خامنئي يستقبل الأسد وينتقد قمة المنامة العربية
«الموساد» والاستخبارات السويدية: طهران تعد لهجمات في أوروبا
استقبل المرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، اليوم، الرئيس السوري بشار الأسد، الذي زار إيران لتقديم واجب العزاء في الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومرافقيهما الذين قضوا بتحطم مروحيتهم قرب الحدود مع أذربيجان في وقت سابق من الشهر الجاري. وكان الأسد أبرز المتغيبين عن مراسم الجنازة والتأبين التي أقيمت في طهران وحضرها وزراء خارجية من دول إقليمية، مثل الكويت والسعودية والإمارات، بالإضافة الى رئيس وزراء أرمينيا والرئيس التونسي قيس سعيّد وغيرهم.
ولم يستقبل خامنئي رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس، مما أثار تكهنات عن وجود تباعد بين الحليفين الوثيقين، خصوصاً أن الصحف الإيرانية من مختلف التوجهات شنت هجوماً لاذعاً على دمشق بعد القمة العربية التي عقدت بالمنامة منتصف الشهر الجاري، بسبب موافقة سورية على البيان الختامي الذي دان احتلال إيران للجرز الإماراتية الثلاث، ودعا طهران للقبول بدعوات أبوظبي لحل هذه الأزمة عبر المفاوضات.
وانتقد خامنئي، في تصريحاته مع الأسد اليوم، القمة العربية في المنامة، قائلا انها شهدت «تقصيراً كبيراً تجاه فلسطين وغزة»، مشدداً على أن «مواقف بعض الدول الإقليمية من موضوع غزة غير مجدية».
وشدد المرشد الإيراني على أن «المقاومة هي الهوية المميزة لسورية ويجب الحفاظ عليها»، وذلك بعدما تحدث الرئيس السوري بنفسه عن اتصالات تجرى مع واشنطن، في حين رفضت إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن أخيراً تمرير مشروع قانون «مناهضة التطبيع مع نظام الأسد»، رغم المصادقة عليه في مجلس النواب الأميركي.
وقال بيان رئاسي سوري، إن الأسد شدد على أن مصرع رئيسي وعبداللهيان «حادثة أليمة لن تؤثر على نهج إيران ودعمها للمقاومة ومساندتها للشعب الفلسطيني»، وأن «العلاقات بين سورية وإيران قوية وراسخة لخدمة الشعبين في البلدين، وكذلك لاستقرار المنطقة كلها».
وقبل أيام، أعلنت السعودية تعيين سفير في سورية للمرة الأولى منذ 2012، في خطوة تظهر أن التطبيع العربي يتقدم، وإن بخطوات حذرة، خصوصاً أن الأردن لا يزال لديه تحفظات عن الاداء السوري، خصوصا على الحدود معه. وأرسلت السعودية رسائل واضحة بعد وفاة رئيسي الى طهران تؤكد اهتمامها بالحفاظ على العلاقات الجيدة وتمتين المصالحة التي توصل اليها البلدان برعاية بكين، لكن تبقى سورية ساحة للتنافس الدولي والاقليمي مع وجود القوات الأميركية والروسية والتركية على أراضيها، اضافة الى وجود عسكري ايراني تحت عنوان المستشارين الإيرانيين، فضلا عن الميليشيات الموالية لطهران.
وقال خامنئي، وفق وسائل إعلام ايرانية: «لقد أراد الغربيون وأتباعهم في المنطقة إسقاط النظام السياسي في سورية، وإخراجه من معادلات المنطقة من خلال إشعال الحرب في هذا البلد، لكنهم فشلوا. الآن أيضاً، يرومون إلى إخراج سورية من المعادلات الإقليمية بأساليب أخرى، بما في ذلك الوعود التي لن يوفوا بها أبدًا».
من جهة أخرى، قال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، إن إسرائيل بعثت برسائل إلى طهران عبر مصر مفادها أنها «ستقدم تنازلات» في غزة لتجنب رد إيران على الغارة الإسرائيلية على مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في أبريل الماضي، والتي أدت الى مقتل أرفع مسؤول في الحرس الثوري في سورية ولبنان، الجنرال محمد رضا زاهدي وكبار معاونيه.
وبحسب وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري، قال حاجي زادة: إسرائيل أرسلت رسائل عبر وزير الخارجية المصري مفادها أنها ستقدم تنازلات في الحرب في غزة لتجنب الانتقام الإيراني.
وأطلقت إيران مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل في أول هجوم مباشر لها على الأراضي الإسرائيلية، رداً على ضربة القنصلية، لكن الهجوم لم يؤد الى خسائر تُذكر.
إلى ذلك، قال جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) إن إيران كانت وراء هجومين على سفارتي إسرائيل في السويد وبلجيكا أخيراً، وحذّر من أن طهران تروّج لهجمات إرهابية في أوروبا قبل شهرين من دورة الألعاب الأولمبية في فرنسا. وشهد الشهر الجاري حادث إلقاء رجل مجهول قنبلتين يدويتين على مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة البلجيكية بروكسل، فيما وقع إطلاق نار استهدف السفارة الإسرائيلية في العاصمة السويدية استوكهولم.
من ناحيتها، أعلنت وكالة الاستخبارات السويدية، اليوم، أن «النظام الإيراني يستخدم شبكات إجرامية في السويد لتنفيذ أعمال عنف ضد دول أخرى أو مجموعات أو أفراد في السويد تعتبر أنهم يمثلون تهديدا»، مشيرة بشكل خاص إلى «مصالح إسرائيلية ويهودية وأهداف وعمليات في السويد».