مزج الثقافة والعلم في معرض عصر الزجاج
أعلن المركز العلمي، أحد المراكز التابعة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، افتتاح معرض عصر الزجاج، برعاية السفير الإسباني ميغيل أغيلار، ودعوة للزوار إلى استكشاف الزجاج واستخداماته العلمية والتكنولوجية، ودوره في تحقيق الاستدامة البيئية، وأهمية هذه المادة في حياتنا اليومية.
وقال مدير المركز، م. مساعد الياسين، إن المعرض جزء من العديد من الفعاليات التي يقيمها المركز للاحتفال بيوم البيئة العالمي، وهو يعكس التزامنا المشترك بالاستدامة والابتكار، ويحتفل هذا المعرض بالماضي والحاضر والمستقبل لهذه المادة المذهلة.
وأعرب السفير الإسباني عن سعادته للتعاون مع المركز العلمي في إقامة هذا المعرض المشترك، قائلاً: يسرد معرض عصر الزجاج قصة براعة الإنسان وتقدمه العلمي والثقافي، وهو شهادة على قوة التعاون بين الشعوب.
وأضاف إن مزيج الثقافة والعلم ضروري لتعزيز الروابط بين الأمم والنهوض بالحضارة الإنسانية، وتُمكِّننا الثقافة والعلم من التعلم من بعضنا البعض، وتبادل المعرفة، والتعاون لتحقيق هدف مشترك، مستقبل أفضل للجميع.
وأشار الياسين إلى أن يوم البيئة العالمي 2024 يركز على تسريع استصلاح الأراضي، ومكافحة تدهورها، وتعزيز القدرة على مقاومة الجفاف.
وأضاف: يعكس هذا المعرض حقًا مهمتنا المتمثلة في الإلهام والتوعية، وإظهار الإمكانات المذهلة للزجاج في خلق مستقبل مستدام.
تضمّن المعرض المتنقل صورا من مقتنيات مجموعة دار الآثار الإسلامية - الكويت، حيث إن الزجاج الإسلامي يمتاز بنسيج تاريخي غني متشابك من تقاليد ثقافية وعلمية متنوعة، وقد ترك هذا التقليد الدائم، الممتد على مدى 1000 عام، بصمة لا تُمحى في المجالات الفنية والعلمية والطبية، إذ ابتكر العلماء المسلمون العديد من الأواني الزجاجية لاستخدامها في العلوم والطب والكيمياء، مثل العدسات والدوارق وأنابيب الاختبار وزجاجات الحجامة، حتى وصلت صناعة الزجاج الإسلامي إلى ذروتها في القرن الثامن، عندما دوَّن جابر بن حيان 46 وصفة لإنتاج الزجاج الملون في كتابه «الدرّة المكنونة»، مما يؤكد التقاطع المعقّد بين الفن والوظيفة في الزجاج الإسلامي.
ولا يُعد معرض «عصر الزجاج» احتفالاً بالمادة فحسب، بل هو أيضًا مسعى تعليمي، حيث يوفر فرصة فريدة للطلبة والباحثين والجمهور للتفاعل مع عجائب الزجاج، والمعرض مفتوح في المركز العلمي حتى 6 يوليو المقبل.
يُذكر أنه منذ تأسيسه عام 2000، يؤدي المركز العلمي بالكويت دورًا رئيسيًا في إشراك الجمهور وإلهام الأطفال لمتابعة اهتماماتهم في العلوم، من خلال المعارض التفاعلية، وورش العمل العملية، والبرامج التعليمية، ويسعى لجعل العلوم في متناول جميع الأعمار، حيث يعد بمنزلة بيئة ديناميكية تحفزّ الشغف، وتكشف الغموض عن المفاهيم العلمية المعقّدة من خلال العروض العملية والأنشطة الجذابة، ومن خلال سد الفجوة بين المعرفة النظرية وتطبيقات العالم الحقيقي، ويعمل المركز على تنمية حب العلم مدى الحياة، ويدفع إلى اكتساب فهم أعمق للعالم من حولنا.