احتفت الجماهير التونسية بفوز منتخب «نسور قرطاج» على فرنسا بطلة العالم بهدف نظيف، في منافسات الجولة الثالثة الأخيرة من مونديال قطر لكرة القدم، رغم مرارة الخروج من دور المجموعات في سادس مشاركة بالنهائيات، بينما أجمعت الصحف الصادرة الخميس على أحقية التأهل لثمن النهائي.

وشهدت شوارع العاصمة التونسية، مساء أمس الأربعاء، خروج عدد كبير من الجماهير عقب انتهاء مباراة تونس وبطل العالم، الذي زج مدربه ديدييه ديشامب بتشكيلة رديفة في الشوط الأول، قبل الدفع بنجومه الكبار في الثاني، احتفالا بالإنجاز التاريخي رغم خروج تونس من سباق المونديال.

Ad

وتغنت الجماهير بالأداء البطولي للمنتخب التونسي أمام أبطال العالم 1998 و2018، وتمسكت بحظوظ بلوغ الدور الثاني حين سجل مهاجم مونبلييه المخضرم وهبي الخزري (31 عاماً) هدف التقدم، لتتعالى الزغاريد في المقاهي والمنازل، خاصة أن الهدف تزامن مع تعادل سلبي بين أستراليا والدنمارك، قبل أن تنتهي المواجهة بفوز «سوكروز» 1 - صفر، واللحاق بفرنسا المتصدرة بـ 6 نقاط وبفارق الأهداف إلى ثمن النهائي.

ومع الصافرة النهائية للمباراتين لم يخفِ التوانسة فرحتهم بالفوز التاريخي الأول لتونس على فرنسا، وحسرتهم على تأهل أستراليا التي فازت على رجال المدرب جلال القادري 1 - صفر، وحالت دون حصد أكثر من أربع نقاط، في أفضل حصاد منذ مونديال الأرجنتين 1978.

مشاعر مختلطة

تباينت مشاعر الخزري عقب نهاية المباراة، فقال: «مشاعرنا مختلطة، نحن سعداء بفوزنا على منتخب مثل فرنسا، قدمنا أداء جيداً جداً، وودعنا كأس العالم برأس مرفوع».

وأضاف مهاجم مونبلييه الفرنسي، الذي بات أول لاعب إفريقي في تاريخ كأس العالم يسجل في 3 مباريات متتالية خاضها أساسياً (أمام بلجيكا وبنما عام 2018 وفرنسا 2022)، «نحن أمام شعور حلو وآخر مر، الأمور كانت ستكون مثالية لو تأهلنا بعد هذا الفوز الثمين، ولكن في النهاية هذا خطأنا لأننا لم نفعل ما يكفي في أول مباراتين».

ورفع الخزري رصيده من الأهداف الدولية إلى 25، وعادل رقم السعوديين سامي الجابر وسالم الدوسري في طليعة ترتيب الهدافين العرب بكأس العالم مع 3 أهداف.

وكتب موقع راديو «موزاييك أف أم» معبرا عن خيبة الخروج: «مرارة كبيرة ممزوجة بفرح الانتصار على بطل العالم، صافرة الحكم أطلقت وانهمرت بعدها دموع ممزوجة بالفرح بعد الانتصار الباهر والأداء الرجولي لزملاء وهبي الخزري».

وأضاف: «حسرة ومرارة كبيرة تعود بذاكرتنا إلى مباراة أستراليا التي كانت هدية لم نحسن قبولها والتعامل معها»، مشيراً إلى الأرقام التي حققها منتخب تونس في أفضل «مشاركة لمنتخبنا منذ مونديال 1978، تكتب تاريخاً جديداً لكنه منقوص من إنجاز العبور إلى الدور الثاني».

أما موقع تلفزيون «نسمة سبور» فكشف عبر الاخصائي في الإحصاء والتوثيق الرياضي عماد الكيلاني من خلال تدويناته أن المنتخب التونسي بانتصاره على نظيره الفرنسي بات أول منتخب عربي ينجح في الإطاحة بـ «الديوك» خلال المونديال (13 مباراة: 4 تعادلات و9 هزائم)، إلى جانب تحقيقه أول فوز عربي على حامل اللقب. كما عجزت «الديوك» للمرة الثالثة عن زيارة شباك منتخب عربي، فيما حافظ أيمن دحمان على نظافة شباكه في مباراتين، وهو ثاني حارس مرمى عربي (بعد المغربي الزاكي بادو في 1986) وسادس حارس مرمى إفريقي يحقق ذلك في نسخة واحدة بالمونديال.

ولم تقتصر الإشادات على الجانب التونسي، فغرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات: «نسور قرطاج... أمتعونا بأداء رجولي... وكرة قدم حقيقية... مبروك فوزهم التاريخي على بطل العالم... انتصار عربي وبصمة مميزة في كأس العالم». وفيما تمنت الجماهير حظا أوفر لتونس، عبرت عن دعمها للمغرب الذي لا يزال ينافس بقوة للتأهل لثمن النهائي.

ويتقاسم المغرب صدارة المجموعة السادسة مع كرواتيا برصيد 4 نقاط، مع أفضلية فارق الأهداف لرفاق لوكا مودريتش، وبفارق نقطة واحدة أمام بلجيكا الثالثة، فيما خرجت كندا خالية الوفاض.

بدوره، أشاد الهداف الدولي السابق العاجي ديدييه دروغبا بأداء «نسور قرطاج» أمام فرنسا، وبالجماهير التونسية الحاضرة في المونديال، والأجواء الرائعة التي أشاعوها خلال مباريات المنتخب الوطني.

وغرد مهاجم تشلسي الإنكليزي السابق، عبر حسابه على «تويتر»، «انسحبت تونس رغم انتصارها الجميل أمام فرنسا. برافو لشجاعتهم وعدم استسلامهم»، متابعاً: «برافو أيضاً للمشجعين التونسيين من أجل هذه الأجواء الرائعة خلال مباريات منتخبهم».