أسود الأطلس يشرّفون العرب

بلغ منتخب المغرب الدور ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1986، بفوزه على كندا 2 - 1 اليوم على ملعب الثمامة، حاسماً صدارة مجموعته السادسة في مونديال قطر لكرة القدم 2022.

وسجل حكيم زياش (4) ويوسف النصيري (23) هدفي المغرب الذي كرر إنجاز مونديال المكسيك 1986 عندما تخطى الدور الاول وبات أول منتخب عربي وإفريقي يحقق ذلك، ونايف أكرد (40 خطأ في مرمى منتخب بلاده) هدف كندا التي منيت بخسارتها الثالثة تواليا.

وهو الفوز الثاني تواليا للمغرب والرابع في تاريخ مشاركاته الست حتى الان، وهي المرة الاولى التي يحقق فيها انتصارين متتاليين.

وتصدر المغرب مجموعته برصيد 7 نقاط في أفضل غلة في تاريخ مشاركاته الست في المونديال، بفارق نقطتين امام كرواتيا المتعادلة سلبا مع بلجيكا.

أول منتخب عربي

ويلتقي المغرب الذي أصبح أول منتخب عربي يبلغ ثمن النهائي، مرتين مع ثاني المجموعة السادسة الثلاثاء المقبل على استاد المدينة التعليمية.

وكانت أفضل غلة له 5 نقاط في مونديال 1986 عندما تصدر المجموعة السادسة أيضا أمام العمالقة انكلترا وبولندا والبرتغال، و4 نقاط في مونديال 1998 عندما خرج من الدور الاول.

وكان المغرب يملك مصيره بين يديه ويتأهل في حال الفوز والتعادل وحتى الخسارة إذا ناسبته نتيجة المباراة الثانية.

وهو الفوز العربي الرابع في البطولة بعدما تغلب السعودية على الارجنتين 2 - 1، والمغرب على بلجيكا 2 - 0 وتونس على فرنسا حاملة اللقب 1 - صفر.

وهي المباراة الرسمية الاولى بين المنتخبين اللذين التقيا وديا ثلاث مرات وكان الفوز من نصيب المغرب مرتين مقابل تعادل واحد.

عودة بونو

وعاد ياسين بونو لحراسة عرين أسود الأطلس بعدما انسحب في اللحظة الأخيرة من المباراة ضد بلجيكا بسبب عدم ارتياح قبل انطلاقها بثوان، فيما دفع مدربه وليد الركراكي بلاعب وسط سمبدوريا الايطالي عبد الحميد صابيري مكان لاعب وسك ستاندار لياج البلجيكي سليم أملاح.

في المقابل، جلس مهاجم ليل الفرنسي جوناثان ديفيد على دكة البدلاء بين أربعة تبديلات قام بها مدربه الإنكليزي جون هيردمان الى جانب ريتشي لاريا وستيفن اوستاكيو وأتيبا هاتشينسون، ودفع بجونيور هولويت وجوناثان اوسوريو ومارك - انتوني كاي وسام أديكوغبي.

زياش يفتتح التسجيل

ونجح المنتخب المغربي في افتتاح التسجيل مبكرا عندما شتت القائد رومان سايس كرة حاول مدافع تشافيس البرتغالي ستيفن فيتوريا إعادتها الى حارس مرماه والنجم الاحمر الصربي ميلان بوريان فكانت قصيرة حاول الاخير مراوغة المهاجم يوسف النصيري الذي ضغط عليه لكنها طالت عليه وتهيأت أمام زياش الذي لعبها ساقطة من 25 مترا عانقت المرمى الخالي (4).

وهو الهدف الاول لزياش في المونديال والتاسع عشر في مسيرته الدولية.

وكاد زياش يفعلها من ركلة ركنية مباشرة ابعدها الحارس بصعوبة (10).

وكاد مهاجم كلوب بروج البلجيكي تايجون بيوكانن يدرك التعادل اثر تمريرة من مهاجم سيركل بروج كايل لارين لكنه تابعها بجوار القائم الايمن لبونو (15). وعزز النصيري تقدم المغرب بهدف ثان عندما تلقى كرة خلف الدفاع من أشرف حكيمي فهيأها لنفسه بيسراه وتوغل داخل المنطقة قبل أن يسددها قوية زاحفة بيمناه داخل المرمى (23).

وبات النصيري أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين رافعا رصيده الى 17 هدفا دوليا.

وتساوى النصيري مع عبد الرزاق خيري وصلاح الدين بصير وعبد الجليل هدا كاماتشو الذين سجل كل منهم هدفين في العرس العالمي بثنائية الأول في نسخة 1986، والثاني والثالث في نسخة 1998.

ونجحت كندا في تقليص الفارق عندما توغل المدافع سام أديكوغبي من الجهة اليسرى ومرر كرة عرضية ارتطمت بقدم المدافع أكرد وخدعت بونو (40). وهو الهدف الـ100 في مونديال قطر.



وأعاد النصيري الفارق إلى سابق عهده بتسجيله هدفه الشخصي الثاني والثالث لمنتخب بلاده بتسديدة من داخل المنطقة لكنه الغي بداعي التسلل (45+3).

وسيطرت كندا على الكرة مطلع الشوط الثاني وكاد البديل المخضرم أتيبا هاتشينسون يدرك التعادل بضربة رأسية اثر ركلة ركنية لكن كرته ارتطمت بالعارضة ونزلت فوق خط المرمى وتابعها أليستير جونستون برأسه فوق العارضة (72).

