مع تلقي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دفعة قضائية بمواجهة سيل القضايا الجنائية المقامة ضده، تتخوف دول الاتحاد الأوروبي من عودته إلى البيت الأبيض، ليس فقط على الجبهة الاقتصادية، لكن خصوصا على المستوى الأمني، إذ أثارت انتقاداته لحلف شمال الأطلسي مخاوف من «فك الارتباط العسكري».

وحقق ترامب فوزاً قضائياً في ولاية جورجيا، حيث تم تعليق الإجراءات الجنائية ضده بسبب شبهات تزوير نتائج انتخابات 2020، ما يؤجل المحاكمة في هذه القضية إلى العام المقبل.

Ad

وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أنه باستثناء المجر، التي التقى رئيس وزرائها فيكتور أوربان في مارس الماضي «صديقه العزيز» ترامب، في معقله بفلوريدا، ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي تحتفظ بعلاقات ودية مع المرشح الجمهوري، لا يوجد زعيم أوروبي سعيد بفكرة عودته إلى البيت الأبيض، لاسيما أن ولايته الأولى تركت ذكريات سيئة لدول الاتحاد الـ27.

ولا يتوقع أحد أن يكون دونالد ترامب، إذا فاز في 5 نوفمبر المقبل، منفتحاً على تسوية الخلافات التجارية مع الأوروبيين، خاصة أن العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي لا يزال مرتفعا، بينما توقع دبلوماسي أوروبي أن «يكون ترامب أكثر وحشية مما كان عليه بايدن»، حيث تعهد المرشح الجمهوري بزيادة الرسوم الجمركية على كل السلع المستوردة بنسبة 10%، بما في ذلك من أوروبا.

كما يخطط ترامب لفرض ضرائب أعلى على القادمين من الصين بنسبة 60%، مما يشكل تهديداً آخر للاتحاد الأوروبي، وهو رؤية المصنعين الصينيين يعيدون توجيه صادراتهم نحو القارة العجوز.

في هذا السياق، قال إلفير فابري، الباحث في معهد جاك ديلور، إن الاتحاد الأوروبي يتجنب الاصطدام مع الولايات المتحدة، «التي نعتمد عليها في أمننا ودعم أوكرانيا»، مشيراً إلى أن ثلثي الأسلحة التي اشتراها الأوروبيون على مدى عامين لمساعدة كييف تأتي من الولايات المتحدة.

وحذر دبلوماسي أوروبي، رفض الكشف عن هويته، من أن «تحدث كارثة بمجرد تنصيب ترامب، إذ سيرسل رسالة إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ 23 الأعضاء أيضاً في الناتو، مفادها: أنا غير مقتنع بالمادة 5 التي تنص على المساعدة المتبادلة بين الحلفاء، لكنني على استعداد لضمان أمنكم، إذا اتفقنا على الشروط. وعلى الفور، ستهرع عشر دول منها إلى واشنطن».