رياح وأوتاد: لماذا يكرهوننا؟
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، تم في الولايات المتحدة إطلاق شعار «لماذا يكرهوننا؟»، وتم نشره على نطاق واسع، وكان المقصود هو استغلال هذا الحدث لتحقيق قناعة جماهيرية عندهم بكراهية المسلمين للغرب، وأن هذه العملية الإرهابية التي أزهقت أرواح الأبرياء ما هي إلا دليل على هذه الكراهية، وكان هذا الشعار توظيفاً سياسياً صهيونياً وإعداداً إعلامياً لمشاعر العامة لكي يتم قبول الحروب القادمة، تماماً مثل شعار «مَن ليس معنا فهو ضدنا».
وقد نجح هذا الشعار كثيراً في تحقيق الكراهية والخوف من الإسلام، وهو البريء من العمليات الإرهابية، سواء على أبراج نيويورك أو غيرها، وعبثاً حاول بعض السفراء المسلمين تشبيه هذه العمليات الإرهابية التي تقوم بها قلّة متطرفة بما تقوم به منظمة الـ «كوكس كلان» التي تُنسب إلى المسيحية، وشعارها الصليب، لكن محاولاتهم لم تنجح، وتم استغلال هذا الشعار لنشر الكراهية للمسلمين، فيما عرف بـ «الإسلاموفوبيا».
واليوم، ألا يحق للمسلمين أن يقدّموا نفس السؤال للقادة الأميركيين «لماذا تكرهوننا؟»، فقد قتل الصهاينة أكثر من أربعين ألفاً من الأبرياء في غزة، وتم جرح وإعاقة والقضاء على مستقبل أضعاف هذا العدد من النساء والأطفال، بتمويل من أميركا بالعدة والعتاد لهذا القتل وهذه الإبادة المستمرة، كما تستخدم أميركا «الفيتو» ضد أي قرار لوقف الإبادة، وحتى الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، التي تتمتع بكل وسائل القوة، تقف موقف المتفرج أمام مجازر المسلمين، تحسّباً للموقف الأميركي، فهل يوجد سبب منطقي يبرر هذا السلوك غير الكراهية الحضارية أو الدينية أو العرقية؟
والآن مخيمات اللاجئين في رفح يحترق فيها النساء والأطفال العُزّل بقصف صهيوني وبقنابل أميركية في ظل صمت دولي، فأي كراهية أعظم من هذه الكراهية؟!
الطائرات التي أسقطت أبراج التجارة الدولية قتلت أربعة آلاف، أما طائرات الصهاينة فقتلت حتى الآن أربعين ألفاً دون وازع أو ضمير من أميركا وحلفائها، أفلا يحق للأبرياء العزّل وللأرامل وأبناء الشهداء واللاجئين والمعاقين أن يتساءلوا: «لماذا يكرهوننا؟!».