مثقفون يناقشون رواية الباص في المركز الفرنسي

نشر في 31-05-2024
آخر تحديث 30-05-2024 | 19:06
المشاركون في الندوة
المشاركون في الندوة
ناقش المشاركون في المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية، خلال ندوة أدبية ضمن برنامجه الثقافي، رواية الباص، للكاتب صالح الغازي.

أقام المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية ندوة حول «رواية الباص»، بحضور مؤلفها الكاتب صالح الغازي، وشارك في مناقشة الرواية الكاتب الأكاديمي رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا د. أيمن بكر، وأستاذ الترجمة بجامعة الكويت د. محمد بن ناصر، وأدارت الندوة د. رحاب إبراهيم.

وحفلت الندوة بحضور جمع من الباحثين والمهتمين، ومنهم الإعلامية هناء العصفور، والأكاديمية د. ضياء بورسلي، والمنسق الثقافي بالسفارة المصرية د. إبراهيم سلام، والناشر سعود المنصور، المدير العام لدار ذات السلاسل، والاقتصادي عامر التميمي.



بدورها، قالت د. رحاب إبراهيم: «مشاوير ناس وحكايات، تذاكر حنين ومحطات، هكذا يخبرنا غلاف رواية الباص، وهكذا يأخذنا المؤلف لنشاركه التأمل في البشر والمسارات».

أيمن بكر: الرواية تقترب من مسرح العبث نتيجة التناقضات بين ركاب الباص

وفي حديثه عن الرواية، ذكر د. أيمن بكر: «رواية صالح الغازي تقترب من كتب المسامرات، وموضوع الرواية يساعد في هذا الأمر، فهي حكايات تمر بنا وطرائف في وسيلة مواصلات مشهورة وهي الباص، والأمر الثاني هو أن طبيعة المشاهد التي يقترحها صالح الغازي تقرب الرواية بصورة أو بأخرى من مسرح العبث، نتيجة التناقضات والاختلافات الشديدة بين ركاب الباص».

من جانبه، أكد د. محمد بن ناصر أن رواية الباص تجربة أدبية فريدة، فقد وثقت يوميات بطل القصة أحمد صابر، وبينت صراعه الداخلي عندما انتقل للعمل في الكويت، مضيفا أن الغازي حاول في روايته استخدام أسلوب الوصف الدقيق بدلا من الحوار الطويل بين الشخصيات، ولم ينس استخدام رمزية الباص التي أضحت قالب حبكة هذا العمل الأدبي، فكان الباص بمنزلة بوتقة ليوميات بطل القصة.

حب وحنين وجريمة

بعد ذلك تحدث الكاتب صالح الغازي، وقال إن رواية الباص تحد كبير لتناولها موضوعا مؤثرا وحيويا، دراما الغربة، وهي الحنين والطموح والكبت والتعاطف والتجنب والمسالمة والعنف! وتابع: «كشف لي الكثير من الأصدقاء الكويتيين أنهم فوجئوا بما تحتويه الرواية، لأنهم لم يركبوا الباص ولا يعرفون ما يدور به، ومن هنا فإن الرواية خطوة لتفهم الآخر».

واستدرك: «في الحديث عن التعاطف وتفهم الآخر والبعد الإنساني لا يفوتني أن أسجل التعاطف والمساندة مع النازحين، والتمنيات بالحرية لأهل غزة ورفح ومساندة فلسطين الغالية، ومن جانب آخر أسجل تقديري للزملاء في الكويت والسعودية وفي الخليج عامة على الاحتفاء بالرواية، فقد صادقت في هذه البلاد العزيزة نخبة من الفنانين والأدباء والمبدعين والباحثين، وعرفت الكثير من قيمة المنطقة الثقافية والتراثية، وكان ذلك كالسياج الذي وقاني من قسوة الأحوال، وأشكر دار ذات السلاسل على نشر الرواية والوعي بالدور الثقافي والتاريخي».

عباس: المركز يهتم بعلم الآثار والحفاظ على التراث

أكد مدير المركز الفرنسي للأبحاث د. مكرم عباس أن الندوة تندرج في إطار محاضرات الثلاثاء بالمركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية، مبينا أن الغرض منها التعريف بالكتابات الإبداعية، في محاولة لإعطاء دفع كبير لمثل هذه النشاطات، وأضاف: «من دواعي السرور استضافة الروائي صالح الغازي، مع ثلة من الأكاديميين: د. أيمن بكر، ود. محمد بن ناصر، والناقدة والكاتبة د. رحاب إبراهيم».

وعلى هامش الندوة، أوضح عباس أن المركز ينظم محاضرات متنوعة، منها ما يخص علم الآثار، والحفاظ على التراث، ويهتم كذلك بالعلوم الإنسانية والاجتماعية بصفة عامة، لافتا إلى أن المركز معروف أيضا بحملات التنقيب وزيارة علماء الآثار الفرنسيين للكويت كل سنة، والاشتغال على مواقع في جزيرة فيلكا كموقع القصور، والحصن الهلنستي، بالتعاون مع الزملاء الكويتيين، وتحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

محمد بن ناصر: الكاتب استخدم أسلوب الوصف الدقيق بدلاً من الحوارات الطويلة

وأشار إلى أن هذه النشاطات هي المعروفة والبارزة في الكويت، لأنها بالفعل تجلب الانتباه بحكم إمكانية العديد من الأطراف، سواء السفارة الفرنسية، أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو الصحافة والسفارات الأخرى، ومنها السفارات الأوروبية، بأن تتابع هذه الأعمال التي قد تنطوي أحيانا على اكتشافات جديدة ومفاجآت سارة للباحثين والعاملين في مجال الآثار والمتاحف.

وبين أن هناك عدة أطراف تهتم بهذا الحدث، مضيفا أن «المركز في صلب هذه النشاطات، ولكن إضافة إلى علم الآثار والحفاظ على التراث وغير ذلك، نهتم أيضا بدراسة تاريخ بلدان الخليج، وبقضايا مثل الطاقة والبترول، وتلك المرتبطة بالمجتمعات في شبه الجزيرة العربية، وبالتخطيط العمراني وتطور المدن بين التقليد والحداثة، وتغير الهندسة المعمارية، وهناك قضايا عدة تنتمي إلى مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية وتحتاج إلى المزيد من البحث، وطبعا نحن نقوم بدراستها من خلال المحاضرات، والورش، أو الندوات التي ننظمها».

back to top