يا ليت عبارة الرئيس بايدن تصدُق «يجب أن تنتهي الحرب الآن». هي حرب المجزرة الإسرائيلية في غزة، أياً كانت التفاصيل، والشيطان ليس بها فقط وإنما في الروح العنصرية الدموية والنزعة الاستعمارية لأغلبية الإسرائيليين، هي ليست مسألة نتنياهو وسياسة «الليكود» الإسرائيلي الحاكم، وإنما هي الفكر الطاغي لهذا المجتمع الاستعماري الذي يتصور أن النهاية لن تكون بالانتصار على «حماس» فقط، بل بطرد وسحق جميع الغزاويين مع ضمّ الضفة الغربية من غير سكانها الفلسطينيين.

نهاية المجزرة اليوم هي المطلوبة، من دون استعراض عنتريات من هو البطل المنتصر أو البائس الخاسر، هي قضية أطفال ونساء وأبرياء لا ناقة لهم ولا جمل، يُقتلون بكل لحظة ويحاصرهم ويفتك بهم الجوع.

Ad

خطة بايدن تتلخص في ثلاث مراحل تبدأ بوقف إطلاق النار الفوري، ثم الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المكتظة بالسكان، وإطلاق عدد من الرهائن الإسرائيليين مقابل فك أسر مئات المساجين الفلسطينيين... «حماس» رضيت بالمبادرة الأميركية، والحكومة الإسرائيلية إن لم ترضَ تماماً فإنها ستخضع في النهاية متى مارست الدولة الأميركية الضغط الجدّي عليها، وليس فقط بالاكتفاء بوقف إرسال دفعة واحدة من قنابل الموت للدولة الصهيونية. اللوبي الصهيوني، كما تمثّله منظمة إيباك واليمين المسيحي الرجعي، قد لا يقتنع بالمبادرة، ولكن إن كانت هناك نية حقيقية لوقف سفك الدم الفلسطيني فإنه يمكن تجاوزه.

الخاسر الحقيقي في هذه الحرب هي الصورة الكاذبة في العالم عن الدولة الصهيونية وإنسانية حروبها. معظم دول الجنوب بريادة جنوب إفريقيا وقفت مع الحق الفلسطيني، ومعها كانت حركات الرفض والتظاهرات التي قادها الشباب في عدد من الجامعات الأميركية الثرية، والتي تمددت إلى بعض الجامعات الأوروبية، هي حركات رفض واحتجاج لهذا النظام العالمي الجائر الذي تقوده الإمبريالية الأميركية، وتذكرنا بثورة الطلاب التي انطلقت من باريس عام 68، وحركة الربيع العربي الرائعة عام 2010، والتي أجهضت بالمال والتآمر من القوى المحافظة الرجعية.