لست من هواة ادعاء الحكمة والرزانة وإلقاء المواعظ والرؤى العميقة، لكني أيضاً لست من محبي اللون الرمادي لانتزاع رضا بقية الألوان، والأمر لا يعدو عن كونه أماني وتوصيات من مواطن بسيط جداً يعنيه مستقبل هذا الوطن لا أكثر ولا أقل كحال بقية المواطنين، قد يكون من الهين ذكرها اليوم وإيصالها دون إثارة حساسيات وانزعاجات قبل أن تكون غداً المهمة بالتأكيد أكثر صعوبة ومشقة.
من أين أبدأ؟!
سيدي، الحكم سيف ومنسف، لا تعول على هذه المقولة كثيراً فقد انتهى زمنها منذ مئة عام على الأقل، الحكم اليوم علم وإدارة ومبادرة.
سيدي، الوصول للقمة ليس غاية بحد ذاته إلا إن كان بقصد تحقيق مجد شخصي، وهذا ما لا يعني عموم الناس ومصالحهم، التواضع والتواصل والتباسط كلها أمور قد تساعد على استمالة القلوب ونيل الاستحسان وتفويت الصغائر لكنها لا تؤدي إلى مكان على أرض الواقع والمستقبل.
سيدي، احرص على إبعاد المقربين منك عن نقاط الاشتباك والاصطدام مع الناس ولا تكتفِ بأضعف الأيمان، واحذر ممن يتحدثون باسمك ويستغلون قربهم منك لتحقيق مصالحهم الخاصة جداً، فسمعتك من سمعة من حولك، والناس تراهم ولا تراك، والاستفادة لهم وضررهم عليك وحدك، فمن ضرورات المرحلة - وكل مرحلة - الحزم مع من يعتقدون أنهم فوق القوانين وحقوق الآخرين، والبقاء على مسافة واحدة من الجميع.
سيدي، الاستعانة بالمستشارين وأصحاب الرأي المتجرد ممن لا يجاملون ويهونون الأزمات أو يقللون من قدر الخصوم والمخالفين، لا أصحاب المصالح وحب الظهور وحملة البشوت والأختام، هي واجب وضرورة الآن قبل الغد، فلا يوجد إنسان مهما علا شأنه يفكر ويفهم ويتكلم وينظر في كل شيء.
سيدي، لا تعتمد كثيراً على لغة الإشارات والرسائل المبطنة، فكما أن الخط المستقيم هو أقرب الطرق بين النقطتين فإن طاولة الاجتماعات والكلمات المباشرة الصريحة هي أقرب الطرق للفهم المتبادل ووضع الأمور في نصابها وإكمال المسيرة بأسرع وقت وأقل التكاليف لتحقيق أفضل المكاسب والإنجازات.
سيدي، في الختام وقبل البداية لا يسعني إلا أن أردد ما قاله الشيخ الشعراوي: «إذا كنت قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله على أن تتحملنا».