أزمة جيل قادم

نشر في 07-06-2024
آخر تحديث 06-06-2024 | 18:34
 محمد أحمد العريفان

يتطور العالم يوماً بعد يوم بسرعة الصوت، وعلى الرغم من تغير وزراء التربية بشكل مستمر فإن القضية التعليمية بكل تفرعاتها لا تزال شائكة بلا حل، نعاني جموداً في المناهج الدراسية من حيث الموضوع، ومن طرق التقييم وطرق التدريس.

يشهد العالم ثورة تكنولوجية ببروز الذكاء الصناعي مؤخراً، ولم تتناول مناهجنا الدراسية هذا التطور، بل آثرت البقاء على منهج مادة الحاسب الآلي الذي يقتصر على تعليم أساسيات استخدام برامج مايكروسوفت التي يدرك استخدامها طفل في الصف الأول، وكيف تبرمج قطة في برنامج سكراش، وما إلى ذلك من التعليم المتخلف.

كذلك على الرغم من مرور العالم بأزمة صحية خطيرة في 2020، لم يخطر على بال الوزارة إضافة منهج دراسي مختص بتعليم كيفية إدارة الأزمات والمخاطر! بل حتى يومنا هذا لا يوجد منهج نقدي مختص في العلوم الاجتماعية، يعلم النشء في أي مجتمع نعيش، ويشرح التغيير الاجتماعي وتقبله، ويعزز روح المحبة رغم أن الاختلاف هو الدعامة الأساسية لمجتمعنا الكويتي، ويغيب عن الكتب الدراسية تثقيف النشء في الصحة النفسية والعقلية!

أمر آخر وهو توحيد طريقة التقييم في الاختبارات الورقية، فيتخرج الطالب لا يفهم أساسيات كتابة بحث وصفي لا نقدي حتى، ولا حل اختبار كتاب مفتوح، ولا يبدي رأيا، ولا يعالج مشكلة، بل يكتفي بتسميع أبيات شعرية في اختبار اللغة العربية، وحل معادلات بتقنيات ملقنة من مدرّس خصوصي، وحفظ جدول العناصر الكيميائية، فيظن أن درجة الاختبار تعكس قوة عقله الذي أهملته المناهج والسياسات التعليمية في أهم وقت لتطويره!

على وزير التربية دراسة الوضع التعليمي الحالي مع لجنة مختصة، تبحث في المجالات ذات الأولوية التدريسية، وتنقل تجارب التدريس والتقييم من أعرق الدول تقدماً وازدهاراً في التعليم، لتنتشل أجيالاً قادمة من إهمال وتقاعس وزراء سابقين، فيُصرف كل دينار من ميزانية وزارة التربية على وجه حق، ويعود على الكويت بنتائج إيجابية.

back to top