واقعية «التانغو» أمام الحلم الأسترالي السبت
يصطدم المنتخب الأرجنتيني بنظيره الأسترالي غداً السبت في دور الـ 16 من مونديال قطر 2022.
ويسعى نجوم «التانغو» إلى تأكيد الترشيحات، التي وضعتهم على قائمة أبرز المنتخبات القادرة على الفوز باللقب، وعكس الصورة التي ظهر عليها الفريق في مباراته الأولى التي خسرها أمام السعودية 1-2، قبل أن ينتفض ليونيل ميسي وزملاؤه ويحققوا الفوز على كل من المكسيك وبولندا توالياً ويتصدروا المجموعة الثالثة.
وبدا المدرب الأرجنتيني متوتراً خلال المباريات الثلاث بدور المجموعات وقام بإجراء العديد من التغييرات في كل مباراة، لكن ختامها كان مسكاً بالنسبة للتانغو إذ قدم الفريق مستوى رائعاً جداً في المواجهة أمام بولندا، التي سيطر عليها الأرجنتينيون طوال فتراتها، وكان لهم أن يخرجوا بغلة كبيرة، لكن الفريق اكتفى بالثنائية، التي أحرزها ماك اليستر وألفاريز، ليكملوا المباراة بتمريرات عرضية تفادياً لوقوع إصابات وتجنباً لإرهاق الفريق بدنياً.
وكان أبرز ما تميز به فريق المدرب سكالوني قدرته على الاستحواذ والتمريرات العرضية التي تشكل خطورة كبيرة على أي منافس، ومن المؤكد أن التانغو سيواصل اللعب بنفس الطريقة بالاعتماد على الجناح دي ماريا على الطرف الأيمن كذلك الإبقاء على ميسي خلف المهاجمين للاستفادة من إمكانياته على التمرير في العمق إلى جانب توغلاته في عمق مناطق المنافس، وفي الوقت نفسه ظهر دفاع المنتخب اللاتيني بصوره متوازنة جداً، وساهم لاعبو خط الوسط بالإسناد الدفاعي خصوصاً دي بول الذي استعاد كثيراً من إمكانياته التي غابت في المباراة الأولى أمام السعودية.
أستراليا ومستوى مختلف
ورغم ذلك، لن يكون من السهل تخطي عقبة أستراليا التي أظهرت نضجاً كبيراً خلال السنوات الماضية، لاسيما في البطولة الحالية مونديال قطر 2022، إذ قدم رجال المدرب غراهام أرنولد مستوى رائعاً في مواجهة تونس والدنمارك وحسموا المباراتين بنتيجة 1 - صفر، لينتفض الفريق عقب الهزيمة في المباراة الأولى أمام فرنسا 1-4.
وتميز الأستراليون بالتنظيم الدفاعي وإغلاق المناطق الخلفية بشكل محكم، واللجوء للهجمات المرتدة اعتماداً على إمكانيات ديوك وليكي وكذلك مارتن برايثوايت لينجح فريق «الكنغر» بالتأهل لدور الستة عشر للمرة الثانية في تاريخهم بعد 2006.
ويعول المنتخب الأسترالي أيضاً، على تألق الحارس ماثيو ريان لاعب نادي كوبنهاغن البلجيكي، الذي يمتلك خبرة طويلة في المحافل الدولية (مثّل بلاده في 75 مباراة). وسبق أن شارك ريان في كأس العالم مع منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018، إضافة إلى امتلاكه تجربة مميزة مع نادي برايتون في الدوري الإنكليزي الممتاز «البريميرليغ»، وفي الدوري الإسباني مع ريال سوسييداد.
ليونيل: أرقامي القياسية تُسعد مارادونا
أكد نجم المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي، أن الراحل الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا «سيكون سعيداً جداً» غداة تحطيمه (البرغوث) الرقم القياسي لعدد المشاركات في كأس العالم (22) في مباراة الفوز على بولندا بهدفين نظيفين، ليبلغ «ألبيسيليستي» دور ثُمن النهائي من صدارة المجموعة الثالثة.
وقال ابن الـ 35 عاماً، والمرجح أن يخوض موندياله الأخير: «علمت ذلك أخيراً، لم أكن أعرف ذلك. من الرائع أن أكون قادراً على الاستمرار في بلوغ هذا النوع من الأرقام القياسية. أعتقد أن دييغو سيكون سعيداً جداً لي، لأنه أظهر لي دائماً الكثير من المودة. كان سعيداً دائماً عندما سارت الأمور على ما يرام بالنسبة لي».
وعن إهداره ركلة جزاء في الدقيقة 39 إثر تصدٍّ رائع للحارس البولندي فويتشيغ شتشيزني، أكد قائد المنتخب الأرجنتيني أنه «سعيد بهذه المباراة الكبيرة».
وللمفارقة، أن ركلة الجزاء هذه كانت رقم 39 التي يهدرها ميسي في مسيرته.
وأردف: «حققنا هدفنا الأول، وهو التأهل من هذه المجموعة في المركز الأول، بعد أن بدأنا كما فعلنا (خسارة أمام السعودية 1-2). لقد أصبت بالإحباط لإهدار ركلة الجزاء، لأنني كنت أعلم أن هدفاً يمكن أن يغير المباراة بأكملها، ويجعلك تلعب بطريقة مختلفة، لكنني أعتقد أنه من ركلة الجزاء التي أهدرتها خرج المنتخب أقوى».
