حفرت دولة قطر الشقيقة قصة نجاحها الخاصة بحروف من ذهب في التاريخ، وأبهرت العالم أجمع بتنظيم بطولة كأس العالم 2022، وحولت أحلامها التي بدأت منذ 2010 بعد الفوز بشرف تنظيم المونديال إلى حقيقة وواقع زاخر بالإنجازات والفخر، يشهد له القاصي والداني، والعدو الحاقد المتربص قبل الصديق المحب الداعم بأن مونديال قطر هو الاستثنائي والأفضل في تاريخ هذه التظاهرة العالمية، لتوافر أفضل منشآت وبنية تحتية، وتحقيق الأمن والأمان، حيث لم نشهد أو نسمع عن حوادث أو خروج عن النص يشوه هذا الكرنفال العالمي الكبير الذي جمع الشعوب على اختلاف أجناسهم وعقائدهم وتوجهاتهم وأكد قيم التعايش بين الأمم.
لقد تغلبت قطر الشقيقة على كل التحديات والمؤامرات التي واجهتها منذ أن فازت بشرف تنظيم كأس العالم قبل 12 عاماً، حيث لم تتعرض دورة عبر تاريخ كأس العالم إلى مثل ما تعرض له مونديال فيفا قطر 2022 من حملات تشويه ودعوات مقاطعة وتحول التحريض إلى رياضة تمارسها أغلب وسائل الإعلام الغربية دون هوادة، فلم تترك أمراً يتصل بالمونديال والبلد المضيف إلا افتعلت له ملفاً، وابتدعت له قضية، ولكن هذه الحملات المغرضة لم تجد صدى وسط التنظيم الرائع والأجواء الاحتفالية التي صنعها المشجعون القادمون من مختلف أصقاع الأرض، ووفرت لهم قطر كل أسباب النجاح وظروف الأمن والأمان.
ولعل أهم ما يميز مونديال 2022 أن دولة قطر الشقيقة استطاعت أن تفرض كلمتها على العالم أجمع، وأن تجعل الجميع يحترم عادات وتقاليد الدول الإسلامية، فمنعت احتساء الخمور في الملاعب ومحيطها وفي الشوارع والأماكن العامة، كما تم منع ارتداء شارات الشذوذ الجنسي التي يطلقون عليها شارة «حب واحد»، وأجبرت منتخبات وشخصيات كبيرة على الالتزام بذلك، وتم التأكيد على ضرورة الاحتشام في ارتداء الملابس وترحيل من يقوم بسلوكيات غير أخلاقية من المشجعين والمشجعات إضافة إلى النقطة الأهم المتعلقة بنشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف بين الضيوف وتوزيع المصاحف والكتب الدعوية واستضافة عدد من علماء الدين ذوي التأثير الذين نجحوا في إقناع وجذب المئات إلى الدخول في الإسلام. وفي الختام نود التأكيد على أن النجاح لا يكون مصادفة، فدولة قطر الشقيقة استطاعت تحت قيادة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن تحقق نجاحات في مختلف المجالات يفخر بها القطريون والعرب، ويتردد صداها في العالم نتيجة خطط ورؤى استراتيجية وتطلعات لمستقبل وطن يسير على درب التميز، واستمراراً للفكر المتطور والمستنير الذي وضعه سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باني نهضة قطر الحديثة، كما أن قطر استطاعت على مدار السنوات الماضية أن تخطف الأضواء من دول كبيرة عبر الوصول إلى قلوب وعقول الشعوب العربية باستخدام سلاح الإعلام، ممثلاً في قناة الجزيرة الإخبارية هذا الصرح الكبير والمؤثر إقليمياً وعالمياً، وفي الرياضة انفردت حصرياً بإذاعة فعالياتها العالمية، واستثمرت فيها في كثير من الدول، لذا استحقت هذا النجاح الباهر في تنظيم كأس العالم 2022، فهنيئاً لقطر والعرب والمسلمين.