مع رغبة قوية في إظهار الوحدة الغربية في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، توافد على باريس زعماء أميركا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكذلك أوكرانيا، لمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إحياء الذكرى الثمانين لعملية إنزال النورماندي التي نفذها الحلفاء في 6 يونيو 1944.
وخيمت الحرب في أوكرانيا على احتفالات زعماء الغرب بالذكرى 80 لإنزال النورماندي، الذي أدى إلى تحرير فرنسا وهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لن يتخلى عن أوكرانيا، محذراً من أن الديموقراطية «في خطر أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية»، داعيا إلى «الحفاظ عليها والدفاع عنها والنضال من أجلها».
وفي تمايز تام عن منافسه في الانتخابات الرئاسية الأميركية المرشح الجمهوري دونالد ترامب، أكد بايدن في كلمة خلال الاحتفال بذكرى النصر أهمية حلف شمال الأطلسي، موضحا أن «الانعزال لم يكن حلاً قبل 80 عاماً، ولن يكون الحل اليوم»، ودعا إلى عدم «الاستسلام للدكتاتوريين»، مشددا على أن الولايات المتحدة «لن تتخلى» عن أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية التي غزتها قبل أكثر من عامين.
وقال في هذا الصدد: «لن نتخلى عنها، لأنه إذا فعلنا فسيتم إخضاع أوكرانيا، ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد. الدول المجاورة لأوكرانيا ستكون مهددة، وكل أوروبا ستكون مهددة»، واصفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «طاغية يميل للهيمنة».
تعلم الدرس
وفيما أشاد بايدن بـ «مئات الآلاف من الأميركيين السود والنساء الذين خدموا في الجيش رغم القيود»، حيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة مماثلة «عظمة شعب مستعد للموت على أرض ليست له»، مضيفا أنه «هذه المقابر البيضاء المتواضعة هي واحدة من أكثر الأماكن إثارة في فرنسا».
وقال ماكرون، أمام المقبرة الأميركية، «نشعر بأن التاريخ يهتز ببطولة الموتى والأحياء». وقلد الرئيسان أعلى ميدالية شرف في فرنسا للمحاربين القدامى الناجين.
من جهته، دعا العاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث إلى «تعلم الدرس» من الحرب، و«كل ما حدث منذ ذلك الحين»، مشيرا إلى «الحروب التي تهز عالمنا، في أوكرانيا وكذلك في الشرق الأوسط»، وشدد على أنه «يجب على الدول الحرة أن تقف معا ضد الاستبداد».
وتحيي فرنسا، بمشاركة 25 رئيس دولة وحكومة، وعلى مدى ثلاثة أيام، ذكرى إنزال الحلفاء على شواطئ النورماندي، قبل 80 عاما، والذي شكل نقطة تحول في مسار الحرب العالمية الثانية، حيث فتحت عمليات الإنزال، التي نظمها الأميركيون والبريطانيون والكنديون، في أقصى درجات السرية، الطريق أمام تحرير فرنسا وهزيمة ألمانيا النازية.
غير أن كل الأنظار تتجه بعد مرور 80 عاما نحو أوكرانيا، التي تشهد منذ فبراير 2022 هجوما روسيا داميا لا تزال نتائجه بعيدة، بينما أعلنت باريس أنه نتيجة هذه «الحرب العدوانية»، تم استبعاد روسيا رسميا من الاحتفالات، وهي إحدى الدول الكبرى المنتصرة على النازية، والتي أصبحت الآن منبوذة على الساحة الدولية الغربية.