احتفلت حضانة البستان للأطفال ضعاف السمع والنطق، أمس، بتخريج كوكبة من الأطفال، وذلك في حفل نظمته بمقر الجمعية الثقافية النسائية، بحضور عدد من الشخصيات والناشطين ومسؤولين من هيئة الإعاقة وأولياء الأمور وبعض الطلبة الذين تخرّجوا فيها وأصبحوا طلابا جامعيين وموظفين.

الأطفال الخريجون يؤدون فقرة ترحيب (تصوير نوفل إبراهيم)

Ad

بداية، قال نائب المدير العام لقطاع الخدمات التعليمية والتأهيلية بهيئة الإعاقة بالتكليف، مبارك البداح، إن حضانة البستان من الحضانات المتميزة والفريدة في الخدمات التي تقدّمها للأطفال من فئة ضعيفي السمع، والإعاقات السمعية، موضحاً أنه حرص على الحضور في الحفل الذي نظمته الحضانة لتميزها.

وأضاف: نحن سعداء وفخورون بتخرّج هذه الكوكبة الجميلة من أبنائنا من ذوي الإعاقة، مشدداً على أن الحضانات والقطاع التعليمي في الحضانات والمدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى هم شركاء مع الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة في دمج أبنائنا من هذه الفئات مع المجتمع ليكونوا عناصر فعالة.

وأشار إلى أن الهيئة حريصة على توفير جميع الخدمات وتذليل كل الصعاب أمام أبنائنا من ذوي الإعاقة، بما يعود عليهم بالنفع ويسهم في تحصيلهم العلمي لينجحوا بحياتهم العملية.

من جهتها، قالت الناشطة السياسية والباحثة في شؤون التنمية، عالية الخالد، إن حضانة البستان فريدة من نوعها، فهي تعمل على خدمة الأطفال منذ عام 1979، ومستمرة في تقديم خدماتها لأطفال لديهم صعوبات بالنطق والسمع، وكل ما يحتاجونه هو الاهتمام في سنواتهم الأولى من حياتهم، لافتة إلى أنها تفخر بأن تكون اليوم في حفل تخريج كوكبة من أطفال الحضانة، خاصة لما «نشوف خريجينهم الذين دخلوا الجامعات والكليات وهم من المتفوقين».

من جانبها، قالت مسؤولة الحضانة هيفاء الصقر: «أنشأنا الحضانة منذ 25 سنة، وقد تخرّج من عندنا أطفال كانوا يأتون إلى الحضانة وهم لا يتكلمون، فمن طفل شبه أصم يتم تحويله إلى طفل عادي، وأولادنا يتخرّجون من الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة، وهذا يعتبر إنجازا رائعا نفخر به».

وأضافت الصقر: لدينا في الحضانة أطفال ذوو إعاقة سمعية، حيث يولد الطفل ضعيف سمع، ويرتدي سماعة، ولدينا الإعاقة الثانية تكون متعلقة بالقوقعة، ويكون الطفل في هذه الحالة شبه أصم، ويتم زراعة القوقعة للطفل، ويوضع جهاز خلف الأذن يتم إيصاله بالأسلاك، لافتة إلى أنه في كل عام يتم تطوير الجهاز لكي لا يسبب إعاقة للطفل.

وذكرت أن هناك نوعية أخرى، هي المتعلقة بالنطق، فالطفل في هذا الحالة يسمع، ولكن ليس بشكل جيد، وعند الحديث لا يتحدث بمخارج سليمة، ولدينا معلّمات ذوات خبرة كبيرة للتعامل مع تلك الحالات.

وقالت إن أغلب الأطفال يدخلون إلى الحضانة يتعاملون بعنف وشراسة، ونتعامل معه خلال أول شهرين لكي نهذّب تصرفاته، ثم نبدأ في تعليمه وتدريسه، فهذا الطفل لديه مشكلة ويخرجها بالعنف، وهذا أكبر إنجاز يمكن أن يتم من خلال تهذيب ذلك الطفل، مشددة على أن الحضانة تتلقى الدعم من أشخاص خيّرين، إضافة إلى دعم الهيئة لبعض الفئات المستحقة.