وتابع ميسي، الذي سجل هدفه الثامن في النهائيات، ليتساوى مع مارادونا، كثاني الهدافين الأرجنتينيين غزارة خلف غابريال باتيستوتا (10): «شجعني اللاعبون على مقاعد الاحتياط، وأعتقد أننا قدَّمنا مباراة كبيرة مع لعب جميل. بعد الهدف الأول، سارت الأمور لمصلحتنا. بدأنا باللعب كما كنا نفعل سابقاً منذ فترة طويلة، وما أردنا القيام به منذ بداية المونديال، لكننا لم نتمكن من تحقيقه لأسباب مختلفة».
وأضاف: «لكن بعد أن تمكنا من القيام بهذا، فذلك يمنحنا الثقة للمستقبل».
وتطرق ميسي إلى مواجهة الأرجنتين مع أستراليا في ثُمن النهائي، السبت، قائلاً: «نعرف مسبقاً أن كل شيء صعب. مهما كانت هوية المنافس، ستكون الأمور معقدة. شاهدنا ذلك أخيراً، على حسابنا، وأي منتخب بإمكانه أن يقدم مباراة جيدة والفوز عليك. سنبدأ الاستعداد فوراً».
سكالوني يأسف لقصر مدة الاستعداد
أعرب مدرب منتخب الأرجنتين لكرة القدم، ليونيل سكالوني، عن أسفه، لقصر مدة الإعداد المتاحة للفريق قبل مواجهة أستراليا في دور الـ 16 من مونديال قطر 2022، التي ستكون السبت، مشيراً إلى أنه لا يمكن اعتبار «الألبيسيليتسي» مرشحاً مفضلاً حتى الآن، رغم تأهله متصدراً مجموعته.
وأكد سكالوني عقب الانتصار على بولندا بهدفين نظيفين، أن «كل الفرق صعبة، ورأينا ذلك بالفعل. لقد فازت علينا السعودية، ولم نكن نتوقع ذلك. يمكن أن تتعرض للخسارة أمام فريق أوروبي أو إفريقي ومن أميركا الجنوبية».
وأضاف: «حتى إذا كنت تلعب بشكل جيد يمكن لأي فريق أن يفوز عليك، وهذا ما حدث أمام السعودية. كل المباريات صعبة، ومن يعتقد أن مواجهة أستراليا ستكون سهلة فهو مخطئ».
مشاركة دي ماريا محل شك
يعاني المهاجم الأرجنتيني إنخل دي ماريا حملاً عضلياً زائداً في عضلة الفخذ الأيسر الأمامية، لتعد مشاركته في مواجهة أستراليا غداً (السبت) محل شك.
وخرج لاعب يوفنتوس من ملعب المباراة بعد مرور ساعة أمام بولندا، وتم استبداله بلياندرو باريديس، ليغادر الملعب وعلى ملامحه الآلام العضلية.
وخضع دي ماريا، أمس، للعديد من الفحوصات الطبية التي استبعدت كونه تعرض لإصابة، حيث صرح مدربه ليونيل سكالوني بالأمس: «شعر بآلام في عضلة الفخذ الأمامية، شعر بشد، وقررنا تغييره، لأنه مهم بالنسبة لنا، ولا نريد المخاطرة».
وسيخضع اللاعب للعلاج، ورغم أنه غير مستبعد من اللعب في ثُمن النهائي، فإن مشاركته أمام أستراليا تبقى محل شك، نظراً لضيق الوقت حتى التعافي.
ديجينيك: لن نواجه 11 ميسي
أكد مدافع منتخب أستراليا ميلوس ديجينيك، أن مباراة الأرجنتين في ثُمن نهائي مونديال 2022 في قطر «ستكون مباراة يتواجه فيها 11 لاعباً أمام 11 مثلهم. لن نواجه 11 ميسي، هناك واحد فقط».
وقال ديجينيك: «دائماً أعجبت بميسي، وأعتقد أنه أفضل لاعب رأيته على الإطلاق، لكنه مجرد إنسان مثلنا جميعاً. من الشرف التواجد في ثُمن نهائي مونديال. هذا شرف بحد ذاته».
وأشار ديجينيك (28 عاماً)، والذي يشارك لأول مرة في مشواره ببطولة كأس عالم، إلى أن الأرجنتين يحركها «دافع أن هذه قد تكون آخر بطولة كأس عالم لميسي، وهو يرغب في الفوز بها. سنحاول منعه. أنا من أشد المعجبين به، لكنني أود الفوز بكأس العالم أكثر منه».
من ناحية أخرى، أبرز ديجينيك أن أستراليا تعلمت من الهزيمة أمام فرنسا 4-1 في الجولة الأولى بدور المجموعات، ما دفعها للفوز لاحقاً على تونس والدنمارك.
وعن مواجهة الأرجنتين، قال إنها «ستكون مختلفة تماماً. أمامنا وقت للاستعداد. ندرك أنها تمتلك فريقاً مليئاً بالنجوم. حتى ديبالا يجلس على دكة البدلاء، وكذلك لاوتارو مارتينيز».