الركراكي: صدارة المجموعة لم تكن سهلة

قال وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي لقناة الكاس: «هناك تعب كبير وإصابات، لكن الروح المعنوية عوّضت. تصدرنا المجموعة، وهذا ليس بالأمر السهل، ونريد أن نذهب بعيداً». وأضاف «قدمنا شوطا أول جيداً، لكن في الثاني فقدنا الطاقة. اللاعبون البدلاء قاتلوا وأسعدوا الشعب المغربي. من الرائع إحراز 7 نقاط. اليوم نفرح وغداً نعود إلى العمل. لا نفكر في هوية الخصم. يجب أن نتابع وضع بعض اللاعبين الذين شاركوا مصابين». بدوره، قال حكيم زياش لاعب المنتخب المغربي الذي سجل الهدف الأول لمنتخب بلاده لقناة بي إن سبورتس: «فخور، حاربنا بكل لحظة على أرضية الميدان. كتبنا التاريخ اليوم. إحساس التسجيل رائع. رأيت الجماهير، كان الجو جنونياً، بالنسبة لنا كلاعبين، نعرف أن الأجواء تكون هكذا دوما عندما يلعب المغرب. لهذا نمارس كرة القدم».

..

هيردمان: قدمنا أداء جيداً

قال المدرب الإنكليزي لمنتخب كندا جون هيردمان «أولا أود أن أشكر كل المشجعين الكنديين، كانت المرة الأولى منذ فترة طويلة نشارك فيها في هذه البطولة، استمتعنا بها، لاعبونا قدموا أداء جيدا وأظهرنا بسالة في المباريات الثلاث، ونفتخر بمشاركتنا وصمودنا وصمود هذا المنتخب الشاب. لقد كانت تجربة مذهلة».وأضاف: «الهدف الأول زعزعنا. لقد كانت لحظة صعبة علينا وشعرنا بالكثافة في أسلوب لعبهم وبالضغط، لم نفكر بالطريقة التكتيكية في الدقائق العشر الأولى، بدأنا كما بدأنا تقريبا ضد كرواتيا بنفس المقاربة وكنا نحاول ان نطبق نفس النظام. كافحنا لفترة 20 دقيقة ولكننا عدنا وتكيفنا وأظهرنا الصمود لتخطي هذه اللحظات الصعبة. في الشوط الثاني تمكنا من تعديل الخطة ولعبنا بروح جديدة وقدمنا لاعبين مخضرمين ونجحنا في تقليص الفارق أمام منتخب يملك خبرة كبيرة في النهائيات وشارك فيها مرات عدة».

.

مزراوي: لا ننظر إلى هوية الخصم

قال نصير مزراوي ظهير المنتخب المغربي: «بصراحة، لا يوجد فرق سيئة من الآن فصاعداً، لا أتطلع الى هوية الخصم بل إلى أنفسنا وتطوير لعبنا. فزنا على بلجيكا وتعادلنا مع كرواتيا وفزنا على كندا. أعتقد انها منتخبات قوية. كل الأمور ممكنة الآن». عن توقعاته بإحراز سبع نقاط «قلتها قبل انطلاق كأس العالم. سنكون أبطال العالم، لأنه إذا لم تكن واثقاً بنفسك فلن تستطيع تحقيق ذلك. يجب أن تكون أحلامك كبيرة». وبدوره، قال عزالدين أوناحي لاعب الوسط المغربي: «كنا متوقعين الفوز، ودخلنا بهذا الهدف كي نتأهل متصدرين. 40 ألف متفرج كانوا معنا، وكل عائلات المغرب كانت تدعمنا».

المباراة في سطور

المباراة: المغرب - كندا 2-1

الملعب: استاد الثمامة، الدوحة

الجمهور: 43102 متفرجاً

الدور الأول - الجولة الثالثة الاخيرة

المجموعة السادسة

الحكم: البرازيلي رافايل كلاوس

الأهداف:

المغرب: حكيم زياش (4)، يوسف النصيري (23)

كندا: نايف أكرد (40 خطأ في مرمى فريقه)

- الإنذارات:

كندا: جونيور هويليت (7)، جوناثان أوسوريو (26)، سام أديكوغبي (45+2)، ستيفن فيتوريا (84)

التشكيلتان:

المغرب: ياسين بونو، رومان سايس، أشرف حكيمي (يحيى جبران، 85)، نصير مزراوي، نايف أكرد، حكيم زياش (عبد الرزاق حمد الله، 76)، سفيان بوفال (زكرياء ابو خلال، 65)، سفيان أمرابط، عبد الحميد صابيري (سليم أملاح، 65)، عز الدين أوناحي (جواد الياميق، 76)، يوسف النصيري.

المدرب: وليد الركراكي

كندا: ميلان بوريان، كمال ميلر، ستيفن فيتوريا، أليستير جونستون، سام أديكوغبي (إسماعيلا كونيه، 60)، جوناثان أوسوريو (ريتشي لاريا، 65)، مارك-أنتوني كاي (أتيبا هاتشينسون، 60)، ألفونسو ديفيس، تايجون بيوكانن، كايل لارين (جوناثان ديفيد، 60)، جونيور هويليت (ديفيد ووذرسبون، 76).

المدرب: الإنكليزي جون هيردمان