همسة في أذن الحكومة عن نقل المعرفة والتقنية
بما أن دولة الكويت تعيش ظروفاً استثنائية هذه الأيام نتطلع أن ينجم عنها كل ما فيه خير من نقلات نوعية وتطور يواكب ركب الحضارة، فمن الضروري جداً أن يكون لدى الجهاز التنفيذي الجديد كل من:
1- التصور الواضح في كل خلل ينخر في البنية التحتية للدولة.
2- العوائق التي تجعل الموظف متصادما دائما مع القنوات الإدارية الروتينية.
3- أخيراً وليس آخراً، النقلة النوعية المطلوبة لهذا التطور، وإذا ما كانت الحلول متوافرة أو مبتكرة، أو إن كان هناك داع لنقل الخبرات من مكان ما الى الكويت.
وتركيزاً على النقطة الأخيرة المذكورة أعلاه، فإن نقل الخبرات والتكنولوجيا شابه اللغط الكثير في غضون السنوات الأخيرة الماضية، الى درجة أن العديد من الخبرات «المنقولة» والتجارب الناجحة في الخارج أصبحت بحاجة الى خبرات «منقولة» هي بذاتها، وإذا ما أردنا أن نستفيد منها حقاً وجب إعادة تقييمها بشكل جدي إلى أبعد الحدود.
بداية، فإن نقل المعرفة أو الخبرات أو التكنولوجيا من الخارج إلى الداخل ليس بالوصفة السحرية التي يمكن لها أن تعالج أي مشكلة في أي زمان ومكان، ومن الواجب أن يتم تشخيص المشكلة والحل ومعرفة مواطن الخلل الإداري أو الفني ليتم وضع الحلول المناسبة من جهة، وكذلك معرفة ما المناسب من الحلول الخارجية من جهة أخرى.
وعليه، نجد لزاما أن نعترف بأننا وفي الكويت، وبالأخص بهذه المرحلة المفصلية الحساسة في تاريخ الدولة، نحتاج الى دراسة تفصيلية شاملة لتتماشى مع خريطة طريق نستطيع ومن خلالها معرفة مواطن الخلل ومعرفة الحاجة الى أي حلول مبتكرة من الخارج.
وبالطبع، فإن هذا يشمل أي حلول فنية أو تقنية أو خبرات كذلك، يتم الاستفادة منها على أتم وجه، ومن هنا ومن بعد عمل الـHomework المناسب نستطيع أن نضع شيئاً أشبه بقائمة «التبضع أو التسوق» الخاصة بنا، التي يقتضي عليها أن تفتح المجال للخبرات المحلية (إن وجدت) والتقنيات المطورة في الداخل الكويتي بشكل أدق.
ولهذا وجب معرفة ما إذا كانت التقنيات والخبرات المنقولة جاهزة للتسويق أم بحاجة الى رفع مستوى الكفاءة، وكذلك التطوير في مواكبة السوق المحلي أو رفع لمقياس هندسي للكفاءة أو الفكرة المطورة على مقياس مخبري وهكذا دواليك.
وعليه نجد أن المقياس المتعارف عليه عالميا (كمستوى جاهزية التكنولوجيا) Technology Readiness Level-TRL مناسب جدا للتطبيق والمقارنة، وهو النظام الذي يشمل من الفكرة وبداياتها وتطويرها وصولا الى المنتج الجاهز الى التسويق.
ومما نشر منذ أيام معدودة على موقع INNOLOFT ست نقاط جوهرية تعتبر مفاتيح للتعامل الذكي مع نقل التكنولوجيا والمعرفة تتلخص في الاستثمار الذكي والناجح في التقنيات الحديثة المبتكرة، ليتم العمل عليها وتطويرها محليا من الفكرة والنموذج النمطي الى إعدادها وجاهزيتها للأسواق والتجربة الميدانية.
وعليه فإننا بأمس الحاجة الى اتخاذ هذه الخطوات لدينا في دولة الكويت، بحيث يصبح لدينا سد للاحتياجات المحلية من فراغ في الخبرات والتقنيات قبيل الشروع في ملاحقة أي وصفة سحرية (إن وجدت) من الخارج، فالحذر كل الحذر.