الأمير يشهد التشغيل الكامل لمصفاة الزور
العتيقي: إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة تتوافق مع المعايير والاشتراطات البيئية العالمية
برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أقيمت صباح اليوم الاحتفالية الرسمية للتشغيل الكامل لمصفاة الزور بمجمع الزور النفطي.
ووصل موكب سموه إلى مكان الحفل حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من جانب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط رئيس مجلس ادارة مؤسسة البترول الكويتية الدكتور عماد العتيقي، والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود الناصر، والرئيسة التنفيذية للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة بالوكالة المهندسة وضحة الخطيب.
وتفضل سموه بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع.
وشهد الحفل سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة.
وألقى العتيقي كلمة بهذه المناسبة قال فيها إن «القطاع النفطي الكويتي يتشرف بوجود قائد مسيرتنا وراعي نهضتنا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، الذي تفضل فشمل برعايته السامية الكريمة احتفالنا بالتشغيل الكامل لمصفاة الزور».
العتيقي: فتح أسواق عالمية جديدة أمام هذه المنتجات وتعزيز المكانة الريادية للكويت كمزود رئيسي للطاقة
وأضاف العتيقي، خلال الاحتفالية: نرحب بكم يا صاحب السمو بين إخوانكم وأبنائكم، ونتقدم إليكُم بالشكر الجزيلِ على حضوركم ورعايتكم الكريمة لهذه المناسبة المهمة، وهو ما يعكس حرصكم الدائم على متابعة ودعم المنجزات التنموية في هذا القطاع الحيوي، وفي غيره من القطاعات الاقتصادية الأخرى في بلدنا الحبيب الكويت».
وأكد أن «مصفاة الزور تعد أحد أهم مشاريع خطة التنمية بدولة الكويت، وهي من الركائز الرئيسية لخطة مؤسسة البترول الكويتية الاستراتيجية 2040، الهادفة إلى إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة، تتوافق مع المعايير والاشتراطات البيئية العالمية»، لافتا الى «دور المصفاة في إمداد محطات توليد الكهرباء المحلية باحتياجاتها من الوقود النظيف، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية نتيجة للنمو السكاني والتوسع العمراني الذي تشهده الدولة».
الخطيب: المصفاة مصممة لاستقبال النفوط الكويتية على اختلاف وتفاوت مواصفاتها
وأوضح ان «هذا المشروع الرائد يترجم تحويل رؤية (كويت جديدة 2035) التنمويةِ إلى واقع ملموس، إذ يسهم في زيادة ربحية منتجاتنا، وفتح أسواق عالمية جديدة أمام هذهِ المنتجات، وتعزيز المكانة الريادية لدولة الكويت كمزود رئيسي للطاقة عالمياً، كما يعمل المشروع على توفير فرص وظيفية للعمالة الوطنية، حيث تم استقطاب 676 موظفاً من أبنائنا حديثي التخرج من حملة الشهادة الجامعية والدبلوم، للمشاركة في إنجاز هذا الصرح الوطني الضخم».
وتابع: بتدشين مصفاة الزور، نكون قد نجحنا ولله الحمد في الوصول إلى طاقة تكريرية غير مسبوقة تبلغ مليوناً وثمانمئة وثلاثين ألف برميل في اليوم، موزعة على ست مصاف نفطية، ثلاث منها داخل الكويت، هي مصافي: ميناء الأحمدي، وميناء عبدالله، والزور، التي تنتج مجتمعة مليوناً وأربعمئة وخمسة عشر ألفَ برميل يومياً، وثلاث خارجها، هي الدُّقُم في سلطنة عُمان، ونغي سون في فيتنام، وميلازو في إيطاليا، والتي تبلغ حصة الكويت من إنتاجها الإجمالي حوالي أربعمئة وخمسة عشر ألف برميل في اليوم. وقال العتيقي: ندرك جيداً في القطاع النفطي الكويتي ما تشهده الصناعة النفطية العالمية من تنافس شديد، وما تواجهه من تحديات وصعوبات كبيرة، وفي مقابلِ ذلك، يعمل القطاع بجدية وكفاءة عالية لضمان البقاء في دائرة المنافسة، والمحافظة على مكانة بلادنا كواحدة من أهم الدول المنتجة للنفط ومشتقاته.
