هشام عطية وطاهر حلمي يرصدان بالألوان «روح المكان»

خلال معرض افتتحه السفير المصري في مركز «وجهة الثقافي»

نشر في 05-06-2024
آخر تحديث 04-06-2024 | 18:58
يقدم الفنانان التشكيليان، د. هشام عطية، ود. طاهر حلمي، خلال معرضهما المشترك، مشاهد إنسانية راقية تتزاحم فيها الأفكار والرؤى.

أقامت السفارة المصرية لدى الكويت، بالتعاون مع مركز «وجهة الثقافي»، معرضاً مشتركاً للفنانين التشكيليين د. هشام عطية ود. طاهر حلمي، بعنوان «روح المكان»، وبرعاية وحضور السفير المصري لدى الكويت أسامة شلتوت، في حضور حشد من الفنانين التشكيليين والجمهور، الذي جاء لمتابعة ومشاهدة أعمال الفنانين المصريين د. عطية ود. حلمي.

وقدم د. عطية ود. حلمي أفكارهما التشكيلية، تلك التي عرضا من خلالها مشاهد إنسانية راقية تتزاحم فيها الأفكار والرؤى، وقدم عطية في مشاركته مظاهر المولد في الحارة المصرية، كما أبرز العلاقة الوثيقة بين العازف والآلة، وغير ذلك من المضامين التي اتسعت في معانيها لكل مقومات الجمال، ففي لوحة «غجرية» تبين تطلع المرأة إلى التحليق مثل الطائر رغم القيود، وظهور قوتها من خلال اهتمامها بجمالها، وتبين لوحة «العودة» عودة الفلاحين من الحقل في الغروب، وتجسد لوحة «شاي العصاري» التجمع العائلي في الريف المصري.

واتسمت أعمال د. حلمي بكثافة المواضيع، فقد جاءت لوحة «شيخ القرية» لتبين أهمية دور رجل الدين للقرية وأهميته لأهلها روحانيا واجتماعيا، أما لوحة «أوراق الخريف» فتبين تغير الملامح والشعور عبر الفصول، وجاءت لوحة «إلى السوق» لتبين تسجيل حركة الأشخاص داخل السوق، وفي «بورتريه الحرية» عبر د. حلمي عن تطلع المرأة لحريتها مثل الطيور، وغير ذلك من الأفكار التي تماثل رقياً وتنوعاً جمالياً.

وبعد جولته، قال السفير شلتوت: «كما شاهدنا أن الأعمال الفنية لكل من د. عطية ود. حلمي تدل وتنبع من البيئة المصرية وارتباطها بالزمان والمكان سواء البيئة المحلية، أو الريفية، أو التاريخية لمصر، والأعمال كانت تستمد مضامينها من الهوية المصرية».

وأشار شلتوت إلى أن المعرض يأتي ضمن سلسلة فعاليات تقيمها السفارة بالتعاون مع مركز وجهة الثقافي، مشيداً بهذا التعاون المثمر مع المؤسسة والمديرة التنفيذية لمركز وجهة مريم المحارب.

العلاقات بين الشعوب

وحول أهمية الثقافة، أكدت رئيسة البعثة القنصلية المصرية في الكويت هبة محمد زكي أن الثقافة مهمة جداً، لأنها تعزز وتقوي العلاقات بين الشعوب، مضيفة: «أستطيع أن أقول عن قناعة إن الثقافة هي المجال الوحيد الباقي الذي يمكن فيه حدوث تقدم وإنجاز في العلاقات بين الشعوب».

إحساس متجدد

من جانبه، أشاد المنسق العام للمعرض د. إبراهيم سلام بمشاركة فناني الجالية المصرية في العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، ويمثل معرض روح المكان الصبغات التشكيلية المختزنة داخل كل فنان بإحساس واع ومتجدد.

في السياق ذاته، أعربت الأستاذة مريم المحارب مديرة ومؤسسة مركز وجهة الثقافي عن اعتزازها بالتعاون المشترك بين المركز وسفارة مصر لنشر الوعي الثقافي والفني بين المواطنين والمقيمين، ومعرض اليوم يقدم رؤية تعبيرية تميز بها كل من الفنانين، كما قدمت شكرها وتقديرها لسفير مصر أسامة شلتوت لرعايته الأنشطة الثقافية المختلفة.

فلسفة تجريدية

بدوره، ذكر التشكيلي د. حلمي أنه «كما هو معروف تعطي الأماكن ذكرى جميلة جدا، وفي بعض الأحيان ذكرى حزينة»، لافتا إلى أنه رسم الأعمال بفلسفة تجريدية، حيث تناول الروح التي تبقى في المكان والروح الناتجة عن الإنسان، أو الحيوان، أو الطير أو الشجر، حين يختفون من المكان فروحهم تعطي تأثيرا على المكان، مبينا أنه أخذ تلك اللقطات بأسلوب مبسط ولكن يعطي معنى عميقا للمتلقي، وأضاف أنه رسم حوالي 25 لوحة عن بعض المشاهد والعادات والتقاليد في الريف والحياة المصرية، وشارك في العديد من المعارض، وهذا المعرض يعد الـ14 الذي يشارك فيه.

وقال د. عطية إن مضامين الأعمال تتكلم عن مصر، مضيفا: «اشتياقنا لمصر والحارات الشعبية، المزارع وغيرها، انعكست على أعمالي»، مبينا أنه شارك تقريبا بـ19 لوحة، متبعا الأسلوب الواقعي مع إضافة انكسارات ضوئية بأسلوبها الخاص مع كثرة الألوان، والأصل في اللوحة نفسها هو روح المكان المصري، وأوضح أن هذا المعرض هو الثالث الذي يقيمه في الكويت، شاكرا السفارة المصرية ومركز وجهة الثقافي.

back to top