استضافت الدوحة، أمس، اجتماعا لقيادات مصرية وقطرية وأميركية، بهدف دفع مسار التفاوض غير المباشر بين إسرائيل و«حماس» لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وإنهاء حرب غزة التي تقترب من إتمام شهرها الثامن.

ونقلت أوساط مطّلعة على مسار الوساطة أن الوفد الأمني المصري يكثّف اتصالاته لدفع المسار التفاوضي للوصول إلى هدنة بالقطاع الفلسطيني المحاصر.

Ad

وفي السياق نفسه، كشف موقع أكسيوس أن مدير المخابرات الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، وكبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت مكغورك، سيزوران المنطقة للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي طرحه الرئيس جو بايدن الجمعة الماضية.

وبالتزامن مع وصول الأمين العام لـ «الجهاد»، ثاني أكبر حركة فلسطينية مسلّحة بعد «حماس»، زياد النخالة، إلى القاهرة لبحث الأوضاع في غزة بدعوة من السلطات المصرية، كشفت تقارير عبرية أن مجلس الحرب برئاسة بنيامين نتنياهو سيطالب بضمانات أميركية تسمح لإسرائيل بمواصلة القتال ضد «حماس» في غزة «إذا خرقت الحركة الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن المختطفين».

وفي حين جدد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، تأكيد واشنطن أنها لا تزال تنتظر رد «حماس» بشأن خريطة الطريق التي طرح خطوطها العريضة بايدن، وأكد أنها إسرائيلية، شدد القيادي في الحركة الإسلامية، أسامة حمدان، على أنها لا يمكنها الموافقة على اتفاق لا يتضمّن موقفاً إسرائيلياً واضحا بشأن وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة.

انقسام فلسطيني

وفي جهد دبلوماسي موازٍ لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، بهدف إفساح المجال لمناقشة خطط اليوم التالي لنهاية حرب غزة، نقلت وكالة رويترز عن 5 مصادر في حركتَي فتح وحماس أن الانقسامات العميقة ستعوق إحراز تقدّم في محادثات المصالحة المقررة بين الحركتين خلال يونيو الجاري، لكنّ الاجتماعات تنبئ بأن من المرجح أن تحتفظ الحركة الإسلامية بنفوذ بعد وقف القتال مع إسرائيل.

ووفقاً لمسؤولين من الجانبين، من المقرر أن تعقد المحادثات بين «حماس» و«فتح»، التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالصين في منتصف الشهر الجاري.

وتأتي هذه المحادثات في أعقاب جولتين أجريتا أخيرا لبحث المصالحة، إحداهما في الصين والأخرى في روسيا.

ووفق «رويترز»، سيعقد الاجتماع المقبل وسط محاولات من جانب وسطاء دوليين للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، حيث تتمثل إحدى النقاط الشائكة الرئيسية في خطة «اليوم التالي» للحرب في: كيف سيتم حُكم القطاع؟

وذكر مصدر، وكذلك القيادي الكبير في «حماس»، باسم نعيم، أن الحركة تريد مع ذلك أن توافق «فتح»، التي تسيطر على المشهد السياسي الفلسطيني بالضفة الغربية المحتلة، على تشكيل حكومة خبراء (تكنوقراط) جديدة للضفة الغربية وغزة، في إطار اتفاق سياسي أوسع، وهو ما قد يشكّل نقطة شائكة ترفضها القوى الغربية الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي تصنف الحركة الإسلامية على أنها منظمة إرهابية.

عمليات واستفزاز

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية عسكرية شرق البريج وشرق دير البلح في وسط القطاع الفلسطيني، فيما يواصل توسيع توغله في مدينة رفح المتاخمة لسيناء المصرية جنوب القطاع.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن «الفرقة 98 بدأت حملة عسكرية في منطقة شرق البريج وشرق دير البلح، بالتزامن مع مواصلة أنشطة الفرقتين 162 و99 في جنوب ووسط القطاع، بناء على معلومات استخبارتية».

على الصعيد الإنساني، حذّرت مجموعة مستقلة من الخبراء، من أنه يحتمل أن تكون المجاعة قد بدأت بالفعل في شمال غزة، لكنّ الحرب والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية أعاقت جمع البيانات لإثبات ذلك.

ووسط تحذيرات من موجة صدامات واسعة بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال بالضفة الغربية المحتلة، اقتحم مئات المستوطنين اليهود باحات المسجد الأقصى، قبيل بدء مسيرة الأعلام الإسرائيلية في الذكرى السابعة والخمسين لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس.

وحوّلت قوات الاحتلال المدينة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، بالتزامن مع تنظيم منظمات الهيكل مسيرة تهويدية انطلقت من باب الخليل، مروراً بالمناطق العربية في حارة الشرف وحتى حائط البراق ـ الحائط الغربي لـ «الأقصى».