أفادت أوساط سودانية وتقارير بأن 200 شخص قتلوا في هجوم اتهم الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان (حميدتي) بارتكابه في ولاية الجزيرة اليوم.
وأثار الهجوم موجة تنديد واستنكار واسعة من أطراف سودانية مختلفة. وأوضحت التقارير نقلا عن ناشطين في المنطقة، أن قوات الدعم السريع استهدفت قرية ود النورة بالأسلحة الثقيلة في هجوم استمر ساعات أمس، مما أسفر عن سقوط القتلى الذين يرجح أن يرتفع عددهم نظرا إلى وجود العديد من الإصابات الخطيرة.
واتهم النشطاء «قوات الدعم» بتنفيذ إعدامات ميدانية ونهب ممتلكات سكان القرية، في ظل انقطاع شبكات الاتصالات عن المنطقة.
وقالت «لجان المقاومة» السودانية، إنها في انتظار العدد النهائي لإحصاء القتلى والمصابين وهوياتهم، معتبرة أن «ما مورس بحق أهالي القرية هو إبادة جماعية ومجزرة وجريمة مكتملة الأركان ارتكبتها قوات الدعم السريع».
وأكدت لجان المقاومة أن قوات الدعم السريع تسببت في موجة نزوح للنساء والأطفال إلى مدينة المناقل.
وأظهرت مقاطع انتشرت على مواقع التواصل تشييع سكان القرية قتلى الهجوم ودفنهم في ميدان عام.
واستنكر مجلس السيادة الانتقالي، الذي يرأسه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، الهجوم ووصفه بأنه «جريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية». ودعا في بيان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى «إدانة واستنكار هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها».
وندد حاكم ولاية الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير بـ «الانتهاكات الوحشية التي تتنافى مع أعراف الحروب والتي ارتكبتها» قوات حميدتي.
من جهتها، بررت «الدعم السريع» هجومها دون الإقرار بوقوع ضحايا بين المدنيين، وقالت إنها تعاملت مع حشود للجيش ومجموعات مسلحة متحالفة معه كانت تستعد للهجوم من 3 معسكرات في منطقة ود النورة.
لكن الناطق باسم الجيش العميد الركن نبيل عبدالله، نفى وجود معسكرات للقوات المسلحة في المنطقة.
وقال عبدالله إن «جميع القرى التي تعرضت لها الدعم السريع بولاية الجزيرة لا تضم قواعد عسكرية للجيش، وبالتالي لا تمثل أهدافا عسكرية»، مؤكدا أن تصرفات ما وصفها بالميليشيات «لن تمر من دون عقاب».
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت منذ منتصف أبريل الماضي بعيد اندلاع الاشتباكات مع الجيش، على معظم مناطق العاصمة الخرطوم ومناطق غرب السودان.
في حين تسعى حالياً إلى التقدم نحو وسط البلاد، على وقع تحذيرات وكالات الأمم المتحدة من تعرّض السودانيين «لخطر مجاعة وشيك».