تستضيف الصين اليوم عدداً من كبار القادة والدبلوماسيين العرب عشية الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي ـ الصيني، الذي تأمل بكين أن يعمّق العلاقات مع المنطقة، ويعكس «صوتاً مشتركاً» بشأن الحرب في غزة التي يبدو أنها ستهيمن على أعماله.

وسيفتتح الرئيس الصيني شي جينبينغ المؤتمر بـ «خطاب مهم» يهدف إلى بناء «توافق مشترك» بين الصين والدول العربية، بحسب وكالة شينخوا الصينية الرسمية.

Ad

ومن المرتقب أن يشارك في الافتتاح الرؤساء المصري عبدالفتاح السيسي، والإماراتي محمد بن زايد، والتونسي قيس سعيد، وعاهل البحرين حمد بن عيسى، في وقت يشارك وزير الخارجية عبدالله اليحيا، في الاجتماع الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية.

وكان شي قدم في السابق مبادرة لعقد «مؤتمر دولي للسلام» على أمل إيجاد حل، كما تبنت القمة العربية التي عقدت في المنامة في 16 الجاري مقترحاً من العاهل البحريني الملك عيسى بن حمد لعقد مؤتمر دولي للسلام.

وأكد السفير الكويتي لدى الصين جاسم الناجم أهمية منتدى التعاون العربي - الصيني، مشيراً إلى أنه سيعتمد ثلاث وثائق منها بيان بشأن فلسطين.

وأوضح الناجم أن الوثائق الثلاث هي «إعلان بكين» و«البيان المشترك حول القضية الفلسطينية» و«البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي - الصيني بين عامي 2024 و2026»، مشدداً على أهمية المنتدى في توطيد علاقات التعاون بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وبحث فرص الاستثمار.

وتشير تقديرات إلى أن الاستثمارات الصينية في الدول العربية تبلغ نحو 250 مليار دولار، في حين يصل حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية إلى نحو نصف تريليون دولار.

واستقبل شي نظيره المصري في إطار حفل كبير خارج قاعة الشعب الكبرى في بكين أمس، وأعرب عن شعوره «بالألم الشديد» جراء الوضع الإنساني «البالغ الخطورة» في قطاع غزة، مشدداً على أن «الصين تثمن الدور المهم الذي تلعبه مصر في تهدئة الوضع وإيصال المساعدة الإنسانية»، وفق ما أفاد التلفزيون العام الصيني «سي سي تي في».

وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة جهود وساطة سعياً للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين خطفتهم حركة حماس وتحتجزهم في القطاع.

وتقيم الصين علاقات جيدة مع إسرائيل، لكنها تؤيد تاريخياً القضية الفلسطينية، وتسعى إلى حل على أساس دولتين، واستضافت الشهر الماضي حركتي حماس وفتح لإجراء «محادثات معمّقة وصريحة بشأن دعم المصالحة بين الفلسطينيين».

وقال الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى «تشاتام هاوس» أحمد أبودوح لـ «فرانس برس» إن الصين ترى «فرصة استراتيجية لتحسين سمعتها وموقعها في العالم العربي، عبر تسليط الضوء على جهودها الرامية لإنهاء النزاع في غياب تحرّك أميركي».

وأضاف أبودوح أن «ذلك بدوره يخدم تركيز بكين على تقويض مصداقية الولايات المتحدة ونفوذها في المنطقة»، مؤكداً أنه «كلما طال أمد الحرب، بات من الأسهل على الصين تحقيق هذا الهدف».