مواكبة التطورات
وأفاد بأن «القطاع يحرص على مواكبة تطورات هذه الصناعة، والتكيف مع متطلباتِها المتغيّرَة، من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة، وتطويرِ قدرات ومهارات كوادرنا البشرية، ونفخر في هذا الجانب بأن سياسات وخطط مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة نجحت في تأهيلِ أبنائِنا وبناتِنا، وأكسَبتهُم المزيدَ من الخبرةِ والكفاءة والقدرة على إدارة وتسيير مختلف الجوانب المتعلقة بثروة بلادهم النفطية، وقد تجلى ذلك في مجموعة من المشاريع الاستراتيجية التي تم تشغيلها خلال السنوات القليلة الماضية، وفي طليعتها مشروعَ الوقودِ البيئي، ومشروع مصفاة الزور».
وأضاف: نعاهدكم يا صاحب السمو على مواصلة العمل الجاد والمثمر من أجل مستقبل أفضل لبلادنا الغالية وشعبنا الكريم، في ظل قيادتكم الحكيمة، وتوجيهاتكم السديدة. كما لا يَفوتني توجيه الشكر لكوادرنا الوطنية العاملة في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة، وللشركات المقاولة التي ساهمت في إنجاز هذا المشروع التنموي الكبير.
جهد جهيد
من ناحيته، قال الشيخ نواف السعود: بمناسبة تشغيل مصفاة الزور نشكر حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه على حضوره، فبرعايته الكريمة جسد سموه قيادته واهتمامه بدعم المشاريع الاقتصادية الكبرى، ودعم القطاع النفطي في تنفيذ استراتيجيته لتحقيق الطاقة التكريرية لدولة الكويت إلى 1.4 مليون برميل يوميا.
وأضاف: نفتخر بافتتاح مصفاة الزور التي تُعَد من أكبر المصافي في العالم بسعة 615 الف برميل يومياً، والتي ستساهم في توفير زيت الوقود النظيف لمحطات توليد الطاقة في البلاد بالإضافة الى الأسواق الواعدة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، خصوصا أن المصفاة تنتج الديزل ووقود الطائرات المطابق للمواصفات الاوروبية البيئية.
وتابع: كما نفتخر بالكوادر الوطنية التي بذلت الجهد الجهيد لبناء مصفاة الزور على الرغم من التحديات والعوائق التي واجهت الصناعة النفطية العالمية، ونحن نتطلع لاستكمال التكامل بين مصفاة الزور وبقية مصافي الكويت كجزء من تحقيق اهداف استراتيجية 2040.
بعدها تم عرض فيلم وثائقي عن «رحلة مصفاة الزور»، ثم ألقت الخطيب كلمة قالت فيها: احتفلنا قبل عامين، وتحديدا في شهر مارس 2022، بتشغيل مشروع الوقود البيئي في مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله، والذي دشن مرحلة جديدة، وشكل علامة بارزة في تاريخ صناعة النفط والغاز بدولتنا، وعلى وجه الخصوص صناعة التكرير.
واضافت: ها نحن اليوم نحتفل بالتشغيل الكامل لمصفاة الزور التي تعد واحدة من أكبر مشاريع التكرير على مستوى العالم، حيث تبلغ طاقتها التكريرية 615 ألف برميل في اليوم، ويدشن المشروعان عهدا جديدا في مسيرة القطاع النفطي الكويتي، وانطلاقة قوية لصناعة تكرير النفط الكويتية، تواكب بها المعايير والاشتراطات البيئية العالمية، وتمكن مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة من التوسع في تصدير وتسويق منتجاتها النفطية، والتعامل مع أسواق عالمية جديدة.
