لودريان يغادر لبنان مع تمسُّك «حزب الله» بالحوار كشرط للرئاسة
«من دون أي نتائج»، هكذا تعلق مصادر لبنانية متابعة على زيارة المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان الى بيروت التي غادرها دون أي يحقق اختراقات.
ثمة استغراب لبناني لإصرار مبعوث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على إجراء زيارته علماً بأنه كان يعلم مسبقاً أنها لن تحقق شيئاً جديداً، علماً بأن الرجل قد حذّر من خطورة الأوضاع السياسية والعسكرية، وشدد على ضرورة إنتاج تسوية سياسية تمنح لبنان فرصة تجنب استمرار المواجهات المتصاعدة في الجنوب، وأشار إلى أن هناك مخاطر جدية محدقة بلبنان في حين البلد يتعرض لحالة انهيار سياسي ومؤسساتي قد تؤدي إلى انتهائه كفكرة وبقائه كساحة جغرافية فقط.
وبحسب المصادر، فقد بحث لودريان مع المسؤولين وممثلي القوى السياسية الذين التقاهم نقطتين أساسيتين، الأولى، انتخاب رئيس للجمهورية، والثانية، حرص باريس على الاستقرار في جنوب لبنان والاستمرار في التفاوض حول الورقة الفرنسية.
هذان الملفان حضرا في لقائه مع رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد.
وتفيد مصادر متابعة بأن لودريان طرح تجاوز مسألة الحوار، والدعوة إلى جلسات انتخابية متتالية حتى انتخاب رئيس، فكان جواب «حزب الله» أن هذا الطرح لا يستقيم في ظل الديموقراطية التوافقية، إذ لا يمكن الذهاب الى جلسة انتخاب بدون معرفة المرشحين والرئيس الذي سيتم انتخابه وعلى أي أساس سينتخب.
عندها اقترح لودريان تجاوز كلمة حوار واعتماد مبدأ التشاور بين الكتل، لكن «حزب الله» تمسك بطرحه حول ضرورة حصول حوار بدون شروط.
أما فيما يخص الملف الثاني، أي الوضع في الجنوب، فقد أبدى الحزب استعداده للاستمرار في النقاش حول الورقة الفرنسية، لكنه في الوقت نفسه تمسك بمواصلة عملياته تحت عنوان «إسناد غزة»، معتبراً أن وقف إطلاق النار هناك هو المدخل الأساسي لوقف المواجهات في الجنوب.
في المقابل، وافق رئيس مجلس النواب نبيه بري على اقتراح لودريان باعتماد كلمة تشاور بدلاً من الحوار، لكنه أصر على ضرورة على حصول جلسات تشاور بين الكتل النيابية قبل التوجه الى جلسات انتخابية متتالية بعدد من الأسماء المرشحة وليربح من يربح.
وقالت مصادر عين التينة إن برّي شكر جهود ماكرون وإرساله مبعوثاً خاصّا إلى لبنان وكرّر تمسّكه بمبادرته لانتخاب رئيس للجمهورية مكرّراً الدعوة ومن دون شروط مسبقة للتشاور.
ورغم ذلك لم تتفق جميع الرؤى على النتيجة الصفرية لزيارة لودريان، حيث وضع البعض الزيارة في اطار التشاور و«جوجلة» المواقف لرفع تقرير الى الرئاسة الفرنسية، قبيل قمة تجمع الرئيس الفرنسي الى نظيره الأميركي جو بايدن.
وذهبت قراءات اخرى الى وضع الزيارة في خانة محاولة انقاذ اللجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر، اذ إن لودريان بالنسبة الى «قوى 8 آذار» يتبنى وجهة النظر السعودية في عدم الذهاب الى حوار، بل «تداعي الكتل الى التشاور» وبعدها تتم الدعوة إلى جلسة انتخابية يفترض أن تبقى مفتوحة حتى انتخاب رئيس، إلا أن هذا الطرح لن يقبل به الثنائي الشيعي تحت اي ظرف، وبالتالي تخلص المصادر الى أن الأزمة الرئاسية ستكون طويلة ولا أفق لحلها ربما حتى بلورة حل للوضع في غزة ومعها جبهة الجنوب.