الذهب والفضة والبلاتينيوم... أرقام قياسية وطلب يفوق المعروض
ارتفع الطلب على الذهب 3 في المئة بالربع الأول من 2024. ومع استثناء الطلب للمتاجرة الاستثمارية أو otc، فإن الطلب يكون قد انخفض 5 في المئة، وفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي.
وسجل الذهب الأسبوع الماضي 2450 دولاراً للأونصة، كأعلى مستوى قياسي، بدعم من البنوك المركزية المستمرة بالشراء، وعلى رأسها الصين، التي اشترت في أبريل ذهباً للشهر 18 على التوالي.
وارتفعت أونصة الذهب بنسبة 14 في المئة منذ بداية العام.
لكن على مستوى الفضة، الأمر مختلف، نظراً لتراجع الطلب عليها 7 في المئة العام الماضي، لكن جميع التوقعات تشير إلى ارتفاعها 3 في المئة هذا العام. وتبلغ الفجوة بين العرض والطلب للفضة 17 في المئة، أي أن الطلب حالياً أقوى بكثير من العرض.
وارتفعت الفضة منذ بداية العام بنسبة 35 في المئة، وكانت قد سجلت أعلى مستوى تاريخي في 2011 عند 48 دولاراً للأونصة، وسجلت أدنى مستوى خلال 20 عاماً في نهاية 2008 عند 9 دولارات للأونصة، بعد أن كانت قد وصلت قبلها إلى 19 دولاراً.
على مستوى البلاتينيوم، فإن الطلب يفوق المعروض بنحو 20 في المئة بالربع الأول من 2024، وفق مجلس البلاتينيوم العالمي، وذلك مدعوم بشكل أساسي من صناعة المجوهرات، لأن الذهب أصبح مرتفعاً جداً، إضافة إلى ارتفاع الطلب من السيارات الهجينة لدوره في تقليل الانبعاثات.
ومنذ عام 1987 حتى عام 2008 كان البلاتينيوم أغلى من الذهب، لكن منذ 2008 حتى اليوم تفوق الذهب عليه، وأصبح ثمن أونصة الذهب ضعفين ونصف البلاتينيوم تقريباً، مع العلم أن أعلى مستوى وصله البلاتينيوم كان في 2008 عند 2200 دولار للأونصة.
وفي سياق آخر، تجاوز سعر النحاس الأسبوع الماضي حاجز الـ 11 آلاف دولار للطن مجدداً، بعد تحذير من بنك غولدمان ساكس من مخاطر تتعلق بالمخزونات.
وكان البنك قد رفع من توقعاته لأسعار طن النحاس بنهاية العام الحالي إلى 12 ألف دولار للطن، مقارنة مع توقعاته السابقة عند 10 آلاف دولار للطن.من جانبه، قال رئيس أكاديمية تريدر الأميركية، عمرو عبده، إن الفضة المرشح الأكبر للارتفاع حتى مع استطاعة الذهب الحفاظ على مستواه الحالي. وأضاف في مقابلة مع «العربية Business»، أن الفضة بعيدة بأكثر من 40 في المئة من أعلى مستوى تاريخي لها، فيما يلامس الذهب مستوى تاريخياً. وبالنظر للتاريخ السعري، فإن الفضة لديها مساحة أكبر للارتفاع.
وأوضح عبده أنه ليس لديه الكثير من قوة الزخم للارتفاع، لأن الطلب الاستثماري متدنٍ، باستثناء البنوك المركزية.
وانخفضت أسعار الذهب، اليوم، مع ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة قبيل بيانات التضخم المهمة التي يمكن أن توفر المزيد من الوضوح بشأن مسار أسعار الفائدة الأميركية.
وتراجع الذهب بالمعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 2356.92 دولاراً للأوقية (الأونصة). وكانت الأسعار وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2449.89 دولاراً في 20 مايو.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب بالولايات المتحدة 0.1 في المئة إلى 2357.80 دولاراً.
وزاد الدولار 0.1 في المئة، ما يجعل الذهب أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى، في حين ارتفعت عوائد السندات الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات إلى مستويات قياسية خلال عدة أسابيع.
وقال سوني كوماري، خبير استراتيجية السلع في «إيه. إن. زد»: «سيحاول المستثمرون جني الأرباح، ويجري تداول الأسعار بالقرب من 2350 دولاراً. ما حدث لم يكن تصحيحاً للأسعار، لكنه نوع من التعزيز الصحي، بعد ارتفاع حاد الاثنين الماضي».
ومن المقرر أن تصدر يوم الجمعة بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية في الولايات المتحدة، وهي المقياس المفضل للتضخم لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).
وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في «كيه.سي.إم تريد»، في مذكرة، أن «صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية في الولايات المتحدة من شأنه أن يسهل مهمة الذهب لاستعادة مستوى 2400 دولار بالنظر إلى التداعيات المحتملة لتوقيت خفض أسعار الفائدة».