيلية.
وعندما عرض «رأفت الهجان» على الاستخبارات المصرية الأسماء آنذاك كي تختار بعضهم للتجنيد لصالح مصر، كان يظن رأفت الهجان أن أول من سيقع عليه الاختيار هو «سيرينا أهاروني»!! لكن المفاجأة كانت أن رشحت المخابرات المصرية أسماء المزمرين والمطبلين والمصفقين لسياسة وقرارات الحكومة الإسرائيلية كي يتم تجنيدهم!
وهنا تعجب «رأفت الهجان» من عدم اختيار «سيرينا أهاروني» وهي أشد المنتقدين والمعارضين لسياسة الحكومة الإسرائيلية ومتعاطفة مع العرب!! بل إن «سيرينا أهاروني» كانت هي آخر شخص تفكر المخابرات المصرية بتجنيده لأنها في الواقع (أكثرهم وطنية وإخلاصاً لوطنها) من زمرة المطبلين والمتزلفين من التجار والسياسيين ورجال الجيش!!
والدرس المستفاد هو:
لا يعني أنك عندما تنتقد السلبيات والتوجهات والقرارات الحكومية تكون عميلاً أو خائناً لوطنك!!! بل في الغالب يكون العكس هو الصحيح ويكون المطبلون المزمرون والمتزلفون هم أول من يبيعون الأوطان، وإن شعاراتهم الوطنية البراقة مزيفة وخطاباتهم الرنانة عن «حب الوطن» والدفاع عنه كاذبة!!
لذا فالحذر كل الحذر من المتزلفين والمزمرين والمطبلين لكثير من السياسات والقرارات الحكومية، فهم الخطر الأكبر على أمن الوطن واستقراره!
ودمتم سالمين.