كنت أتطلّع إلى النسخة الجديدة لبرنامج «ChatGPT»، فسألته سؤالاً لأختبر إمكاناته: ما عيوب الديموقراطية التي أثرت سلبا في سلوكيات أبناء المجتمع الكويتي؟ فلخّص لي الموضوع في ست نقاط مع مقدمة لطيفة، أبهرتني:

تعتبر المجالس الديموقراطية إحدى الأدوات الأساسية لتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار وتوفير الشفافية والمساءلة، ومع ذلك، يمكن أن يكون لهذه المجالس بعض الأضرار أو الآثار السلبية على سلوكيات الشعب في بعض الحالات، منها:

Ad

1. «تشجيع الفردية وتراجع المسؤولية الجماعية»: وهذا يعني تركيز الأفراد على تحقيق أهدافهم الشخصية على حساب المصلحة العامة، مما يقلل من الروح الجماعية والمسؤولية المشتركة تجاه المجتمع، بمعنى آخر «تسييس المجتمع».

2. «عدم الاستقرار السياسي»: قد تؤدي العملية الانتخابية إلى تزايد التوتر والانقسام بين مختلف الفئات الاجتماعية والسياسية، وهذا يؤدي إلى تفاقم الخلافات بدلاً من السعي لتحقيق التوافق والوحدة الوطنية، مما ينعكس سلباً على السلوكيات الاجتماعية.

3. «التركيز على المكاسب القصيرة الأمد»: غالبا ما يركز السياسيون في الأنظمة الديموقراطية على تحقيق مكاسب سريعة، لضمان إعادة انتخابهم، بدلاً من اتخاذ قرارات استراتيجية طويلة الأمد، وهذا التركيز على النتائج الفورية يمكن أن يؤثر سلباً على التخطيط والتنمية المستدامة.

4. «انتشار الفساد»: في بعض الأحيان، قد يستغل بعض الأفراد أو الجماعات النظام الديموقراطي لتحقيق مصالح شخصية أو فئوية من خلال الفساد والمحسوبية واستغلال مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية أو «لتنفيع» داعميهم السياسيين، مما يضر بالثقة العامة في النظام السياسي، بمعنى آخر: (واسطات غير مشروعة لمن لا يستحق).

5. «تعزيز القبلية والطائفية»: يؤدي الانتماء القبلي والطائفي دورا كبيرا في السياسة الكويتية، مما يمكن أن يؤدي إلى تقسيم المجتمع والتأثير على العملية الديموقراطية.

6. «التضليل والإعلام الموجه»: تعتمد الديموقراطية بشكل كبير على الإعلام في تشكيل الرأي العام، ومع ذلك، يمكن أن يكون الإعلام موجها أو منحازا، مما يؤدي إلى تضليل الشعب، ونشر المعلومات المضللة أو الدعاية السلبية ضد الخصوم، مما قد يؤثر على وعي الشعب ويسهم في انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة. (انتهى).

أعزائي القرّاء، كان هذا باختصار ما نمى إلى علم «ChatGPT» وما خفي عنه كان أعظم، وكلنا نعلم أسباب حل المجلس، منها ما صرّح به صاحب السمو في خطابه الأخير، ومنها ما لا يسع المقال لذكره.

في الختام، أتمنى أن نحظى براحة بال بعد حل المجلس، وأن نتعاون جميعا لمرحلة الإصلاح الحازمة، مع حكمة وعزم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، وسدد خطاه، وبارك في مسعاه.