هولندا تعوِّل على خبرة دفاعها وحنكة كومان في «يورو 2024»
يراهن مدرب هولندا رونالد كومان على تعافي فرنكي دي يونغ، على أمل أن يتمكن صانع ألعاب برشلونة من إلهام فريق موهوب لتكرار إنجاز منتخب بطولة عام 1988، الذي ضم في صفوفه الثلاثي الشهير ماركو فان باستن، ورود خوليت، وفرانك ريكارد، إضافة إلى كومان نفسه.
ورغم أنه ليس من بين المرشحين الأبرز في كأس أوروبا لكرة القدم المقررة في ألمانيا، فإن «البرتقالي» قد يكون «الحصان الأسود» في البطولة، مع دفاع يتمتع بالخبرة وخط وسط مليء بالمواهب في صفوف أفضل الأندية الأوروبية.
لكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة إلى كومان هو تعافي دي يونغ، الذي عانى إصابات في الكاحل هذا الموسم في برشلونة. ويأمل أن يكون جاهزاً للمشاركة في المباراة الافتتاحية لفريقه بالمجموعة الرابعة ضد بولندا في 16 يونيو بهامبورغ.
وضم كومان اللاعب (27 عاماً) إلى تشكيلته، رغم عدم تعافيه من إصابته الثالثة في الكاحل هذا الموسم، مشيراً إلى أنه مستعد للقيام بهذا الاستثناء، نظراً لأهمية وجود دي يونغ في خططه «لدينا مسار في الأذهان، لكن الأمر سيعتمد على كيفية صمود الكاحل، وما إذا سيكون بكامل جاهزيته في الوقت المناسب»، مشيراً إلى أنه «لا توجد مهلة نهائية لذلك».
ويريد كومان أن يكون نجم خط الوسط جاهزاً منذ البداية، لأن منتخبه يلعب في مجموعة صعبة، حيث سيواجه فرنسا القوية والنمسا المرشحة لأن تكون بدورها حصاناً قوياً في البطولة، بعد المباراة الافتتاحية مع بولندا.
وسيلعب إلى جانب دي يونغ، يردي شاوتن، الذي تألق بشكل لافت خلال الموسم الفائت في صفوف أيندهوفن في الدوري المحلي، وخلال مشوار فريقه، الذي بلغ الأدوار الإقصائية بدوري أبطال أوروبا.
دفاع خبير
يستطيع كومان الاعتماد على خط دفاع قوي، بقيادة الخبيرين فيرجيل فان دايك ونايثن أكيه من ليفربول ومانشستر سيتي الإنكليزيين توالياً، ويُكمل هذا الخط أيضاً المخضرم دالي بليند من جيرونا، أحد مفاجآت الدوري الإسباني، وماتيس دي ليخت من بايرن ميونيخ الألماني.
ونظراً للمنافسة في هذا الخط، لم يستدع كومان ظهير أيسر بوروسيا دورتموند الألماني إيان ماتسن، رغم تألقه ومساهمته في بلوغ فريقه نهائي دوري أبطال أوروبا.
وفي الهجوم، من المتوقع أن يشرك كومان مهاجم مانشستر يونايتد السابق فاوت فيخهورست كرأس حربة صريح، وكودي خاكبو من ليفربول كمهاجم ثانٍ.
ومن المفترض أن يخوض دونيل مالين جناح بوروسيا دورتموند غمار البطولة بثقة عالية، وقد يلعب الجناح الآخر ستيفن بيرخفين دوراً أيضاً رغم معاناته من موسم سيئ مع أياكس.
تأهل «البرتقالي» بحلوله في المركز الثاني بمجموعته خلف فرنسا، ويأمل كومان تعويض هزيمتيه في التصفيات أمام الأخير (4 - 0 و2 - 1) عندما يلتقيان يوم 21 يونيو في لايبزيغ.
تكهنات وتساؤلات
واستعدت هولندا للبطولة القارية بفوزها على اسكتلندا 4 - 0 في مارس الماضي، لكن الخسارة الودية 1 - 2 أمام ألمانيا بعدها بأربعة أيام أثارت تساؤلات حول قدرتها على المنافسة مع أفضل منتخبات القارة. في آخر مبارياتها الإعدادية الخميس، تغلبت بسهولة على كندا 4 - 0.
الأمر المؤكد أن الفريق سيحظى بتشجيع جيش من المشجعين الذين سيرتدون الملابس البرتقالية كعادتهم على أمل محو الذكريات المؤلمة عن آخر مباراة للفريق في بطولة كبرى، وتحديداً مباراة الدور ربع النهائي في كأس العالم 2022 مع الأرجنتين. خرج الفريق بركلات الترجيح في لقاء أصبح يُعرف باسم معركة لوسيل، بعد أن أشهر الحكم 16 بطاقة صفراء، كما تلقى الظهير الهولندي دنزل دامفريس البطاقة الحمراء أيضاً لحصوله على الإنذار الثاني.
وانتزع المنتخب البرتقالي هدف التعادل 2 - 2 في الدقيقة الأخيرة، لكنه خسر بركلات الترجيح، وشابت نهاية المباراة مناوشات عنيفة، وتحديداً بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والمدرب الهولندي لويس فان خال.
ولم يكن التاريخ الحديث جيداً مع هولندا في البطولة القارية، فقد تعرضت لخسارة مفاجئة أمام التشيك في ثُمن نهائي نسخة 2021، وكانت قد فشلت في التأهل لنسخة عام 2016 وخرجت من دور المجموعات عام 2012.
لعب كومان دوراً رئيساً كلاعب في ذروة المجد القاري لمنتخب بلاده، عندما تغلب على الاتحاد السوفياتي 2 - 0 في نهائي 1988 برفقة فان باستن وريكارد وخوليت.