دبابات إسرائيل في وسط رفح... ومجزرة جديدة في المواصي
مليون فلسطيني ينزحون من رفح... وإسبانيا والنرويج وأيرلندا تعد لرد منسق ضد تل أبيب
رغم سيل الانتقادات الدولية الموجه لتجاهل سلطات الاحتلال قرار محكمة العدل الدولية، الذي يأمر بوقف الهجوم البري على المدينة الحدودية، وضمان فتح معبرها البري لدخول المساعدات الإنسانية، وسعت 4 ألوية بالجيش الإسرائيلي عملياتها القتالية في رفح، ودفعت بدبابات إلى وسط المدينة التي نزح منها أكثر من مليون فلسطيني مع اشتداد المعارك التي تشهدها منذ 7 مايو الجاري.
ودخلت القوات الإسرائيلية مناطق جديدة ليل الاثنين ـ الثلاثاء، لجهة الشمال الشرقي.
وشوهدت الدبابات بالقرب من مسجد العودة، وهو أحد المعالم الرئيسية بوسط رفح، حيث دوت أصوات الانفجارات والاشتباكات بين عناصر حركتي «حماس» و«الجهاد» والجيش الإسرائيلي.
وأعلنت سلطات الاحتلال بدء تنفيذ عمليات في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) برفح بناء على معلومات استخباراتية أشارت لوجود مقاتلين فلسطينيين، فيما تواصلت المعارك العنيفة بوسط وشمال القطاع خصوصا بمخيم جباليا والنصيرات.
في غضون ذلك، أفادت وكالة «أونروا»، بأن الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت فرار نحو مليون شخص من رفح وسط القصف ونقص الغذاء والماء مع استمرار إغلاق معبر رفح مع سيناء المصرية.
قطر تعرض على «حماس» اقتراحاً إسرائيلياً «مرناً» حول صفقة التبادل
في هذه الأثناء، أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية مقتل 25 شخصاً في مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بقصفها على منطقة المواصي.
ولفتت إلى خروج 6 مستشفيات في محافظة رفح، بما في ذلك «المستشفى الكويتي» عن الخدمة جراء القصف والعمليات الإسرائيلية.
مقترح واستعصاء
على الصعيد الدبلوماسي، قدمت إسرائيل لقطر ومصر والولايات المتحدة، ليل الاثنين، مقترحا رسميا ومكتوبا ومحدثاً بشأن صفقة الرهائن في غزة.
ونقل مراسل موقع اكسيوس الاميركي ووالاه العبري باراك رافيد عن مصادر أنه تم تفصيل الاقتراح المكتوب، وتوسيع نطاقه بشأن المبادئ العامة التي قدمها مدير «الموساد»، ديفيد بارنيع لرئيس وزراء قطر محمد عبدالرحمن خلال اجتماع في باريس الجمعة الماضي.
وتضمن الاقتراح المحدث الاستعداد للتحلي بالمرونة فيما يتعلق بعدد الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى والإنسانية من الصفقة، بالإضافة إلى الاستعداد لمناقشة مطلب حماس بـ«الهدوء المستدام» في القطاع.
جاء ذلك في وقت يتوقع أن يلتقي رئيس وزراء قطر بممثلي «حماس» في الدوحة، وينقل إليهم الاقتراح الإسرائيلي رغم إعلان الحركة الإسلامية أنها لن تشارك بأي مفاوضات جديدة احتجاجاً على مجزرة الخيام التي أسفرت عن مقتل 45 وإصابة 250 بعد اندلاع حريق في مخيم السلام الكويتي بتل سلطان في رفح أثر غارة إسرائيلية استهدفت قياديين بالحركة.
جاء الحديث الإسرائيلي الخجول عن إبداء مرونة في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الدولة العبرية لوقف حربها الكارثية، وبالتزامن مع تسريب أميركي عن قيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمراجعة ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية على مخيم النازحين «قد انتهكت الخط الأحمر الذي حدده مستشار الأمن القومي جيك سوليفان» للدولة العبرية.
تنديد وتحقيق
وفي وقت عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة وعاجلة لمناقشة ضربة رفح بطلب من الجزائر، تواصلت ردود الفعل الدولية المستنكرة للاعتداءات الإسرائيلية، إذ نددت حكومة جنوب إفريقيا بالاستهداف غير القانوني لخيام النازحين برفح وعدم الالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية العاجلة التي أصدرتها الجمعة الماضية، وطالبت مجلس الأمن بفرض تطبيقها.
وفي بكين، أعربت الخارجية الصينية عن «قلقها العميق» من الضربات الإسرائيلية في رفح، بينما شدد الأمين العام للأمم المتحدة، انطوني غوتيريش، على أن هذا الرعب يجب أن يتوقف.
اعتراف وتوتر
ومع زيادة عزلة إسرائيل دبلوماسيا، دخل اعتراف إسبانيا وايرلندا والنرويج رسمياً بدولة فلسطين حيز التنفيذ رسمياً أمس، فيما قال الاتحاد الأوروبي إنه ناقش فرض عقوبات على الدولة العبرية إذا لم تمتثل لقرار محكمة العدل الدولية بشأن رفح.
وأكد الثلاثي الأوروبي أنه يعد لرد منسق وحازم على انتقادات إسرائيل ووزير خارجيتها يسرائيل كاتس، الذي اتهم رئيس وزراء مدريد بيرو سانشيز بالتواطؤ في التحريض على «إبادة اليهود».
وشبه كاتس، نائبة رئيس الوزراء الإسبانية يولاندا دياز، بالمرشد الإيراني علي خامنئي، وزعيم «حماس» يحيى السنوار، إذ يدعون كلهم إلى «إقامة دولة إرهابية إسلامية فلسطينية من النهر إلى البحر».
إطاحة نتنياهو
داخلياً، تحدثت مصادر عبرية عن استعداد نتنياهو لحل مجلس الحرب مع اقتراب انقضاء المهلة التي منحها الوزير بيني غانتس له لإبرام صفقة تبادل محتجزين ووضع استراتيجية واضحة للحرب، فيما يبحث زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس حزب «هناك مستقبل»، يائير لبيد، مع رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب «الأمل الجديد»، جدعون ساعر، اليوم، سبل تشكيل حكومة بديلة تطيح بحكومة نتنياهو، واستمالة غانتس.
تشييع مصري
على الجهة المقابلة من الحدود، شيّعت جنازة جندي مصري قتل في تبادل لإطلاق النار مع قوة إسرائيلية أمس الأول، بمشاركة عشرات المصريين بمدينة الفيوم وسط البلاد، في حين نفى مصدر امني رسمي مقتل جندي ثان في الحادث الذي وقع بمحيط معبر رفح.
وفي حين تحدثت نتائج أولية للتحقيق الذي تجريه القاهرة بشأن الحادث عن وقوع اشتباك بين قوة إسرائيلية وعناصر فلسطينية عند نقطة تماس حدودية أدت إلى إطلاق الجندي المصري للنار أوردت أوساط عبرية أن الجندي المصري أوقع إصابات بأفراد الكتيبة 401 مدرعة قبل مقتله.