الاحتلال ينهي الاستعداد لاجتياح لبنان وطهران تتوعده بهزيمة كبرى
غانتس يطالب الجيش بالتأهب لأصعب أيام... و«حزب الله» يقتل جندياً بقصف على حرفيش
مع ارتفاع سخونة الضربات المتبادلة على الشريط الفاصل بين لبنان والدولة العبرية وتوسع رقعتها وانزلاقها إلى أساليب استهداف ونوعية أسلحة أكثر خطورة، خلال الأيام القليلة الماضية، أعلن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، أمس، أن قواته أنهت خلال هذا الأسبوع استعداداتها لـ «هجوم بالشمال» في إشارة إلى لبنان.
وأكد استعداد قواته وجاهزيتها «عندما نتلقى الأمر، سيلتقي العدو مع جيش قوي ومستعد».
وأضاف مخاطباً سكان شمال إسرائيل، خلال مراسم في الذكرى السنوي الـ 18 لحرب لبنان الثانية، أن «مهمتنا واضحة، وهي تغيير الواقع الأمني، كي نتمكن من إعادتكم إلى بيوتكم بأسرع ما يمكن، بأمن وبشعور بالأمن».
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أرجأ تقليل وجود قوات الاحتياطي بالمناطق الشمالية إلى حين وضع تقييم أمني شامل للجبهة مع «حزب الله»، حذر عضو مجلس الحرب الوزير بيني غانتس، من الأصعب.
ودعا غانتس رؤساء السلطات المحلية في شمال بلاده إلى الاستعداد لأيام «أكثر صعوبة وقتال قد يؤدي إلى حرب».
وتابع: «أعتقد أن الحكومة اللبنانية وحزب الله أيضا لا يريدان اندلاع حرب واسعة النطاق، لكن من الضروري الضغط عليه في هذا الوقت، قبل أن يذهب الجميع إلى حرب أوسع»، في إشارة إلى «حزب الله».
وبمواجهة الإشارات الإسرائيلية للاستعداد لاجتياح جنوب لبنان، حذرت البعثة الدبلوماسية لإيران لدى الأمم المتحدة الدولة العبرية من هزيمة أكبر أمام «حزب الله» المدعوم من طهران عسكريا ومالياً.
وأكدت البعثة الإيرانية أن المسؤولين الإيرانيين لا يعطون أي مصداقية لتهديدات الإسرائيليين بشن هجوم بري في جنوب لبنان، وأكدوا أن أي عملية من هذا النوع لن تؤدي إلا إلى نكسة كبيرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ورغم المخاوف من لجوء نتنياهو لشن الهجوم بهدف «الحفاظ على قبضته على السلطة» بالائتلاف اليميني المتشدد الذي يقوده، ذكرت البعثة الإيرانية لمجلة نيوزويك أن حكام إسرائيل وحلفاءها يدركون أنهم بعد الفشل ضد «حماس» سيواجهون هزيمة أقوى أمام «حزب الله» الذي يتباهى بقوة عسكرية متفوقة بشكل كبير ولافت مقارنة بالحركة الفلسطينية.
وجاء ذلك في وقت تواصل تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف عدة بلدات في جنوب لبنان، كما استهدفت مواقع بقصف نفذته الطائرات الحربية، في حين استهدف الحزب بلدات ومواقع وقوات إسرائيلية في المنطقة الحدودية والجليل الأعلى والغربي.
وأسفرت سلسلة غارات جوية إسرائيلية عن إصابة 4 أشخاص بجراح متفاوتة في معمل لإنتاج مواد تنظيف في بلدة وادي جيلو، بينما أوقعت غارة أخرى استهدفت بيت ياحون 7 جرحى، كما شملت الغارات أطراف بلدة عدشيت.
ونعى الحزب اللبناني مقاتلا «ارتقى شهيدا على طريق القدس» بعد ضربة بطائرة مسيّرة استهدفته خلال تنقله بدراجة نارية في بلدة عيترون.
ورد «حزب الله» بقصف مقرّ قيادة في ثكنة برانيت وتموضعات للجنود في محيطها بصواريخ «فلق 1» بعد ساعات من إقرار الجيش الإسرائيلي بمقتل جندي وإصابة 9 بينهم إصابة حرجة في ضربة صاروخية على حرفيش أمس الأول.
وبذلك ارتفعت حصيلة القتلى من الإسرائيليين على الحدود الشمالية منذ بداية الحرب إلى 25 قتيلا أغلبهم من الجنود، 5 منهم قُتلوا خلال شهر مايو الماضي.