شارك بنك الكويت الوطني في الاحتفالية الرسمية للتشغيل الكامل لمصفاة الزور، أكبر منشأة لتكرير النفط في العالم يتم بناؤها على مرحلة واحدة، والتي أقامتها الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبيك»، إحدى الشركات التابعة لمؤسسة البترول الكويتية، برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.

ومثّل البنك في الحفل رئيس مجلس الإدارة حمد البحر، ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة، عصام الصقر، والرئيس التنفيذي لشركة الوطني للاستثمار، نبيل معروف.

Ad

قيمة مضافة

وبهذه المناسبة، أشاد الصقر بهذا الإنجاز التاريخي للقطاع النفطي الكويتي، مؤكداً أن مصفاة الزور تعد إحدى أهم أكبر المشاريع العالمية التي تدعم الخطط التنموية للدولة وتشكل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

السلام الوطني في بداية الاحتفال

وقال الصقر: «يعتبر بنك الكويت الوطني البنك الرئيسي لتعاملات مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة وأكبر مموّل للقطاع النفطي في الكويت، وذلك في ظل العلاقات التاريخية الوثيقة مع المؤسسة وشركاتها التابعة، والتي تمتد عقوداً طويلة، إضافة إلى دور البنك الفعال على مدى سنوات في تطوير القدرات والطاقات الشبابية داخل مؤسسات القطاع».

وأوضح أن البنك قدّم خلال السنوات الماضية تمويلات كبيرة، كما قاد العديد من صفقات التمويل الضخمة لمشاريع في القطاع النفطي، مما يعكس ثقته بصلابة الوضع المالي لمؤسسة البترول وشركاتها، وما تمتلكه من خبرات إدارية متميزة قادرة على تنفيذ خططها للنمو وفقاً لاستراتيجية 2040.

وأشار إلى أن تقديم البنك تمويلات طويلة الأجل لمشاريع عملاقة في قطاع النفط، ومن بينها مشروع مصفاة الزور، يؤكد دعم البنك المتواصل للمشروعات العالمية التنافسية، وحرصه على تمويل المشاريع الاستراتيجية الكبرى في عدد من القطاعات، وعلى رأسها القطاع النفطي، ليكون الشريك الأول لشركات القطاع في خططها التوسعية.

وذكر الصقر أن بنك الكويت الوطني يمتلك العديد من عوامل القوة التي تميزه وتجعله من المصارف المفضلة لقيادة عمليات التمويل الرئيسية لقطاعي النفط والغاز في الكويت، موضحاً أن من أبرز تلك العوامل قدرة البنك على الدخول في عمليات تمويل كبيرة، إضافة إلى ما يمتلكه من فريق عمل محترف ومتخصص في القطاع النفطي قادر على تقديم الخدمات التمويلية للقطاع بكفاءة عالية وفي أسرع وقت، وهو ما مكّن البنك من الاستحواذ على الحصة الأكبر من تمويلات القطاع النفطي محلياً.

وبين أنه إضافة للعلاقة التمويلية، فإن الشراكة الاستراتيجية بين «الوطني» من جانب ومؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة من جانب آخر تمتد إلى مجالات التدريب والتطوير الذي يقدمه البنك لموظفي القطاع النفطي، والذي يشهد زخماً متزايداً انطلاقاً من التزام البنك القوي والراسخ تجاه هذا القطاع، وتطلعه الدائم إلى دعمه بشكل مستمر.

تمويلات ضخمة

ومن أهم صفقات التمويل للقطاع النفطي الكويتي التي شارك فيها بنك الكويت الوطني خلال السنوات العشرة الأخيرة:

في عام 2015 تمثلت أبرز الصفقات التي شارك فيها البنك بتلبية المتطلبات المصرفية للمقاولين في مشروع مصفاة الزور.

وخلال عام 2016، نجح البنك في قيادة ترتيب تمويل مشروع الوقود البيئي لشركة البترول الوطنية الكويتية بقيمة إجمالية 1.2 مليار دينار، والذي يعد أكبر تمويل بنكي بالدينار الكويتي في تاريخ الكويت، فيما بلغت حصة «الوطني» من التمويل 400 مليون دينار. وكان اختيار البنك لقيادة التحالف المصرفي لتمويل المشروع بمنزلة تأكيد على المكانة الرائدة والسمعة الممتازة التي يتمتع بها بين كبرى المؤسسات والبنوك العالمية، وخبرته الطويلة في ترتيب القروض والتمويلات الضخمة.

وفي عام 2018 قام البنك بدور المنظم والمقرض الرئيسي لصفقة تمويل مصنع الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبيك» لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بقيمة 390 مليون دينار، حيث بلغت حصة «الوطني» في هذا التمويل 140 مليون دينار، كما قدّم البنك في العام ذاته تسهيلات ائتمانية قيمتها 500 مليون دولار ضمن شريحة التمويل التجاري الدولي لمصفاة الدقم في سلطنة عمان، والمملوكة مناصفة بين المجموعة العالمية المتكاملة للطاقة (أوكيو) العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية التابعة لمؤسسة البترول الكويتية.

وفي أكتوبر 2020، قام البنك بترتيب قرض مشترك بقيمة مليار دينار لمصلحة مؤسسة البترول الكويتية، حيث بلغت حصة البنك من تسهيلات القرض المشترك 360 مليون دينار.

إنجاز تاريخي

ومع إعلان الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبيك» - التابعة لمؤسسة البترول الكويتية والمسؤولة عن أعمال التكرير والمعالجة والتسويق - استكمال تشغيل وحدات مصفاة الزور بنجاح، يتحقق إنجاز تاريخي ببلوغ المصفاة طاقتها التكريرية القصوى البالغة 615 ألف برميل يومياً من خام التصدير الكويتي الخفيف (KEC)، تمثل C.5 من إجمالي الطاقة التكريرية لدولة الكويت، الأمر الذي سيزيد صادرات الكويت من المشتقات النفطية، وخصوصاً الأنواع منخفضة الكبريت المتوافقة مع البيئة.

وكان مشروع بناء مصفاة الزور، التي تعد أكبر منشأة تكرير في العالم تُبنى على مرحلة واحدة، وضمن أكبر 10 مصافي تكرير عالمية، قد انطلق في عام 2017. ويتكون المشروع من 3 مصاف مصغرة مستقلة، صُمّمت بمواصفات فنية عالية، كما يحتوي على أكبر مجمع لوحدة إزالة الكبريت من الزيت المخلّف من وحدة التقطير الجوي في العالم.

وتعتبر المصفاة إحدى أهم المبادرات الرئيسية في استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية 2040، والتي تهدف إلى التوسع في الطاقة التكريرية للدولة، كما تشمل الأهداف الاستراتيجية للمصفاة توفير مصدر آمن وثابت لتغطية احتياجات وزارة الكهرباء والماء من منتج زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض (أقل من 0.5 في المئة)، وتكرير النفط الخام الكويتي الثقيل بهدف زيادة العوائد الاقتصادية وإنتاج المواد البترولية عالية الجودة، وإمداد الاسواق العالمية بمنتجات بترولية عالية الجودة تعزز قدرة الكويت التنافسية، إلى جانب المساهمة الإيجابية والفعالة في خطة التنمية من خلال تفعيل دور القطاع الخاص في الأعمال المساندة في مرحلتي تنفيذ وتشغيل المصفاة، وخلق فرص عمل جديدة للعمالة الوطنية، وإضافة عوامل جذب استثمارية للمناطق المجاورة للمصفاة للنهوض بها اقتصادياً.