إيران تتوعد إسرائيل بالانتقام لمقتل «سليماني 2»
«الجريدة•» تكشف أسماء مسؤولي الوحدتين 190 في «فيلق القدس» و4400 بـ «حزب الله»
بعد 3 أيام من ضربة جوية استهدفت مواقع بمحيط حلب ومثّلت مساساً بـ «خطوط حمراء» وضعها قادة الجمهورية الإسلامية، عقب جولة تصعيد غير مسبوقة مع الدولة العبرية، اشتملت على قصف وتدمير القنصلية الإيرانية بدمشق، وشن ضربات جوية وصاروخية مباشرة من إيران على إسرائيل منتصف أبريل الماضي، هدد قائد «الحرس الثوري» اللواء حسين سلامي الإسرائيليين بـ «دفع ثمن جريمة» قتل المستشار العسكري سعيد أبيار، الملقب بـ «قاسم سليماني 2» في سورية أمس.
وقال سلامي، خلال حفل تأبين أقيم بطهران للراحل الذي كان مسؤولاً عن التخطيط والعمليات العسكرية لـ «فيلق قدس» بسورية: «على المجرمين قتلة الأطفال الصهاينة أن يعلموا أنهم سيدفعون ثمن الدماء الطاهرة التي سالت في هذه الجريمة، وعليهم أن ينتظروا».
ووصف سلامي الراحل بأنه كان مستشاراً عسكرياً يعمل في ميادين الدفاع عن الثورة والنظام، وحماية أمن واستقرار إيران، ومساعدة المقاومة الفلسطينية على مواجهة المحتلين.
وفي وقت سابق، ذكر «المرصد السوري» أن القصف الإسرائيلي، الذي وقع فجر الاثنين في ريف حلب الشمالي، أودى بحياة 17 شخصاً، هم إيرانيان و3 من «حزب الله» اللبناني، و3 عراقيين، و9 سوريين.
لقاء وعمل
في موازاة ذلك، اعتبر قائد «فيلق القدس» المسؤول عن العمليات الخارجية بـ «الحرس الثوري» إسماعيل قآني أن «المقاومة في جميع أنحاء المنطقة لكل منها بنيتها المستقلة والمناسبة، واليوم جميع عناصر جبهتها تسير على طريق الحق بوجه الباطل»، مضيفاً أن «قوة المقاومة أصبحت الآن صاحبة القرار والتشخيص في المنطقة».
وجاءت تصريحات سلامي وقآني غداة لقاء جمع وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني مع قادة الفصائل الفلسطينية بالسفارة الإيرانية في دمشق، مثلما كان يفعل سلفه، لمناقشة آخر المستجدات الميدانية بحرب غزة، في ظل الضغوط الأميركية لدفع خريطة الطريق التي أعلنها الرئيس جو بايدن الجمعة الماضية، بهدف إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وإنهاء القتال بالقطاع المحاصر.
كما أكد كني عقب اجتماع مع الرئيس السوري، بشار الأسد، أن أحد الأهداف الرئيسية لأولى جولاته الإقليمية التي استهلها من بيروت، للقاء عدد من المسؤولين، بالإضافة إلى أمين «حزب الله» حسن نصرالله، هو «تضافر جهود فصائل المقاومة» بمواجهة إسرائيل.
اختراق وكشف
وفي وقت يسعى قادة طهران للعودة إلى صدارة المشهد الإقليمي بعد أسبوعين من فقدهم للرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان بحادث تحطم مروحية، كشف مصدر أمني رفيع في إسرائيل أن الدولة العبرية استهدفت في 29 الشهر الماضي شاحنات تحمل عتاداً متطوراً وأسلحة دقيقة كانت متجهة لـ «حزب الله» عند الحدود اللبنانية- السورية.
وأوضح المصدر أن الشاحنات مرت في مدن وقرى سورية، وتعمدت التنقل داخل المدن والقرى تحت ستار أنها شاحنات مدنية لكي لا يتم قصفها.
وأشار إلى أن «الوحدة 190» التابعة لـ«فيلق القدس» والتي تعمل بسورية تحت قيادة بهنام شهرياري نسقت مسار قافلة الأسلحة والذخيرة بالتعاون مع الوحدة «4400» التابعة للحزب اللبناني بقيادة محمد جعفر قصير المعروف بالحاج فادي، وقررت تحريكها نهارا وبين شوارع المدن والقرى بعد رصدها، لتجنب إسرائيل شن ضربات كبيرة بمثل تلك الظروف.
لكن الجيش الإسرائيلي كشف القافلة باختراق استخباراتي، وقرر ضربها فور خروجها من إحدى البلدات وقبل بلوغها بلدة أخرى، قرب الحدود اللبنانية، ودمر جميع محتوياتها الحساسة، زاعماً أن الدفاعات الجوية السورية، التي حاولت صد القصف الإسرائيلي، هي التي تسببت في مقتل طفلة وجرح عدد من الأشخاص.
ولفت إلى أن الوحدتين، الإيرانية واللبنانية، تعملان على استمرار تأمين نقل أسلحة متطورة وتقنيات إطلاق صواريخ دقيقة وصواريخ إيرانية متطورة أرض ـ جو، من إيران إلى الحزب عبر العراق ومروراً بالأراضي السورية، حيث يغض نظام دمشق الطرف عن تلك الشحنات رغم مطالبته لحلفائه بعدم تعريض المناطق المدنية لخطر القصف، وإبعادها عن مسار الإمدادات المهمة لرفد جبهة جنوب لبنان خصوصا مع تصاعد احتمالات انزلاقها إلى مواجهة شاملة.
وبيّن المسؤول أن إسرائيل قصفت شحنة مماثلة في أبريل من العام الماضي قرب بلدة سنسار السورية المتاخمة لحدود لبنان.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كثفت في الأيام الأخيرة استهدافها لشاحنات وحاويات تقول إنها تنقل أسلحة ومعدات تقنية وتكنولوجية من سورية إلى لبنان، وسط تصاعد في موجة القصف المتبادل مع «حزب الله» التي أطلقها بموازة «حرب غزة» منذ 8 أشهر.