زبدة الهرج: نفط الخليج للعرب

نشر في 07-06-2024
آخر تحديث 06-06-2024 | 18:32
 حمد الهزاع

يحدثني أحد أصدقائي فيقول: كنت أتمشى مع زوجتي في أحد شوارع البوسفور الساحلية في إسطنبول، وكنت أتحدث معها عن ذكريات زواجنا الأولى، وعلاقة الحب التي تربطنا، ولأن مشاعرنا العاطفية ككويتيين لا تظهر إلا أثناء السفر فاضت قريحتي وصرت أتغزل بها بأبيات شعر مكسورة، كل شطر لا علاقة له بالشعر لا من قريب ولا من بعيد، ولا حتى صدر البيت متجانس مع العجز، ولا زوجتي فاهمة القصيدة، حتى وصلت لأهم شطر قلته في قصيدتي العصماء، بأن ذكرت اسمها في أحد الأبيات، كيف وشلون ما أدري، فكادت زوجتي تحضنني فرحاً لولا أنها تداركت الوضع والمكان الذي نحن فيه، وكبحت جماح مشاعرها والابتسامة تعلو محيانا.

كنا مبسوطين آخر انبساط، وفجأة أوقفني شخص عربي الجنسية واضح من لهجته أنه من بلاد الشام، فسألني: هل أنت خليجي؟ قلت له: نعم، قال: الله ينتقم منكم، أنتم السبب في اللي حصل بسورية، وما يحصل في غزة، وبدأ يسب دول الخليج العربي، وحاولت أن أوضح له أني مواطن غلبان ولا أملك من الأمر شيئاً، إلا أن راسه وألف جزمة قديمة لم يقتنع، فبادلته الإساءة بالإساءة، وبدأت أسب العرب وهو يسب الخليجيين، وانتهى الحوار بيننا كاجتماعات الجامعة العربية دون أن نصل إلى نتيجة تذكر، سوى أنه عكر علينا الجو الرومانسي، وحاولت زوجتي أن تهدئ الأمر وتلطف الجو، فقالت لي أكمل القصيدة.

ما حدث مع صديقي، بالتأكيد حدث مع كثير من الخليجيين الذين يسافرون إلى بلدان عدة، فيتعرضون لمضايقات وتحرشات من أشخاص حاقدين يستمدون معلوماتهم من قنوات مأجورة، تبث سمومها على دول الخليج العربي، وتلصق بها التهم جزافاً، وعلى الرغم من أن دول الخليج تولي اهتماماً كبيراً بالقضايا العربية، وهي داعم رئيس لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ولم تتأخر في إرسال المساعدات لإخوانها العرب، ما زال السذج يرددون أن نفط الخليج للعرب.

الشعوب الخليجية محسودة على نعمة النفط، ونعمة ولاة الأمر الحكماء الرحماء المتواضعين الذين يهتمون بتوفير سبل الراحة لشعوبهم.

ثم أما بعد:

أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لسمو الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح على نيله ثقة سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، بتعيينه ولياً للعهد، وأسال الله أن يعينه على حمل الأمانة.

back to top