رحم الله حسن الإمام ونيازي مصطفى
وسمحت الحكومة المبجلة، ممثلة في وزارة الطاعة والنهي والعادات والتقاليد والحلال والحرام، لبنكي الوطني والخليج بتنظيم سباق الماراثون السنوي، وتم توجيه آيات الشكر والعرفان من ليبرالي آخر موضة لهذه المنة والكرم الحاتمي لوزارة الداخلية، بتفضلها بمنح صك السماح لناس يريدون أن يمارسوا ببساطة رياضة المشي بعمل جماعي مشترك، وهكذا انتهت حكاية الماراثون ومعها كل حكايات التضييق ومصادرة حريات الناس الخاصة وحقوقهم بكل صورها... فيلم عربي قديم من إخراج حسن الإمام ونيازي مصطفى يختم بزواج عنتر وعبلة، والبطل والبطلة، ثم النهايات السعيدة التي استغرقت خيال الإنسان العربي الغارق في عالم الوهم وأحلام ألف ليلة وليلة.
«بس... نقطة ونقاط» وختمت القصة الكويتية بهذه الكوميديا السوداء، ولا كأن هناك قوى رجعية مغرقة في محافظتها وهواجسها، وكل أوهامها عن تغريب الإنسان الكويتي بأشكال «المودرن»، وتقليد الغرب الكافر والمرأة المثيرة للشهوات، استطاعت تلك الجماعات بعون وتخاذل ولا مبالاة السلطة، حين تحالفت معها، خلق شرعية موازية للشرعية الدستورية، لتبتلع الأخيرة في أي لحظة تقرر السلطة ذلك... في مقابل كل ذلك كان هناك صمت وعدم اكتراث من ليبرالية نفطية مشوهة اختزلت معركة الحداثة والتغيير بالزعيق الكلامي وتسطيح الحرية الإنسانية بصور من شاكلة لماذا منعتم الماراثون؟ ولماذا منعتم أشجار الكريسماس في المولات...؟!
أما حكايات حقوق الإنسان التي لا يمكن تجزئتها، كقضايا سحب الجنسية وإلغائها أو تفويض القضاء بها، فليست هي من هموم أحد من هذه الليبرالية، وأيضاً قضايا تراجع الدولة على كل صعيد في الاقتصاد والتعليم والعجز والواسطة وعشوائية انتقاء أشخاص الإدارة العامة عبر إرادات منفردة متسلطة، فليست هي كذلك من شأن أحد، فهم أبخص بكل شيء...
ماذا بعد...؟! لا شيء، انتهت الحكاية، افرحوا وزغرطوا... وانتظروا الفيلم القادم والمعارك الدون كيشوتية والنهايات السعيدة... ورحم الله المخرجين حسن الإمام ونيازي مصطفى...