مطربو البحرين سلطنوا في «ليل المنامة» بمركز جابر الثقافي

على خشبة المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، رسم الحفل الغنائي «ليل المنامة» الفرحة والابتسامة على الوجوه، مستحضراً إرثاً فنياً عريقاً من تاريخ الأغنية في مملكة البحرين، لتعيش هذه الليلة في ذاكرة الجمهور، بحضور شخصيات فنية وإعلامية وعامة بارزة.

وقد نظمت الحفل شركة كودا للإنتاج الفني والمسرحي، بجهود ومتابعة ملموسة من الرئيس التنفيذي د. أيوب خضر، وفريقه الفني.

وعلى مدى ساعتين، أطرب نجوم الغناء البحريني الحضور الغفير بباقة من الأغاني المختلفة، من خلال وصلاتهم التي قدموها، والتي شكَّلت جزءاً مهماً وبارزاً في مسيرة الفن الجميل، باستعادة أغنيات شهيرة لكُتاب وملحنين ومطربين مخضرمين، بينهم: سلمان زيمان، وعيسى آل خليفة، ومحمد بن فارس، وخالد الذوادي، ومحمد عبدالله، وفتحية عجلان، وعلي الشرقاوي وغيرهم.

ونثرت فرقة البحرين للموسيقى أنغامها الموسيقية، لتلامس القلوب والوجدان، بقيادة المايسترو زياد زيمان.

وشهد الحفل مشاركة الفنانين: أحمد الجميري، وخالد الشيخ، ومحمد البكري، إلى جانب الموهبتين الواعدتين إبراهيم الناجم وهند ديتو، حيث لاقوا تفاعلاً وانسجاماً كبيرين من الجمهور، الذي لم يكف عن التصفيق وبحماسة شديدة مع كل وصلة غنائية.

موهبة حاضرة

استهل الحفل بأداء الكورال لأغنية «من خلقت الدنيا»، كلمات عيسى آل خليفة، وألحان أحمد الجميري. بعدها أطل النجم الشاب إبراهيم الناجم بكل ثقة على خشبة المسرح، وغنى على التوالي «دمعي جرى» كلمات مبارك العقيلي، ولحن محمد بن فارس، و«البارحة» كلمات وألحان خالد الذوادي، وهي من روائع فرقة الاخوة البحرينية.

واختتم الناجم مشاركته بأغنية «أحلى الليالي»، كلمات وألحان عمر بن بريك. وتُعد من الأغاني الشهيرة في مسيرة الفنان الراحل سلمان زيمان.

ووسط الترحيب الكبير، أطلَّت المطربة الشابة هند ديتو، وخاطبت الحضور، قائلة: «يسعدني في هذه الليلة استحضار روائع فنية خالدة من إرث الفنان الراحل سلمان زيمان»، ومن ثم غنت «ربوع الشمال»، كلمات توفيق زياد، ولحن سلمان زيمان، و«أنت مرادي»، الكلمات من التراث اليمني، والألحان من التراث الهندي، و«عنوا عالبال»، كلمات عيسى آل خليفة، ولحن محمد عبدالله. وتميز صوت هند بالعذوبة والجمال، ووجد آذاناً صاغية من التفاعل الجماهيري.

بدوره، أبهر الفنان محمد البكري الحضور بمشاركته، حيث تناغم صوته مع ألحان الزمن الفني البحريني الجميل، فقدم في البداية أغنيتين للفنان الراحل سلمان زيمان، الأولى «الله الله بالأمانة» كلمات وألحان الموسيقار الراحل حسين المحضار، والأخرى «أقبل العيد» كلمات غالب عوض، ولحن الفنان الراحل كرامة مرسال، ثم اختتم وصلته بأغنية «هلا باللي لفاني»، وهي إحدى أغاني الفنان أحمد الجميري، كلمات وألحان مطر عبدالله.

بعد استراحة قصيرة، كان الجمهور على موعد مع مفاجأة الحفل، خلال مشاركة الفنان خالد الملا، حيث شهد المسرح تصفيقاً وهتافاً من الحضور. وقدَّم الملا أغنية «ما معاكم خبر زين يا رسول السلامة»، وهي إحدى الأغاني التي قدَّمها الكثير من المطربين، لكن الملا اشتهر بها كثيراً، وأصبحت أيقونة غنائية مستمرة بكل حفلاته وجلساته الغنائية.

بعد ذلك حظيت مشاركة النجم خالد الشيخ بتفاعل من الحضور الجماهيري، حيث تعامل بخبرته الفنية الطويلة بكل احترافية وذكاء، وتابع وانسجم وردَّد الجمهور أغنياته التي قدَّمها في الحفل، وجميعها من ألحانه، وكانت البداية مع أغنية «سافر» كلمات علي الشرقاوي، ثم قدَّم أغنية «الوردة ولهانة عليك» كلمات فتحية عجلان وعلي الشرقاوي. بعدها غنى «كلما كنت بقربي» كلمات أبوالحسن الششتري.

وفي لفتة من الوفاء لرفيق دربه الفنان عبدالله الرويشد، غنى الشيخ من ألحانه أغنية «تصور» كلمات فتحية عجلان، وتمنى الشيخ في كلمة له الصحة والسلامة لـ «سفير الأغنية الخليجية»، والعودة إلى الوطن ولجمهوره.

وصلة الختام

في الوصلة الأخيرة من الحفل، استقبل الحضور الجماهيري الفنان أحمد الجميري بالتصفيق الحار، والذي صدح صوته العذب بأغنيتين من ألحانه، الأولى «تو النهار» كلمات محمد الفيصل، والأخرى «يا الزينة ذكريني» كلمات عيسى آل خليفة.

واختتم الجميري الحفل بأغنية «شويخ من أرض مكناس» كلمات أبوالحسن الششتري، وألحان خالد الشيخ، التي شهدت تفاعلاً منقطع النظير.