نظم الشاعر العراقي صفي الدين الحلي (1277- 1349م) قصيدة بعنوان «سلي الرماح العوالي عن معالينا» تعد من أجمل ما قيل في المديح في زمانه، الأمر الذي دفعني لاستئذان هذا الشاعر العبقري في السماح لي، وأنا الشويعر، بالتصرف في بعض أبيات قصيدته، واستبدال بعض كلماتها وتغيير بحرها إلى بحر آخر هنا وبحر ثالث هناك لكي تتوافق القصيدة ووضعنا الكويتي، وتناسب التحولات التي تجري على قدم وساق في بلدي للحاق بركب التنمية، بقرارات سامية وغير مسبوقة صادرة عن سمو الأمير مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، وحفظ كويتنا من كل سوء، وحمى الكويتيين من كل شر، وأمن هويتنا من أي تشويه:

سَلي السواري العَوالي عَن مَعالينا

Ad

وَاِستَشهِدي يا «كويت» هَل خابَ الرَجا فينا

سَعَى الأمير فَما رَقَّت عَزائِمُه

وَلا خابَت مساعيه ولا مَساعينا

فَيا لَها حملَةً في «الكوت»ِ سائِرَةً

قَد أَصبَحَت في فَمِ الأَيّامِ تَلقينا

فتيان كويت إِن أَصغَوا مَسامِعَهُم

لِدعوة «الوالد» هبوا مجيبينا

قَومٌ إِذا اِستُخصِموا كانوا جبابرةً

وَإِن حُكِّموا كانوا لمريم إخوانا

إِذا اِدَّعَوا جاءَ الخليج يساندنا

وَإِن دَعَوا قالَتِ الأَيّامُ آمينا

زَرازير التزوير لَمّا قامَ قائِمُها

تَوَهَّمَت أَنَّها صارَت شَواهينا

ظَنَّت تَأَنّي الحكم والشعب عَن جَزَعٍ

وَما دَرَت أَنَهُ قَد كانَ تَهوينا

ذَلّوا بِأَسيافِنا طولَ الزَمانِ فَمُذ

تَحَكَّموا أَظهَروا أَحقادَهُم فينا

لَم يُغنِهِم مالُنا عَن نَهبِ أَنفُسِنا

كَأَنَّهُم في أَمانٍ مِن تَقاضينا

أَخلوا المَساجِدَ مِن أَشياخِنا وَبَغَوا

حَتّى حَمَلنا فَأَخلَينا الدَواوينا

ما أتعبتنا تزاوير وتدليس صالوا بها

ولكن تعمدوا تشويهاً في مرايانا

وَقَد نَغُضُّ وَنُغضي عَن جرائمهِم

وَلَم يَكُن عَجَزاً عَنهُم تَغاضينا

كَم مِن عَدُوٍّ لَنا أَمسى بِسَطوَتِهِ

يُبدي الخُضوعَ لَنا خَتلاً وَتَسكينا

كَالصِلِّ يُظهِرُ ليناً عِندَ مَلمَسِهِ

حَتّى يُصادِفَ في الأَعضاءِ تَمكينا

يَطوي لَنا الغَدرَ في نُصحٍ يُشيرُ بِهِ

وَيَمزُجُ السُمَّ في شَهدٍ وَيَسقينا

لَكِن تَرَكناهُم إِذ بِتنا عَلى ثِقَةٍ

أنَّ الأَميرَ المشعل يُكافيهم فَيَكفينا

أتى بالخالد عوناً وللعهد عضيداً

فمن له غير الصباح أمينا

إذا انثنوا وَقَد ظَلَت صَوارِمُهم

تَميلُ عُجباً وَيَهتَزُّ سيفهم لينا

بنو جلدتنا أَخلاقُهم شَرَف

لَن نَبتَدي بِالأَذى مَن لَيسَ يُؤذينا

إِذا جَرَينا إِلى سَبقِ العُلى طلقاً

إِن لَم نسابق كُنّا «المبادرينا»

«عطينا» بَلا مَنِّ ولا كانَ عَن غَلَطٍ

مِنا وَلا أَجرُهُ قَد كانَ مَمنونا

بيضٌ صَنائِعُنا سودٌ وَقائِعُنا

خُضرٌ مَرابِعُنا حُمرٌ مَواضينا