في الصميم: إندونيسيا والعرب
إندونيسيا، هي رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وأكبر الدول الإسلامية على الإطلاق، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 280 مليون نسمة، معظمهم يدينون بالإسلام، بينهم عدد كبير من أصل عربي، وبالتحديد من الجزيرة العربية، هذا العدد الهائل من البشر يعيشون على جزر يبلغ عددها الـ 17508 منتشرة على مساحات شاسعة من المحيط الهادئ تقارب الـ 1.904.569 كيلومتراً مربعاً، يحتوي هذه الجزر أكبر أرخبيل على هذا الكوكب.
وتعتبر إندونيسيا من أكثر الدول الإسلامية تطوراً وتقدماً، فهي لا تزال، مقارنة بباقي الدول الإسلامية، قوة لا يُستهان بها، أما أكثر ما يميزها عن غيرها فهو علاقاتها المتوازنة مع العرب لعدم وجود أي حساسيات قومية أو عرقية أو سياسية معها، ولعدم وجود أي أطماع توسعية على حساب عرب الخليج تحديداً، وليس بينها وبين العرب أي موجبات لتسديد فواتير لأحداث تاريخية غابرة، ولا أي ملفات تأزيمية عالقة مطلوب حلها.
نأمل ألا تضيّع دول الخليج العربي فرصة التقارب التجاري والاقتصادي والسياسي وحتى العسكري مع دولة مسلمة بهذه الأهمية وبهذا الحجم، وبذلك الثقل الاقتصادي، فجني فوائد هذا التقارب واضحة للعيان، خصوصاً من الناحيتين الاستراتيجية، والأمنية لدول الخليج العربي.
فالتبادل التجاري، والاستفادة الاقتصادية مع إندونيسيا لا يمكن إغفالهما، فهذه الدولة الناهضة، الواسعة الأرجاء، ذات الكثافة السكانية العالية هي سوق كبير للمشتقات البترولية، وغيرها من السلع الخليجية، وفي الوقت نفسه، دول الخليج سوق مناسب لمنتجاتها الصناعية والسلعية ذات الجودة العالية.
التقارب مع إندونيسيا، وإشراك ماليزيا تحديداً معها أمر مهم لدول الخليج، فماليزيا لا تقل أهمية بأي حال عن إندونيسيا، بل هي أكثر تقدماً، وسوف تتضاعف الفائدة المشتركة معهما، وربط مصالحهما بنا سيعزز من استقرارنا، وسيخفف عنا الضغوط الإقليمية، المحيطة بنا.