بدورها، قالت المستشارة التربوية في مركز تقويم وتعليم الطفل، ماجدة جمعان، إن فكرة الحضانة جاءت عندما كنت أتحدث مع هيفاء الصقر، لأنني بالفعل كنت ألاحظ أن الأطفال الصغار الذين يعانون ضعف السمع أو الصمم لديهم مشاكل عديدة، لاسيما في عدم قدرتهم على التواصل، وهو أمر قد يعوق تطورهم العقلي والنفسي والتعليمي، ومن هنا اقترحت أن نعمل على تأسيس حضانة للأطفال من هذه الفئة، وبالفعل تم تأسيسها والعمل على تنشئة الأطفال تنشئة تساعدهم على تحسين مستوى النطق والحديث لديهم.

وأشارت إلى أنه تم تدريب طاقم العمل الذي عمل في بداية تأسيس الحضانة، وتم تجهيز المكان، مبينة أن الحفل اليوم يظهر لنا ثمرة مجهودنا طوال الـ 25 سنة الماضية، لنشاهد اليوم طلبتنا في الكليات الجامعية، وبعضهم يعملون في وظائف وأصبحوا أعضاء نشطين في المجتمع.

العليمي: صبرهم عليّ حوّلني من مشاغب إلى ناجح

قال الطالب سعود العليمي إنه كان طفلاً في هذه الحضانة التي قدمت لهم الكثير من الرعاية والاهتمام ليكون على ما هو عليه الآن طالبا جامعيا ناجحا، لافتا إلى أنه كان يعاني صعوبة في النطق وفي التواصل مع المحيطين به.

الطالب سعود العليمي ووالدته

وأضاف العليمي: مع صبرهم في الحضانة وتعاونهم مع والدتي وحبهم لي واعتنائهم بي، استطاعوا أن يصنعوا منّي إنسانا قادرا على أن اتحدث وأعبّر عما يدور في داخلي، وأن تتحسن حياتي وأكون شخصا أفضل بكثير.

واستطرد قائلا: في بداية دخوله إلى الحضانة كان مشاغبا جدا وعنيفا ويكسر الألعاب بسبب عدم القدرة على التواصل والتعبير، ومع احتوائهم له ومساعدتهم تغيّر سلوكه بشكل كبير، لافتا إلى أنه يدرس المحاسبة في كلية التجارة، بفضل الله، ثم بفضل عناية هذه الحضانة.

وقالت والدة الطالب سعود: لاحظت أن ابني لديه مشكلة، فهو لا يعبّر، ودائما يتعامل بعنف وسريع الغضب، فذهبت به إلى الحضانة، وعند رؤية طفلي قالت لي المعلمة إن جهاز النطق لديه معطل تقريبا.

وأضافت: بقي ابني سعود لديهم لمدة عامين ونصف العام حتى تمكّن من اللغة، ومن ثم دخل الروضة، مبينة أنها لم تترك الحضانة، ودائما ما تحضر إليها.

التزام الحضانة والعاملين فيها

قال فواز المطيري (والد الطالب عبدالهادي المطيري) إن ابنه التحق بحضانة البستان وكان عمره سنتين، وكانوا ملتزمين معه إلى أن تخرّج، معربا عن شكره للحضانة والقائمين عليها بداية من المديرة والمعلمات وجميع العاملين فيها.

وأضاف أن جهودهم كبيرة بانتقال الطالب من مرحلة عدم النطق والسمع إلى مرحلة النطق بشكل أفضل، وانتقل من المرحلة السوداء إلى البيضاء، ونقول الحمد لله، وإن شاء الله في تطوّر.