بعد شكر صاحب السمو، نبارك لأنفسنا اختيار الشيح صباح الخالد ولياً للعهد، ونسأل الله أن يوفق سمو الشيخ «صباح الخامس» في مهامه القادمة، بعد عمر مديد لحضرة سمو أمير البلاد.

اختيار الشيخ صباح الخالد له مغزى ودلالات، فهو اختيار يتوافق والعزم الإصلاحي لصاحب السمو الذي بدأه نائباً للأمير وأكده حاكماً ومسؤولاً أولَ عن رفاهية وأمن المواطن الكويتي.

Ad

الشيخ صباح الخالد تعرّض، مثل الشرفاء من رؤساء الحكومات السابقة، لحملات التشويه والتخوين، وتولّت من تُسمّى المعارضة أعمال تعطيل خططه ووضع العراقيل والمطبات أمام حكوماته، رغم أن التاريخ يشهد بأن حكومات الشيخ صباح قادت البلد باقتدار، وأدت مهامها بجدارة في ضوء وواقع ما هو متاح، فقد واجهت كارثة «كورونا» باحتراف ومهنية، سواء فنياً في وزارة الصحة أو أمنياً في وزارة الداخلية، بل امتد عملها إلى معالجة شاملة اجتماعياً واقتصادياً لجائحة «كورونا»، بحيث خرجت الكويت منها كأقل الدول ضرراً وتأثراً بنتائج الوباء العالمي.

كل هذا لم يشفع للشيخ صباح ولم ينفع أمام إصرار الغوغاء على اتهامه وتشويه سمعته ومسيرته، تماماً كما استهدفوا مَن قبله... وهم يدفعهم همّ واحد، تصفية الجميع وإتاحة الفرصة لمن يدعمون ومن يعملون له لتولي الأمور، بل مضى الإصرار والتعنت إلى حد إطلاق «العهد البائد» على عهده، بعد تولّي من يفضلون رئاسة الحكومة.

تزكية الشيخ صباح الخالد هي رد اعتبار... رد اعتبار لم يُفقَد أصلاً... لم يُفقَد إلا عند قوى العرقلة والتخريب، لأن مكانة الشيخ صباح لها وزنها وقيمتها عند المواطنين وعند المراقبين المحايدين.

ونأمل هنا أن تصل الرسالة لأهل العرقلة والعناد، وأن يدركوا حجمهم وثقلهم الحقيقي، فعهد الشفافية والإصلاح لم ينته ولم «يبد» كما تمنّوا، بل إن الإصلاح الحقيقي وإعادة البناء قادمان، وخطوات وبرامج الحكومات السابقة التي نجحوا في عرقلتها وتعطيلها سيُعاد تفعيلها ووضعها موضع التنفيذ من جديد.

تزكية الشيخ صباح رسالة نتمنى أن يدرك مغزاها المعنيون، وأن يدركوا أن شيئاً لم يتغير، وأن عهداً لم يختلف، وأن الوقت حان للاستسلام والكف عن المناكفة والعناد.