لوفليشر: لغتنا استثمار حقيقي للمستقبل ونصف مليون بالكويت يتقنونها
السفيرة الفرنسية تشيد بتشجيع الكويتيين أطفالهم على تعلُّم «الفرنسية»
أشادت السفيرة الفرنسية لدى البلاد، كلير لوفليشر، بالكويتيين «الذين يدفعون أطفالهم لتعلُّم اللغة الفرنسية»، مشيرة إلى أن «ذلك ينطوي على تعزيز العلاقات بين فرنسا والكويت، »، معتبرة أن «هذا الأمر استثمار حقيقي للمستقبل».
وفي تصريح على هامش استضافتها في منزلها، مساء الخميس الماضي، حفلا لتوزيع شهادات دبلوم في دراسات اللغة الفرنسية (DELF) وشهادة دبلوم متقدم في اللغة الفرنسية (DALF) لنحو 30 طالباً أنهوا بنجاح هذه الدورات، رحّبت لوفليشر «بخريجي Delf وخريجي Dalf الأطفال والبالغين، الذين وصلوا إلى مستوى معيّن في اللغة الفرنسية واجتازوا الامتحان»، لافتة إلى أن «هذه الشهادة مهمة، لأنها تسمح لحامليها بالتقدم إلى جامعات معيّنة وتحسين مستواهم في اللغة الفرنسية، وهي شهادة رسمية يمنحها المعهد الفرنسي، ولا يمكن إصدارها إلا عن طريق السفارة، من خلال دورات تتم كل سنة في المعهد الفرنسي».
وأوضحت أن «ثلث الشعب الكويتي يفهم الفرنسية، والكثيرون منهم يتحدثونها بطلاقة»، معربة عن سعادتها «لتنامي عدد الناطقين باللغة الفرنسية في الكويت، وزيادة الإقبال على الثقافة الفرنسية»، ومشيرة الى زيادة أعداد الطلاب الكويتيين الدارسين في بلادها.
«DELF» تستقطب 400 ألف مرشح سنوياً وحصل عليها 9 ملايين منذ 1985
وقالت لو فليشر: «اللغة الفرنسية، جميلة جدًا، ولكنها في الوقت نفسه صعبة بعض الشيء، والكويتيون يبذلون الجهد في تعلّمها، مما يعني أن الأهل هم من يدفعون أطفالهم لتعلُّم اللغة الفرنسية، وهذا ينطوي على تعزيز العلاقات بين فرنسا والكويت، لأن هذا يعني أن هناك المزيد والمزيد من الكويتيين الذين لديهم علاقات مع فرنسا، فمنهم من يأتي إلى فرنسا، ومنهم من يقوم بمشاريع مع فرنسا، وهذا بالنسبة لنا استثمار حقيقي للمستقبل».
وفي كلمة ألقتها أمام الطلاب وأهاليهم، قالت لوفليشر «إن عام 2024 هو عام الفخر للغة الفرنسية التي نتقاسمها جميعا. وفي الرابع والخامس من أكتوبر، سيشارك ممثلون عن نحو 100 دولة وحكومة في قمة الفرانكوفونية التاسعة عشرة في فيليرز- كوتيريه، والتي سيكون موضوعها (الإبداع والابتكار والتنفيذ باللغة الفرنسية)، هذه اللغة التي تجمعنا في وحدتنا وتنوعنا، كما أكد رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون».
وأضافت: «اللغة الفرنسية هي اللغة الخامسة في العالم، ويتحدث بها يوميًا أكثر من 235 مليون شخص ويفهمها أكثر من 300 مليون شخص منتشرين عبر القارات الخمس. وتوفر هذه اللغة إمكانات واسعة لتعزيز التواصل بين السكان والثقافات وبناء عالم الغد».
ولفتت لوفليشر إلى أن «الفرانكوفونية، معززة بتنوعها الثقافي وقيمها الإنسانية، تجعل من الحوار بين الثقافات محركا للتطور الإيجابي، وتفتح طريقا يتعارض مع الفرضية المؤلمة المتمثلة في صراع الحضارات أو حرب الأديان»، مشيرة إلى أنه «مع احترام اختلافات وخصوصيات كل شخص، توسّع الفرانكوفونية مجال الإمكانات بروح عالمية من الانفتاح، كبديل للعولمة التي ستكون مرادفة لتوحيد العالم».
وقالت السفيرة الفرنسية: «لقد فهمت الكويت هذا الوضع مبكراً جداً، وركّزت على تدريس اللغة الفرنسية منذ عام 1966، عندما تم إدخال اللغة الفرنسية في النظام المدرسي»، موضحة أنه «بفضل عمل وزارة التربية والتعليم والمفتشية العامة لتعليم اللغة الفرنسية، أصبحت اللغة الفرنسية اليوم اللغة الثالثة التي يتم تدريسها في الكويت، وهي علامة على العلاقات القوية والدائمة بين بلدينا. فهناك نحو 500 ألف متحدث باللغة الفرنسية بالكويت، وأكثر من 1400 مدرس للغة الفرنسية، وأكثر من 40 ألف متعلم ونحو 10 آلاف طالب يدرسون اللغة الفرنسية للحصول على شهادة البكالوريا كل عام».
لوفليشر: الفرنسية هي الخامسة في العالم ويتحدث بها 235 مليوناً ويفهمها 300 مليون
وتابعت أن «المعهد الفرنسي في الكويت هو المركز الامتحاني الوحيد المعتمد لتقديم الشهادات الدولية للغة الفرنسية الصادرة عن وزارة التعليم الوطني الفرنسية، كما تشهد هذه الشهادات الرسمية على المهارات اللغوية للمرشحين باللغة الفرنسية، ما يوفر اعترافًا دوليًا بإتقانهم للغة».
وقالت لوفليشر إن «DELF تستقطب نحو 400 ألف مرشح كل عام، وقد شهدت مرور 9 ملايين مرشح عبر العالم منذ عام 1985، وتكرّم أكثر من 100 مرشح من جميع الأعمار كل عام في الكويت».
وأوضحت أن «هذه الشهادات الصالحة مدى الحياة تتمتع باعتراف عالمي وتفتح الأبواب أمام عدد لا يحصى من الفرص المهنية والأكاديمية، وتتيح لحامليها أيضاً فرص الالتحاق بالجامعات في فرنسا والتقدم للحصول على المنح الدراسية، وتفتح العديد من الفرص المهنية، وخاصة في الشركات والمنظمات الدولية، كما أنها تجعل من الممكن تسهيل مشاريع الهجرة في البلدان الناطقة بالفرنسية، بل إنها ضرورية للحصول على الجنسيات».
من ناحيته، قال مستشار التعاون والعمل الثقافي، مدير «المعهد الفرنسي في الكويت»، بنوا كاتالا، إنه تم توزيع شهادات لنحو 30 شخصاً، طلاب وموظفين، من مختلف الأعمار، لافتاً إلى «أننا في الكويت، حيث الفرنسية هي اللغة الثالثة فيها، ولدينا نحو نصف مليون متحدث باللغة الفرنسية هنا، كما أنها اللغة الخامسة في العالم، التي يتم التحدث بها في جميع القارات، لذلك نرى تزايد نسبة تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية، والتي بدأت منذ الستينيات».