السعود: تساهم في توفير زيت الوقود النظيف لمحطات توليد الطاقة في البلاد
وأكدت الخطيب أن «مصفاة الزور تتميز بمرونة عالية في عمليات التكرير، فهي مصممة لاستقبال النفوط الكويتية على اختلاف وتفاوت مواصفاتها، الأمر الذي يجعلها منفذا حيويا إستراتيجيا لتصريف النفوط الثقيلة، مع القدرة على إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة كوقود الطائرات والديزل والنافثا الكيميائية، وزيت الوقود الذي يتميز بمحتوى كبريتي منخفض، وتصدير هذه المنتجات إلى أكثر من 30 دولة إقليمية وعالمية، عبر الجزيرة الصناعية في المصفاة، وذلك إلى جانب تلبية احتياجات محطات توليد الكهرباء المحلية من زيت الوقود منخفض الكبريت اللازم لإنتاج الكهرباء».
وأضافت: كما تحتوي المصفاة على أكبر مجمع لوحدات إزالة الكبريت من الزيت المتخلف من وحدة التقطير الجوي في العالم، وبهذا فإن المصفاة ترفع الطاقة التكريرية لمصافي الدولة من 800 ألف برميل يوميا إلى مليون و415 ألف برميل يوميا.
وتابعت: كذلك فإن مصفاة الزور مصممة لتكون قادرة على استخدام المياه المعالجة لأغراض الصناعة والري، كما تنتشر بها محطات خاصة لرصد ومتابعة جودة الهواء، إلى جانب أنها تستخدم الأفران والغلايات المتطورة للحد من الانبعاثات، وذلك في إطار منظومة بيئية متكاملة تهدف إلى التحكم والرصد البيئي.
وشددت الخطيب على ان القطاع النفطي الكويتي المتمثل في مؤسسة البترول الكويتية والشركات التابعة، يسعى إلى تطوير أدوات عمله، وتعزيز مهارات وقدرات كوادره البشرية، وتوفير بيئة العمل الصحية الآمنة، التي تحفز العاملين على الإبداع والابتكار، كما يحرص على الاستعانة بأحدث التقنيات العالمية المعتمدة في صناعة النفط والغاز العالمية، لكي يضمن استمرار البقاء في دائرة المنافسة، وبما يتناسب مع مكانة الكويت ودورها كواحدة من أهم الدول المنتجة والمصدرة للنفط على مستوى العالم.
وقالت: يحرص القطاع أيضا على مواكبة كل جديد على صعيد هذه الصناعة الحيوية، وعلى أداء دور فاعل ومؤثر ضمن الجهود العالمية لتحول الطاقة، للإسهام في مواجهة تحديات التغير المناخي، وحماية البيئة، وصولا إلى الوفاء بالتزام الكويت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، فضلا عن العمل الجاد والمستمر على طريق التحول الرقمي في مختلف أعمال ومشاريع القطاع.
وأضافت: لقد نجح أبناؤكم العاملون في هذا المشروع الضخم بالتغلب على العديد من التحديات والصعوبات التي واجهتهم أثناء مراحله المختلفة، بداية من التخطيط والعمليات الإنشائية، وانتهاء بالتشغيل، وذلك بفضل من الله عز وجل، ثم بفضل تكاتفهم وتعاونهم وكفاءتهم وإيمانهم الراسخ بواجبهم تجاه وطنهم وأهلهم، فلهم منا كل الشكر والتقدير.
بعد ذلك قدم أعضاء المجلس الاستشاري للشباب في مصفاة الزور فقرة بعنوان «التكنولوجيا والابتكار»، كما تم عرض فيلم وثائقي عن «رحلة الصناعة النفطية في دولة الكويت».
بعدها تفضل صاحب السمو بإدارة العجلة ايذانا بالتشغيل الرسمي لمصفاة الزور.
وتم اهداء سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة، ثم قام سموه بجولة تفقدية لمصفاة الزور واطلع على ما تحتويه من منشآت حيوية، كما استمع سموه إلى شرح تفصيلي عن آلية العمل في المشروع.